يتسلم معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا مقره الدائم في مدينة مصدر بحلول سبتمبر المقبل، حيث يبدأ بتسلم عدد من المباني التابعة له على مراحل ليتم تجهيزها بالمعدات التكنولوجية والمختبرات الدراسية خلال الفترة المقبلة، بحسب الدكتور مروان خريشة عميد معهد مصدر.
وتوقع خريشة في تصريحات لـ”الاتحاد” أن ينتقل الطلاب إلى المقر الدائم بحلول العام الدراسي الثاني الذي يبدأ في سبتمبر المقبل.
وأشار خريشة إلى أن المعهد تلقى أكثر من 400 طلب التحاق للعام الدراسي المقبل بعد مرور خمسة أسابيع على افتتاح باب التسجيل.
ويبلغ عدد الطلاب الملتحقين حالياً بمعهد مصدر 88 طالباً تم اختيارهم من أصل 1400 طلب التحاق تلقاها المعهد، وفقاً لخريشة.
وكان معهد مصدر قد دشن أعماله رسمياً في سبتمبر من العام الماضي في مقره المؤقت بالمعهد البترولي.
ورصدت حكومة أبوظبي 4.4 مليار درهم للاستثمار في المعهد لفترة أولية تمتد لخمس سنوات، تشمل رأس المال وتكاليف التشغيل، في خطوة يسعى المعهد من خلالها لأن يصبح مركزاً رائداً لأبحاث الطاقة المتجددة والاستدامة، ويستقطب أبرز العلماء والباحثين من كافة أنحاء العالم، من خلال توفير بنية تحتية حديثة للأبحاث.
طرح برنامج للدكتوراه
كشف الدكتور خريشة عن استعدادات المعهد لطرح برنامج دراسي بدرجة الدكتوراه خلال الفترة المقبلة.
وأشار إلى أن برنامج الدكتوراه وصل الآن إلى مراحل إعداد متقدمة، ولايزال بحاجة لبعض اللمسات النهائية قبل الإعلان عنه.
وأضاف: “إذا ما تمكنا من إنجاز استعداداتنا للبرنامج في المرحلة الحالية، فإنني أتوقع طرحه رسمياً مطلع العام الدراسي الجديد”.
من جانب آخر، يضيف المعهد خلال العام الجاري برنامجي ماجستير أحدهما في مجال الأنظمة الدقيقة، والآخر في هندسة الطاقة الكهربائية.
وبدأ معهد مصدر أعماله بطرح خمسة برامج ماجستير هي ماجستير في الهندسة وإدارة النظم، وماجستير في تقنية المعلومات، وماجستير في علوم وهندسة المواد، وماجستير في الهندسة الميكانيكية، وماجستير هندسة المياه والبيئة.
وأشار خريشة إلى أن اختيار طلاب المعهد يتم بناء على معايير دقيقة جداً، مضيفاً أن أعلى المستويات تطبق في أرقى وأهم الجامعات في العالم.
وزاد: “كما نراعي في خياراتنا مهارة اللغة الإنجليزية العالية بمستويات متقدمة جداً، فضلاً عن مهارات التحليل”.
وقال: “لدينا حالياً 88 طالباً تم اختيارهم من أصل 1400 طلب التحاق، مما يجعلنا فخورين بمستوى ونسبة الطلبة الذين تم اختيارهم”.
وأشار خريشة إلى أن معهد مصدر نجح في كونه أول جامعة عربية في المنطقة تستقطب طلاباً غربيين بهدف الحصول على شهادة في الدراسات العليا في قطاع التكنولوجيا والطاقة.
وأضاف: “جميع الطلاب الذين يتم قبولهم في المعهد، يحصلون على منحة دراسية كاملة، مقابل التزامهم بدوام كامل، والعمل كمساعدين على الأبحاث في المختبرات”، مشيراً إلى أن هذه الميزات والشروط تمثل نظاماًَ عالمياً وأساسياً، فالدفع بتقدم الأبحاث يحتاج طلاباً متفرغين، ولديهم إمكانات عالية، ونظام يساعد على بناء المعلومات والنمو.
وقال خريشة: “إن هدفنا يتمثل في الوصول بمعهد مصدر إلى العالمية، والوصول إلى هذه النقطة، يلزمنا بالمثابرة من خلال معاييرنا العالمية، ونوعية الطلاب التي تضاهي أفضل الجامعات في العالم، إلى جانب المدرسين والمعايير الأكاديمية، والبرامج والدراسات والأبحاث وكيفية تطبيق تلك المعايير”.
