بالين··· غير مستعدة

أغلبية سكان آلاسكا يحبون سارة بالين التي تتحلى بالكثير من الخصال التي تجعلها محبوبة، كسياسية وكإنسانة؛ وعلى الرغم من حقيقة أننا ننتمي إلى حزبين مختلفين، إلا أننا منذ انتخاب كل واحد منا لمنصبه قبل عشرين شهرا كنا حليفين بخصوص موضوعي النفط والغاز، اللذين يعدان بالغي الأهمية في ولاية حيث 85 بالمائة من عائدات الحكومة تأتي من إنتاج النفط؛ وقد أعجبتُ كثيرا بعدم استسلامها لضغوط الشركات النفطية، خلافا لما حدث لعدد من الحكام من قبلها· وعندما بلغتُ 60 عاما قبل بضعة أشهر، وزعت بالين الحلوى في مقر الحاكم؛ بل وتحملت مشقة حمل طبق كبير بنفسها حتى أطفئ الشموع؛ غير أن ذلك لا يعني أنني أعتقد أن ''ماكين'' اتخذ قرارا صائبا حين اختار بالين لتخوض السباق معه؛ لا أعتقد أن سارة بالين ليست مؤهلة بكل بساطة لتكون قوة نابضة، وبخاصة إلى جانب رجل قد يصبح أكبر رئيس سنا يتم انتخابه لولاية أولى على الإطلاق· فإذا أمعنتم النظر في مشوار ''بالين'' السياسي، ستدركون الحقيقة، فقد كانت عمدة مدينة صغيرة، وبعد ذلك أمضت أقل من عامين في منصب حاكم ولاية هي رابع أصغر ولاية من حيث عدد السكان في البلاد، أهذا هو الشخص المؤهل لاستلام المشعل في حال وافى ''ماكين'' الأجل؟ وهل هذه المرأة مستعدة لتكون القائدة الأعلى لقواتنا المسلحة؟ أعلم، أعلم· يوجد الكثيرون الذين سيحاولون تضخيم إنجازات ''بالين'' من أجل جعل قرار ''ماكين'' يبدو صائبا خلافا لواقع الحال؛ ولكن قبل أن يجعلوها تبدو كـ''أوتو فون بيسمارك'' (موحد ألمانيا)، بكعب عال، إليكم تقييما غير بعيد عن الحقيقة، إن الفترة التي قضتها ''بالين'' في منصب حاكم آلاسكا كانت مختلطة؛ فهي تستحق علامات عالية لأنها دفعـــت بإمكانية إنشــاء أنبوب غاز إلى الأمام؛ غير أن معظم العمل الذي أنجز بخصوص ضرائب النفط قام به برلمان الولاية، والشيء نفسه يمكن أن يقال عن الإصلاح الأخلاقي؛ ولكن ماذا عن دورها في ''الجسور عديمة الجدوى''؟ يبدو أنها كان تؤيدها قبل أن تعارضها· أضف إلى ذلك شعورا متناميا بأن حكومة الولاية لا تسير بشكل ممتاز تماما، فالمسؤولون في الولاية يستقيلون أو يقالون، وميزانية التسيير تزداد بـ10 بالمائة سنويا؛ ومشاكل السياسات مثل ارتفاع كلفة الطاقة تُحل مؤقتا عبر المنح المالية؛ وبرلمان الولاية يحقق مع الحاكمة ومساعديها؛ وبالتالي، فيمكنكم أن تروا لماذا من غير الواضح أنها حاكمة كفؤة لآلاسكا، ناهيك عن أن تكون كفؤة لتسلم مقاليد الحكومة الوطنية· أرجو ألا يساء فهمي؛ فبالين تجلب بعض القوة إلى حملة ''ماكين''؛ فهي امرأة، وشابة، ومن خارج واشنطن؛ وعلاوة على ذلك، فإن اليمين المسيحي يحبها، وتبدو مرتاحة وغير متوترة على التلفزيون، فهي حاصلة على شهادة في الصحافة؛ وذات مهارات عالية في الارتباط مع الناس على مستوى شخصي؛ كما أنها تتميز بروح تنافسية عالية جدا؛ فعندما انتقدتُ مخططها القاضي بإعطاء سكان آلاسكا منحا مالية، شنت علي هجوما قويا كما لو كنت قطعة لحم وكانت هي ذئبا جائعا· خلافا للمراقبين الذين يظهرون على نشرات الأخبار التلفزيونية، لا أستطيع التنبؤ بالمستقبل ولا أملك كرة بلورية؛ والحقيقة أنني لا أعرف ما إن كانت ''بالين'' ستكون في نهاية المطاف ميزة بالنسبة لحملة ''ماكين'' أو عبئا عليها، أو شخصا غير ذي أهمية، على غرار كثير من نواب الرئيس من قبلها، كما أنني لا أعرف أي نوع من الزعماء يمكن أن تصبح؛· غير أنني أعرف أنها ستشكل خطرا كبيرا جدا، على كل هذه الجبهات، في حال فوز تذكرتها وحدوث مكروه لـ''جون ماكين''، على أن ذلك ليس خطر ''ماكين'' فقط، أو خطر الجمهوريين؛ وإنما خطرنا جميعا اليوم؛ وذاك يخبرني، في الواقع، بكل ما أريد معرفته عن حكم وتقدير ''جون ماكين''· مايك دوجن عضو ديمقراطي في مجلس النواب بآلاسكا ينشر بترتيب خاص مع خدمة لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست