الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

د. علي مشرفة.. «أينشتاين العرب»

22 يونيو 2017 21:44
أحمد مراد (القاهرة) عالم فيزياء نابغة، صاحب نظريات علمية مبتكرة، وصف بأنه واحد من أبرز سبعة علماء في العالم ممن يعرفون أسرار الذرة، ناقش بعض أبحاثه مع عالم الذرة الشهير «البرت أينشتاين»، لذلك لقب بـ«أينشتاين العرب». هو د. علي مصطفى مشرفة، ولد بمصر في 11 يوليو عام 1898، وكان والده من علماء الدين، حفظ القرآن الكريم في سن مبكرة، وحفظ العديد من الأحاديث النبوية، وفي عام 1907 حصل على الشهادة الابتدائية، وكان ترتيبه الأول على القطر المصري، وتوفي والده وهو في الثانية عشرة من عمره. في عام 1914 التحق مشرفة بمدرسة المعلمين العليا، وفي عام 1917 اختير لبعثة علمية إلى إنجلترا، وهناك التحق بكلية «نوتنجهام»، ثم التحق بكلية «الملك» بلندن وحصل منها على بكالوريوس علوم مع مرتبة الشرف في عام 1923، ثم حصل على دكتوراه في فلسفة العلوم من جامعة لندن في أقصر مدة تسمح بها قوانين الجامعة. عاد إلى مصر وعين مدرساً بمدرسة المعلمين العليا، وبعد فترة قليلة سافر مرة أخرى إلى إنجلترا، وحصل على درجة دكتوراه العلوم، وكان أول عربي يحصل على هذه الشهادة، وفي عام 1925 رجع إلى مصر، وعُين أستاذا للرياضة التطبيقية بكلية العلوم بجامعة القاهرة، ثم منح درجة «أستاذ» في عام 1926، وهو في الثامنة والعشرين من عمره، وتدرج في مناصب الجامعة حتى عين عميدا لكلية العلوم في عام 1936، وانتخب للعمادة أربع مرات متتالية، كما انتخب في عام 1945 وكيلا للجامعة. بدأت أبحاث د. مشرفة تأخذ مكانها في الدوريات العلمية وعمره لم يتجاوز 25 عاماً، حيث تم نشر أول بحثين له في عام 1922، وهما اللذان نال عليهما درجة الدكتوراه في فلسفة العلوم، وفي عام 1923 قدم سبعة أبحاث حول تطبيق فروض وقواعد ميكانيكا الكم على تأثير زيمان وتأثير شتارك ومن خلال تلك الأبحاث حصل على درجة دكتوراه العلوم. دارت أبحاث د. مشرفة حول تطبيقه الشروط الكمية بصورة معدلة تسمح بإيجاد تفسير لظاهرتي شتارك وزيمان، وكان أول من قام ببحوث علمية حول إيجاد مقياس للفراغ، حيث كانت هندسة الفراغ المبنية على نظرية «أينشتاين» تتعرض فقط لحركة الجسيم المتحرك في مجال الجاذبية. وأضاف د. مشرفة نظريات جديدة في تفسير الإشعاع الصادر من الشمس، إلا أن نظريته في الإشعاع والسرعة كانت من أهم نظرياته وسبباً في شهرته العالمية، حيث أثبت أن المادة إشعاع في أصلها، ويمكن اعتبارهما صورتين لشيء واحد يتحول إحداهما للآخر، وقد مهدت هذه النظرية العالم ليحول المواد الذرية إلى إشعاعات. كما كان د. مشرفة أحد العلماء القلائل الذين عرفوا سر تفتت الذرة، وأحد العلماء الذين حاربوا استخدامها في الحرب، وكان أول من أضاف فكرة جديدة في هذا الشأن، وهي أن الأيدروجين يمكن أن تصنع منه مثل هذه القنبلة، إلا أنه لم يكن يتمنى أن تصنع القنبلة الأيدروجينية، وهو ما حدث بعد وفاته بسنوات في الولايات المتحدة وروسيا. وضع د. مشرفة أبحاث متميزة في نظريات الكم، والذرة والإشعاع، والميكانيكا والديناميكا، وصل عددها إلى خمسة عشر بحثاً، وبلغت مسودات أبحاثه العلمية قبل وفاته إلى حوالي 200 بحث، ومن أهم كتبه: الميكانيكا العلمية والنظرية، الهندسة الوصفية، مطالعات علمية، الهندسة المستوية والفراغية، حساب المثلثات المستوية، الذرة والقنابل الذرية، العلم والحياة، الهندسة وحساب المثلثات، نحن والعلم، النظرية النسبية الخاصة. وخلال عمادته لكلية العلوم، تمتعت الكلية بشهرة عالمية واسعة، حيث عني عناية تامة بالبحث العلمي، ووفر كل الفرص المتاحة للباحثين الشباب، ووصل به الاهتمام إلى مراسلة أعضاء البعثات الخارجية، وأسس قسما للغة الإنجليزية والترجمة بالكلية، كما حول الدراسة في الرياضة البحتية باللغة العربية، وصنف قاموسا لمفردات الكلمات العلمية من الإنجليزية إلى العربية. توفي د. مشرفة في 15 يناير عام 1950، وقد نعاه ألبرت أينشتاين قائلاً: لا أصدق أن مشرفة قد مات، إنه مازال حياً بيننا من خلال أبحاثه.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©