شريك في قمة المستقبل
أشار الدكتور خريشة إلى أن معهد مصدر يشارك في أسبوع طاقة المستقبل بمختلف فعالياته الذي تنطلق فعالياته في السادس عشر وحتى 23 من يناير الجاري، حيث يوفر المعهد فرصة لحضور المعرضة بمتابعة عمليات تجارب وبحوث حية أمام الجمهور فيما يتعلق بأبحاث الطاقة التي سينفذها طلاب ومدرسون من المعهد.
ويعتزم المعهد نقل عدد من أجهزته ومعداته التقنية والمخبرية الموجودة حالياً في المبنى المؤقت إلى صالة مركز أبوظبي للمعارض في إطار مشاركتهم، وفقاً لخريشة.
وأضاف: “كوننا جزء من مبادرة مصدر، فإننا سنسجل حضوراً لافتاً في القمة العالمية لطاقة المستقبل، إذ نشارك بفعاليات الاجتماعات، وعمليات التحضير للمؤتمر، كما سنشارك بمنصة عرض للمعهد تحتوي على ركن لتزويد المعلومات عن الجامعة وطريقة قبول الطلاب الراغبين في الانضمام إلينا”.
وينظم معهد مصدر على هامش قمة طاقة المستقبل برنامج “القادة الشباب لطاقة المستقبل”، حيث يهدف من خلاله إلى جمع بعض الطلاب من الشباب والشابات المواطنين من الجامعات والقيادات الشابة ومن المؤسسات الحكومية والخاصة لتشجيعهم على المساهمة في بناء المستقبل من خلال الطاقات البديلة، وإبراز أهمية القطاع في الدولة والعالم.
وأشار خريشة إلى أنه تم اختيار المشتركين من خلال لجنة ركزت على شباب المستقبل صغار السن، وممن لديهم دافع للعمل والمساهمة في بناء مستقبل مهني يجسد الاستدامة.
وأشار إلى أن المعهد سيشارك في هذا البرنامج من خلال 30 طالباً تتنوع جنسياتهم، كما سيشهد البرنامج تمثيلاً بسيطاً من الطلاب من خارج الدولة من جامعات في أوروبا وأميركا.
شريك عالمي
وأشار الدكتور خريشة إلى أن بعض الناس في المجتمعات العربية يسيئون فهم تفسير كلمة “معهد” الذي عادة ما يعتبرونه أقل من درجة البكالوريوس أو الدبلوم، وهو ما يتنافى مع حقيقة مكانتنا كجامعة.
وأضاف خريشة: “تسمية المعهد جاءت من خلال الترجمة الحرفية لكلمة (Instit te) تيمناً بالشريك الأكاديمي، وهو (معهد ماساتشوسيتس للتكنولوجيا) أو ما يعرف باسم (MIT) الذي يعتبر أكبر جامعة في تخصص الطاقة البديلة والنقنيات التكنولوجية التي نعمل على تطبيق نموذجها”.
وأكد خريشة أن معهد مصدر هو جامعة تقدم خدماتها للدراسات العليا فقط، والمتخصصة في الأبحاث والدراسات المتعلقة بالطاقة البدلية وتكنولوجيا الاستدامة.
وزاد: “هدفنا الآن تغيير النظرة العربية للجامعات في المنطقة العربية، لنوصل لهم رسالة مفادها أن هناك جامعات عربية ووطنية محلية تضاهي أكبر وأعرق الجامعات العالمية”.
وشدد خريشة على أن معهد مصدر ليس فرعاً لأي جامعة أخرى، إذ يتمتع بصفة مستقلة ووطنية وغير ربحية، ويهدف إلى مشاركة حكومة أبوظبي في بناء اقتصاد مبني على المعرفة ويسعى إلى خلق إمكانية للإبداع والاختراعات وخلق بيئة منافسة من خلال تخريج طلاب يقودون القطاعات المستقبلية في الدولة وخارجها.
وأشار إلى أن معهد مصدر قام بشراكة أكاديمية مع معهد ماساتشوسيتس للتكنولوجيا بهدف المساعدة في بناء نظام هيكيلي وأكاديمي على مستوى عال، وتوظيف الكادر التدريسي، إلى جانب بناء النظام الإداري في الجامعة
عدد اليوم
