الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«وادي مي» مجمع سكاني عصري في أحضان الجبال

«وادي مي» مجمع سكاني عصري في أحضان الجبال
13 أغسطس 2016 13:07
تحقيق ( السيد حسن ) يعتبر «وادي مي» نموذجاً لنهضة عمرانية وتنموية، تعزز المفاهيم البيئية لهذه المنطقة الجبلية التي تزخر بعناصر فريدة تجعل منها مجتمعاً متكاملاً بين أحضان الجبال. وتتصدر واجهة المشروعات التنموية التي شهدها «وادى مي» مجموعة من المشاريع التي تم تنفيذها ضمن مبادرات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وهي المبادرات التي شملت مساكن عصرية لأهالي «وادي مي» وخدمات صحية وتعليمية وغيرها، تعزز من راحة ورفاهية أهالي المنطقة الذين لا يتجاوز عددهم 400 نسمة. «الاتحاد» التقت عدداً من أهالي «وادي مي» الذين أكدوا ضرورة تعزيز خدمات البنية التحتية في قطاعات التعليم والصحة. وأشاروا إلى أنهم طالبوا منذ سنوات ببيوت جديدة، فحققت لهم مبادرات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، ما أرادوا وتمنوا، فشيدت لهم مجمّعاً، يضم 9 بيوت سكنية، وقد تسلمها أهل المنطقة. وقال محمد راشد خلفان الكندي، من أهل المنطقة: «الحمد لله حصلت على بيت جديد، ونقلت أسرتي للعيش فيه، وبالطبع حياتنا تغيرت كثيراً، فقد كنا نحيا في بيوت قديمة شيدت من عشرات السنين، وهي بيوت متهالكة وضيقة جداً، والآن وفرت لنا الدولة هذه البيوت الجديدة». وطالب الكندي وزارة تطوير البنية التحتية بإعادة مراجعة بيوتنا الجديدة، إذ إن خللاً ما يوجد في سقف تلك البيوت، ما يستدعى دراسة المشكلة، وإيجاد الحلول المناسبة لها. وأكد أن المؤسسات الرسمية في الدولة لم تقصر مع أهل الوادي، ولكن هناك معوقات بسيطة للعوائل التي تبحث عن حديقة عامة للجلوس فيها وقت العطلات مع أطفالهم، فنحن منطقة بعيدة عن المدن سواء في الفجيرة أو كلباء أو الشارقة، نريد أن نرى أوجه التطور الكبير الموجود في المدن داخل مناطقنا، مشيراً إلى وجود تقدم كبير في حياة المواطنين في «وادي مي»، لكننا نحتاج إلى المزيد من الخدمات. الضغط العالي من جانبه، قال المواطن محمد خميس الكندي: «تعد منطقة (وادي مي) من المناطق الجبلية التي لا تضم مساحات سهلية يمكن البناء عليها للأجيال المقبلة، لذا نبحث عن المناطق التي يمكن استصلاحها في الوادي والعيش عليها، ولكن ثمة مشكلة تواجهنا، وهي مشكلة أعمدة الكهرباء الخاصة بالضغط العالي المارة بالوادي، وهذه المشكلة تشكل حالياً خطراً على صحتنا، كما أنها تشكل عائقاً في المستقبل، ونطالب بنقلها من منطقتنا، وأن تمر على بعد مناسب من البيوت، وفقاً لاشتراطات الصحة العامة والسلامة. وطالب بضرورة إعادة إحياء مصلى العيد القديم، وإيجاد حل عملي له، حتى يتمكن السكان من أداء صلاة العيد فيه بدلاً من المسجد القديم والضيق، وهذه مشكلة بسيطة وسهلة، الحل من قبل بلدية الفجيرة وهيئة الشؤون الإسلامية والأوقاف، كما طالب دائرة الأشغال والزراعة في الفجيرة بشق طريق بسيط وتعبيده، حتى يتسنى لهم الوصول إلى مزارعهم بسهولة ويسر، حيث إن الأمطار تخرب علينا الطريق وقت هطولها، مطالباً وزارة الصحة ووقاية المجتمع بإقامة مركز صحي في الوادي. الجفاف يحاصر المزارع وأضاف محمد خميس: في المنطقة 10 مزارع جميعها يعمل، إذ تتوافر المياه بشكل مرضٍ، ولكن ليس على الدوام، فنحن نعاني من الجفاف أيضاً، على غرار المناطق الأخرى المتاخمة للوادي، ولكن علينا مواصلة الحياة وزراعة مزارعنا العامرة بالخضراوات