الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«سيف اليقين».. قراءة أخرى في سيــرة الحلاج

«سيف اليقين».. قراءة أخرى في سيــرة الحلاج
22 يونيو 2017 21:52
سعيد ياسين (القاهرة)

«سيف اليقين» مسلسل تاريخي عرض خلال شهر رمضان قبل 15 عاماً، وقدم نموذجاً لإحدى فترات الحكم العباسي من خلال حكم ثلاثة خلفاء هم «المعتضد» وابنيه «المكتفي» و«المقتدر»، حيث بدأ الضعف يدب في أركان الدولة الإسلامية.
ودارت أحداث المسلسل حول حياة أبي عبدالله حسين بن منصور الحلاج، الذي عاش بين عامي 244 و309 من الهجرة، ويعد من أكثر الرجال الذين اختلف في أمرهم، فجماهير علماء السنة أجمعوا على تكفيره ورميه بالسحر والشعوذة ونسبه إلى مذهب القرامطة الإسلامي، وهناك من وافقوه وفسروا مفاهيمه، وأكدوا أن التصوف عنده كان جهاداً في سبيل إحقاق الحق، وليس مسلكاً فردياً بين المتصوف والخالق فقط، حيث طور النظرة العامة إلى التصوف، فجعله جهاداً ضد الظلم والطغيان، ونظراً لما لتلك الدعوة من تأثير على السلطة السياسية الحاكمة في حينه تمت مهاجمته، ولم ترضي فلسفته التي عبّر عنها بالممارسة الفقيه محمد بن داود قاضي بغداد، فقد رآها متعارضة مع تعاليم الإسلام، فرفع أمره إلى القضاء طالباً محاكمته أمام الناس والفقهاء، فلقى مصرعه مصلوباً بباب خراسان المطل على دجلة، تنفيذاً لأمر الخليفة المقتدر.
وشارك في بطولته كمال أبورية، ويوسف شعبان، وسميحة أيوب، وأحمد ماهر، وأخرجه وفيق وجدي، وألفه طه حسين سالم، الذي قال إن الفترة التي تناولها المسلسل، كانت منكوبة في التاريخ الإسلامي، حيث شهدت ضعفاً شديداً، وحصل الأتراك والفرس على وضعهم، وأصبحت لهم مكانة هددت الخلافة. وكشف عن أن المسلسل ظل في الأزهر الشريف لمدة عام من دون الحصول على الموافقة؛ لأنهم كانوا يعتبرون الحلاج زنديقاً، وليس من أولياء الله، وأنه وجد كتاباً من 80 صفحة عن الحلاج كتبها فقيه ديني من ثقات الشيوخ الذين يعترف بهم الأزهر وكل علماء الفقه، وكتب فيه بالأدلة والوثائق المقنعة أن «الحلاج» ولي من أولياء الله، وأنه قدمها لمجمع البحوث الإسلامية، وبعد أسبوع وافقوا على المسلسل، الذي أنصف «الحلاج» في وجه كل من ظلمه واتهمه بالإلحاد والزندقة.
وقال كمال أبورية، إنه قدم واحدة من أفضل الشخصيات التي جسدها عبر مشواره، وهي شخصية «الحلاج»، وأنه لم يخشَ مقارنته بمن سبق، وقدم الشخصية ذاتها من كبار الفنانين في مسرحية «مأساة الحلاج» لصلاح عبدالصبور، مشيراً إلى أن شخصية «الحلاج» صالحة لكل زمان ومكان، ويستطيع أكثر من ممثل تقديمها بشرط أن يمسك جيداً بخيوطها، خصوصاً أنها تحتاج لملامح يظهر فيها السمو والتقوى والإصرار والجدية في مواجهة معارضيه، وتمسكه برباطة الجأش، وهو يحاكم ويساق إلى مصيره المحتوم، حيث يلقى حتفه دون أن يهتز أو يتراجع عن مبادئه.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©