أكدت الهيئة الوطنية للطوارئ والأزمات عدم رصد أي أضرار أو خسائر في الأرواح أو إصابات أو حوادث في مبان أو منشآت في الإمارات، نتيجة الزلزال الذي وقع أمس على الحدود الباكستانية - الإيرانية، وبلغت قوته 7,8 درجة بمقياس ريختر.
وقال الدكتور جمال الحوسني مدير إدارة التكنولوجيا والاتصالات والمتحدث الرسمي للهيئة الوطنية للطوارئ والأزمات، خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد أمس في مقر مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية بالعاصمة أبوظبي: “إن محطات الشبكة الوطنية سجلت الزلزال الذي وقع في تمام الساعة الثانية و44 دقيقة بعد ظهر أمس، بقوة 7.8 درجة بمقياس ريختر، ووقع على بعد 650 كيلومترا شمال شرق إمارة رأس الخيمة، وتحديدا في منطقة بين حدود باكستان والجمهورية الإيرانية الإسلامية”.
وتابع: “نطمئن الجمهور بأن جميع الجهات المختصة ومؤسسات الدولة المعنية تعمل بكامل قدراتها وعلى مدار الساعة وتتابع تطورات الموقف ولديها كافة الإجراءات الاحترازية والخطط الوطنية والمحلية للتعامل مع مثل هذه الحالات”.
وردا على سؤال لـ “الاتحاد” حول قوة توابع الهزات المتوقعة، أضاف: “إن كل زلزال تتبعه هزات ارتدادية لأن هذا من الأمور الطبيعية، وتكون أقل قوة ولابد على الجمهور متابعة الجهات الرسمية المعنية مثل الدفاع المدني والشرطة لتلقي التعليمات المتعلقة بالأمن والسلامة في حالات الطوارئ”.
وأشار إلى أن الهيئة تعمل بالتعاون مع جميع الجهات المعنية من الدفاع المدني والقوات المسلحة والشرطة وجميع الشركاء الرئيسيين الآخرين وذلك بهدف ضمان الجاهزية والاستعداد لمواجهة أي أحداث ناجمة عند الطوارئ والأزمات الطبيعية مثل الزلازل.
ولفت إلى أن الإمارات في منطقة آمنة ولا تقع في حزام زلازل أو مناطق عرضة للكوارث الطبيعية، مؤكدا أن الجمهور عليه ألا يلتفت إلى الشائعات التي يتناقلها البعض على صفحات التواصل الاجتماعي مثل تويتر والفيسبوك التي يمكن أن تبث معلومات مغلوطة وغير صحيحة.
وقال الحوسني: “إن أفراد الجمهور عليهم اتباع الإجراءات المحددة في الإخلاء والخروج من المباني بالطرق السليمة المتبعة وفق تعليمات الأمن والسلامة التي تم وضعها في إطار المعايير الدولية للسلامة، مضيفاً أن الهيئة جاهزة لجميع الإجراءات الاحترازية، وذلك في الأوقات العادية قبل وقوع أي طارئ وذلك بنسبة 80 %”.
وأضاف أن الهيئة تحرص على التدريب المستمر على مدار العام بمشاركة أكبر عدد ممكن من الجهات المعنية سواء بالتدريب العملي أو من خلال مركز العمليات.
وأوضح أن الهيئة كثفت نشاطها خلال الأعوام الماضية لنشر ثقافة التعامل السليم في أوقات الطوارئ والأزمات من خلال الكتيبات أو المناهج الدراسية للأطفال في المراحل الدراسية المختلفة في حالات الشعور بالزلازل أو الحرائق، مؤكداً أن الهيئة لديها برامج مستمرة وتطورها بشكل دائم وتهدف إلى زيادة الوعي لدى الجمهور.
وأفاد المتحدث الرسمي باسم هيئة الطوارئ والأزمات أن الهيئة قامت خلال 18 شهرا الماضية بتوزيع كتيبات ومطويات توضح كيفية الإخلاء للمباني في حالات الزلازل والحرائق، مناشدا كل رب أسرة بضرورة زيادة وعيه بهذه الإجراءات ونقلها إلى أفراد أسرته.
صافرات الإنذار
تسببت الهزة الأرضية التي شعر بها سكان الإمارات أمس، نتيجة الزلزال الذي وقع على الحدود الباكستانية - الإيرانية، بقوة 7.8 درجة على مقياس ريختر، بحالة من الفزع بين المواطنين والمقيمين، وغادرت الأسر البنايات، وتكدست جموع غفيرة من مختلف الأعمار في الساحات والشوارع، وعلى الشواطئ، وتم إطلاق صافرات الإنذار في عدد من البنايات والأبراج السكنية والإدارية، كما أخلت عدة جهات حكومية مبانيها حفاظاً على سلامة الموظفين، وتحسبا لحدوث توابع للزلزال.
وتلقت إدارات الدفاع المدني في مختلف إمارات الدولة اتصالات للاستفسار عن الهزة الأرضية وتوابعها، وإجراءات السلامة المتبعة في مثل هذه الحالات، فيما تضمنت بعض البلاغات وقوع تشققات في مبان قديمة بخورفكان حسب ادعاء أصحابها، كما لم تسجل الجهات المعنية على مستوى الدولة أي أضرار في الممتلكات والأرواح.