والفواكه، مثل البطيخ والهامبا وغيرها. وذكر أن خط مياه محطة تحلية المياه في منطقة قدفع، يمر صوب الوادي في طريقه إلى العين، والحمد لله لم تقصر حكومة أبوظبي في مدنا بالمياه العذبة المحلاة لبيوتنا، وكنا في أمس الحاجة إلى ضخ كميات إلى مزارعنا ولو بدفع رسوم رمزية عليها، حيث إن هذا يحدث نقلة نوعية كبيرة في الزراعة في «وادي مي»، لأن هناك مواطنين في الوادي ما زالوا حتى الآن حريصين على امتهان مهنة الزراعة، ويمتلكون الكثير من الماشية التي يعتمدون عليها في مأكلهم. سوسة النخيل وقال عبد الله خميس الكندي، من سكان الوادي: «تؤرق المزارعين في الوادي سوسة النخيل، وبالطبع فإن أي مزارع رأس ماله الأساسي هو النخيل، وعندما تتمكن سوسة النخيل من الشجرة تصيبها في مكمن، وتؤتي عليها لا محالة، وهذا هو وضع سوسة النخيل في مزارعنا، وتأتي فرق المكافحة من وزارة التغير المناخي والبيئة، ويقومون برش أشجار النخيل، وما أن تمضى أسابيع حتى تطل علينا من جديد دون جدوى». وأشار إلى ضرورة إنشاء حديقة عامة للعائلات في منطقة وادي مي، في غياب أي وسيلة من وسائل شغل فراغ أبنائنا، خاصة وقت الصيف، وفي العطلات الدراسية، علماً أن المسافات بين الوادي ومدينة الفجيرة وغيرها من المدن طويلة بعض الشيء. نحو إحياء مصلى العيد وتجهيزه أكدت بلدية الفجيرة لـ «الاتحاد» أن مسألة أعمدة الضغط العالي ستطرح على الهيئة الاتحادية للكهرباء والماء، بهدف الوصول إلى حل يرضي أهالي منطقة وادي مي، مشيرةً إلى أن تخصيص الأراضي التي سيمر عبرها التيار العالي من اختصاصها، وستعمل على إيجاد مناطق مرور الخط البديل بما لا يؤثر مستقبلاً على الأهالي، ومن ثمّ تقوم الهيئة بنقل الأعمدة إلى المسار الجديد، حسب المهندس محمد سيف الأفخم المدير العام لبلدية الفجيرة. وقال الأفخم: «أما فيما يخص مصلى العيد وإعادة إحيائه من جديد، فهذا أمر بات مهماً للأهالي، بعدما ارتفع عددهم، ولم يعد مسجدهم القديم يستوعبهم في صلاة العيد، وسنقوم بالتنسيق مع دائرة الأشغال في الفجيرة لإعادة مسح المصلى القديم وإعداده وتجهيزه لهم». سجل البيوت جديدها وقديمها يبلغ عدد بيوت منطقة «وادي مي» 39 بيتاً، أحدثها 9 بيوت جديدة تابعة لمبادرات صاحب السمو رئيس الدولة (حفظه الله)، وتم تسليمها للمواطنين، إضافة إلى 13 بيتاً قديمة، وهي من البيوت الأولى التي شيدت بعد سنوات قليلة من إعلان قيام اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة. وبعد العام 1990 شيدت في الوادي 5 بيوت جديدة تابعة لوزارة الأشغال العامة وقتها، كما شيدت قبل سنوات قليلة 9 بيوت ضمن منح وقروض برنامج زايد للإسكان، كما توجد حالياً 4 بيوت قيد الإنجاز تابعة لبرنامج زايد للإسكان أيضاً. حملات متواصلة أكدت وزارة التغير المناخي والبيئة أنها تقوم بتنظيم حملات مستمرة على مدار العام لمكافحة سوسة النخيل وكل الأمراض الأخرى المتصلة بهذه الشجرة حسب سلطان بن علوان وكيل الوزارة المساعد لقطاع المناطق. وقال علوان: «جميع مناطق الفجيرة مستهدفة بحملات مكافحة أمراض شجرة النخيل، وتم ضمن مبادرة «نخيلنا» التي أطلقت عام 2012 في مناطق الدولة استهداف 2.5 مليون شجرة نخيل في 7700 مزرعة في كل الإمارات الواقعة ضمن اختصاصات الوزارة، ونقوم بين فترة وأخرى، بالمرور على مناطق الفجيرة من خلال مكتبنا هناك، ومن ضمن تلك المناطق وادي مي، بما يعزز أساليب وطرق الوقاية والمكافحة لهذه الآفة».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©