الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«روما تحترق» ترصد الكفاح ضد قهر الشعوب

«روما تحترق» ترصد الكفاح ضد قهر الشعوب
16 ابريل 2012
انطلقت مساء أمس الأول على خشبة مسرح جامعة الشارقة فعاليات الدورة الثانية لمهرجان الإمارات للمسرح الجامعي الذي تنظمه وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع بالتعاون مع جمعية المسرحيين والذي يستمر حتى الثاني والعشرين من الشهر الجاري. وحضر الافتتاح بلال البدور الوكيل المساعد لوزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، وحكم الهاشمي وكيل الوزارة المساعد لتنمية المجتمع، والدكتور سامي محمود مدير جامعة الشارقة، وإسماعيل عبد الله الأمين العام للهيئة العربية للمسرح رئيس المهرجان. وألقى الدكتور حبيب غلوم مدير المهرجان كلمة أكد فيها على أن مهرجان الإمارات للمسرح الجامعي جاء ليتمم الصورة الناصعة التي تفرد بها المسرح الإماراتي من خلال الدعم غير المحدود الذي حظي به المسرح الإماراتي من قبل الحكومة الرشيدة مكللا بالرعاية الكاملة من حضرة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة الذي جعل من المسرح وسيلة للتقدم والازدهار، ونقل غلوم للحضور تحيات معالي عبد الرحمن محمد العويس وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع. كما ألقى الدكتور عبد الله المنيزل عميد شؤون الطلاب كلمة أكد من خلالها على أهمية المسرح ودوره في بناء الأجيال وتنمية شخصية الطالب الجامعي بشكل خاص. وتتنافس في مسابقة الدورة الثانية لمهرجان الإمارات للمسرح الجامعي ثمانية عروض مسرحية من خمس جامعات، كما يستضيف المهرجان فرقة المسرح الجامعي بالكويت التي ستقدم عرضا بعنوان “رسالة إلى...”. ويترأس لجنة تحكيم المسابقة الدكتور سعيد الناجي من المغرب، وفي عضويتها كل من خالد البناي ومحمد حميد الغص من الإمارات وغنام غنام من الأردن، والرشيد أحمد عيسى من السودان. كما يكرم المهرجان هذا العام الفنان ربيع إبراهيم الجنيبي. «روما تحترق» وافتتحت جامعة الشارقة أول عروض المهرجان بمسرحية “روما تحترق” تأليف شريف الزعبي، وإخراج مهند كريم، تناولت موضوعة الطغاة عبر التاريخ، من خلال استحضار شخصية الإمبراطور الروماني نيرون الذي أحرق روما بمن فيها إرضاء لجبروته وطغيانه، لكن العرض تجاوز ماهو تاريخي ليسافر من خلال الزمان والمكان إلى كل مكان يتواجد فيه الطغاة، وذلك عبر استحضار شخصيتين تاريخيتين معروفتين هما الفيلسوف سينيكا، والثائر الارجنتيني الشهير جيفارا الذي شارك في صنع انتصار الثورة الكوبية، ثم غادر هافانا ليساعد الثوار في بعض بلدان أميركا الجنوبية، ومن خلال اللقاء بين هاتين الشخصيتين (الثائر واالفيلسوف) يمضي العرض في رحلة عبر التاريخ، تتداخل فيها الشخصيات، والأزمنة، والأحداث، ليكشف لنا من خلالها عن آليات الطغيان، وقهر الشعوب، واضطهادها، ومن ثم عن دور الشعوب، والأبطال في الانتصار على الظلم والقهر. عرض مسرحي متميز كتابة وإخراجا من حيث وجود عدد كبير من الممثلين الشباب الموهوبين والذين أدارهم المخرج بحرفية جيدة، فرسم من خلالهم فرجة جميلة، وسينوغرافيا اتصفت بالمرونة من حيث استخدام الفضاء المسرحي، والأغراض والإكسسوارات القليلة، الأمر الذي يعني الاهتمام بشكل خاص بالممثل، والمجموعات، ووضع كامل المسؤولية الجمالية على عاتقهم، كما ساهمت هذه الرؤية الإخراجية في منح العرض فرصة كبيرة في إجراء التنقلات الزمانية، والمكانية المعادلة للفكرة المطروحة، فأوجد المخرج لها معادلا بصريا يعتمد على فضاء فارغ مليء بأجساد الممثلين، وبالإضاءة التي لعبت دورا جماليا كبيرا. كما أن الشاشة السينمائية المستخدمة وظفت مرات عديدة لإضفاء طابع ملحمي على العرض، وتم تأكيد هذه الملحمية من خلال الموسيقى المستخدمة، وملابس الشخصيات المتراوحة ما بين التاريخية والمسرحية البحتة، وكذلك من خلال قصيدة “روما تحترق” للشاعر الفلسطيني محمود درويش التي جاءت على لسان الفيلسوف الروماني القديم سينيكا. “ روما تحترق” عرض افتتاحي قوي لمهرجان مسرحي بدأ يشكل ملامحه المتميزة في فضاء المسرح الإماراتي. وأقيمت بعد عرض مسرحية “روما تحترق” ندوة تطبيقية أدارها الدكتور محمد يوسف، وحضرها مؤلف العرض، ومخرجه، ونخبة من المسرحيين، والنقاد وعدد كبير من طلبة الجامعة، وتركزت النقاشات على تقنيات العرض بشكل خاص، وآلية تلقيه من قبل المتفرجين. واختتمت الندوة بكلمة المؤلف الزعبي الذي أشاد بتعاون المخرج والممثلين معه، وأكد على أنه ترك للمخرج حرية التصرف بالنص، وتحدث مخرج العرض عن رؤيته الفكرية، والجمالية، وقدم أجوبته على الملاحظات التي أثيرت في الندوة. يعرض اليوم يعرض اليوم على خشبة مسرح جامعة الشارقة مسرحية “صمت القبور” (لفرقة جامعة الإمارات ( بنين) تأليف الراحل سالم الحتاوي، وإخراج حسن يوسف.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©