سلوى محمد (القاهرة)
«مدفع» رمضان من أهم طقوس الشهر الكريم والوسيلة المفضلة لإعلان موعد الإفطار، وينتظر الصائمون سماع صوته عند مغيب شمس كل يوم من رمضان ويصيح المدفعجي «مدفع الإفطار اضرب!» ويهلل الأطفال بعد إطلاقه ويفرح الجميع، وبعد سماع الأذان يلتفون حول موائد الإفطار، ليشعروا بالدفء الأسري.
في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم كان المسلمون يأكلون ويشربون من غروب الشمس حتى قبيل الفجر، حتى أمر صلى الله عليه وسلم بلال بن رباح رضي الله عنه أن يؤذن فأصبح الأذان تنبيها للصائمين بموعد الإفطار والإمساك.
وتعتبر القاهرة أول مدينة ينطلق فيها المدفع، وهناك العديد من القصص التي تروي بداية هذه العادة الرمضانية منها في عهد السلطان المملوكي خشقدم وفي أول يوم من رمضان عام 865 هـ قام باختبار مدفع جديد وصادف إطلاقه وقت المغرب، ظن الناس أن السلطان تعمد إطلاقه لتنبيههم إلى موعد الإفطار، فسعدوا وخرجوا لشكره وسألوه أن يستمر إطلاقه طوال رمضان وقتي الإفطار والإمساك، فاستجاب السلطان وأصدر فرماناً، وتحول إطلاق المدفع مرتين يوميًّا إلى ظاهرة رمضانية.
ورواية أخرى تقول، إنه خلال حكم محمد علي الذي كان مهتما بتحديث الجيش المصري وبنائه بشكل قوي، وأثناء تجربة أحد المدافع الجديدة، انطلقت قذيفة وقت أذان المغرب في شهر رمضان، فسعد الناس، واعتبروا ذلك أحد المظاهر للاحتفال بالشهر المبارك، واستخدم المدفع بعد ذلك في التنبيه للإفطار والإمساك.
وكان ينطلق في عهد الخديوي عباس الأول في منتصف القرن التاسع عشر، خمسة مدافع من القاهرة لتنبيه أكبر عدد من سكانها بموعدي الإفطار والإمساك، اثنان في قلعة صلاح الدين الأيوبي، وواحد في كل من سراي عباس باشا الأول بالعباسية، وحلوان، ومصر الجديدة، وتوقف إطلاق المدافع في عهد الخديوي إسماعيل خلال فترات الحروب فذهب العلماء والأعيان لمقابلة السلطان لطلب استمرار إطلاقه، فلم يجدوه، والتقوا ابنته وتدعى «الأميرة فاطمة» فأعجبت بالفكرة ونقلت طلبهم للسلطان، فاستجاب، ومنذ ذلك الوقت ارتبط اسمها بالمدفع وأطلق عليه اسم «الحاجة فاطمة».
وانتشرت ظاهرة مدفع الإفطار في العديد من الدول العربية والإسلامية.. وأصبح من طقوس شهر الصيام.. ويستخدم في المحطات التلفزيونية والإذاعية لإعلان انتهاء يوم الصوم.
عدد اليوم
