الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

محمد الفاتح.. قائد الإمبراطورية وفاتح «القسطنطينية»

22 يونيو 2017 21:44
سلوى محمد (القاهرة) محمد الفاتح، وُلد في 30 مارس 1432م، في مدينة «أدرنة» عاصمة الدولة العثمانية، أحد أبطال الإسلام والفاتحين الكبار، شخصيته الفذَّة جمعت بين القوة والعدل، لُقب بأبي الفتوح وأبي الخيرات، وقيصر، أتقن عدداً من اللغات، حفظ القرآن، محب للعلم والعلماء، يقربهم لمجالسه، وتعلم منهم أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم وثناءه على فاتح القسطنطينية وجيشه، حيث قال النبي: «لتفتحن القسطنطينية على يد رجل، فلنعم الأمير أميرها، ولنعم الجيش ذلك الجيش»، فطمح محمد الفاتح أن يكون هو وجيشه المقصود بالحديث. بعثه والده السلطان مراد الثاني إلى «أماسيا» ليحكمها في عهده، وتسلّم قيادة أعظم إمبراطورية إسلامية، واعتلى عرش الدولة العثمانية بعد وفاة والده في فبراير 1451م، وهو في سن العشرين، فأصبح السلطان السابع في سلسلة آل عثمان. راود محمد الفاتح حلم فتح عاصمة الإمبراطورية البيزنطية، «القسطنطينية» بعد أن استعصت على الكثير من القادة، فبدأ بدعم الجيش العثماني، وتدريبه على فنون القتال بمختلف أنواع الأسلحة، وغرس روح الجهاد، وتذكيرهم بثناء الرسول صلى الله عليه وسلم على فاتح القسطنطينية وجيشه، لم يكشف مخططاته العسكرية حتى للمقربين له، وقال «لو عرفته شعرة من لحيتي لقلعتها»، ووصل تعداده إلى قرابة ربع مليون مجاهد. قام الفاتح بأولى خطوات التجهيز لفتح المدينة المحصنة، فبنى قلعة «الروم» على الشاطئ الأوروبي من مضيق «البسفور» حتى لا تصل مساعدات للقسطنطينية من أوروبا، وكانت على الجانب الآخر قلعة «الأناضول»، وأصبحت القلعتان متقابلتين، وتتحكمان في عبور السفن من شرقي البسفور إلى غربيه بإذن من القوات العثمانية، بعدها تحرك بجيشه نحو القسطنطينية ونصب المدافع أمام أسوارها لتطلق قذائفها حتى تحطمت وتم اقتحامها، ودخل السلطان الذي أُطلق عليه منذ هذه اللحظة «محمد الفاتح» وسط تكبيرات الجنود، محققاً أعظم إنجازاته بفتح القسطنطينية. طمأن الفاتح أهل القسطنطينية على حياتهم وحرياتهم، وأمر بحسن معاملة الأسرى، وحول كنيسة «آيا صوفيا» إلى مسجد وأطلق اسم «إسلام بول» على المدينة التي حُرفت إلى استانبول، ثم أنشأ أكثر من 300 مسجد، أشهرها «السلطان محمد»، و«أبو أيوب الأنصاري»، وقصر «سراي طوب قبو» و57 مدرسة. واستطاع بفضل قيادته الحكيمة وسياسته الرشيدة من استكمال فتوحاته في بلاد «البلقان» ففتح «الصرب»، و«المورة»، و«رومانيا»، و«ألبانيا»، و«البوسنة والهرسك»، حتى قضى على الإمبراطورية البيزنطية بعد أن استمرَّت أكثر من أحد عشر قرنًا، بعد فتحه القسطنطينية، وحَكَمَ ما يقرب من ثلاثين عامًا، وواصل فتوحاته في آسيا، فوحَّد ممالك الأناضول، وتوغَّل في أوروبا حتى بلجراد، وسعى محمد الفاتح أن يحقق إنجازاً جديداً بفتح «روما» عن طريق إيطاليا، فأتخذ من مدينة «أوترانت» قاعدة يزحف منها شمالاً حتى يصل إلى حلمه الجديد، لكن فاجأته الوفاة على يد طبيبه يعقوب باشا الذي كان يبث له السم تدريجيا حتى مات ودُفِن في مسجد بالأسِتَانة، وأقامت أوروبا صلاة شكر في الكنائس ابتهاجا بهذا النبأ بأمر بابا «روما».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©