وسجلت محطات الشبكة الوطنية الإماراتية لرصد الزلازل التابعة للمركز الوطني للأرصاد الجوية، زلزالاً بقوة 7.8 درجة على مقياس ريختر، وبعمق 30 كيلو مترا، في الساعة الثانية وخمسين دقيقة تقريبا بعد الظهر أمس على الحدود الباكستانية - الإيرانية، على بعد 650 كم عن شمال شرق رأس الخيمة، شعر به سكان الإمارات.
شرطة أبوظبي
أرسلت شرطة أبوظبي رسائل نصية قصيرة على الهواتف المحمولة و”تويتر” للمواطنين والمقيمين بالدولة لطمأنتهم ومطالبتهم بعدم الفزع والتحلي بالهدوء وتعليمات الأمن والسلامة للإخلاء والخروج من المباني المرتفعة والإدارية والسكنية.
وبثت صفحة وزارة الداخلية رسائل للجمهور على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” تؤكد فيها عدم وجود إصابات، وقالت فيها: “نطمئن الجمهور بأنه لا توجد أي إصابات أو أضرار نتيجة الإحساس بالهزة الأرضية التي وقعت في إحدى دول الجوار”. وأفاد مواطنون ومقيمون، أن الهزة أدت لإحداث حالة من الاستنفار وسماع إطلاق صفارات الإنذار في أبراج وبنايات شاهقة بأبوظبي، وأبراج المزيد مول بمنطقة المصفح، وبناية المعمورة بشارع المرور، وهيئة الصحة أبوظبي حيث قام مسؤولو المباني بالإخلاء التدريجي للسكان أثناء الهزة الأرضية وعقب وقوعها فورا.
ونشرت هيئة الإمارات للهوية رسائل على صفحتها في الفيسبوك، قالت فيها: “نتمنى أن يكون جميع سكان الدولة إن شاء الله بأمان بعد الهزة الأرضية، اللهم احفظ الإمارات”.
لا خسائر
وأشارت بلدية دبي، إلى أن الشبكة المحلية لرصد الزلازل في بلدية دبي رصدت هزة أرضية قوية بالقرب من الحدود الباكستانية بمنطقة سراوان بإقليم سيستان بلوشيستان وشمال شرق دبي على مسافة 675 كم من دبي و800 كم من أبوظبي، ومسافة 590 كم من رأس الخيمة.
وسجلت الشبكة الهزة الرئيسية في تمام الساعة الثانية وأربع وأربعين دقيقة بعد الظهر بالتوقيت المحلى للإمارات أمس بقوة قدرها 7,7 درجة على مقياس ريختر للزلازل وشعر بالهزة معظم قاطني مدن الإمارات على ساحل الخليج العربي رأس الخيمة والشارقة ودبي وأبوظبي ولم تسبب الهزة أية خسائر بدول الخليج، وينحصر تأثيرها على جنوب إيران فقط بمنطقة سيستان-بلوشيستان ومناطق باكستان القريبة من الحدود الإيرانية.
وأوضح المهندس محمد مشروم مدير إدارة المساحة في البلدية انه تم رصد الزلزال الرئيسي بوضوح وجار رصد التوابع لهذا الزلزال والتي لن تسبب أية خسائر بكل مدن الإمارات، لافتاً إلى أن هذا النشاط يقع بمناطق الحزام الزلزالي شمال غرب المكران كناتج عن اصطدام الصفيحة العربية بالصفيحة الأوروأسيوية، وأن هذه المناطق ضمن أحزمة الزلازل ولكن مثل هذه القوة من الزلازل لن تؤثر على المنشآت بدبي لبعد مواقع حدوثها، كما أن جميع منشآت دبي تم تصميمها طبقا لكود الزلازل.
وطمأن سكان الإمارة على عدم تأثير مثل هذا النشاط الزلزالي على دبي لتمركزه بإيران وبعده عن الإمارة، مشيرا إلى أنه أخذ في الاعتبار في حساب كود دبي للزلازل، هزة بغرب المكران بقوة 3 ر8 درجة بمقياس ريختر.
الأبراج السكنية
في مدينة عجمان شعر السكان بتوابع الهزة الأرضية، وشعر سكان الأبراج السكنية بالهلع وغادروا المنازل وتجمعت أعداد غفيرة منهم في الحدائق وعلى الكورنيش بعد شعورهم بالزلزال، خشية حدوث توابع للهزة الأرضية.
وأكد مدير عام الدفاع المدني في الإمارة عدم تلقي أية بلاغات عن وقوع إصابات أو تصدع مبان.
وقال العميد صالح سعيد المطروشي مدير عام إدارة الدفاع المدني في عجمان إن غرفة العمليات لم تتلق أية بلاغات عن إصابات أو حدوث انهيار في منازل، وطمأن السكان بأن الهزة الأرضية لم تؤثر على المباني بسبب بعد المسافة، عن مركزها.
نزول إلى الشوارع
في الفجيرة، أكد العميد محمد أحمد بن غانم الكعبي القائد العام لشرطة الإمارة، ورئيس اللجنة العليا للطوارئ، أن إدارة العمليات لم تتلق أمس أي بلاغات من مواطنين أو مقيمين تفيد بوقوع أضرار من أي نوع، مشيراً إلى أن أهالي الفجيرة شعروا بالهزة الأرضية التي كانت قوية وشعر معها السكان بنوع من القلق ما أدى إلى قيامهم بشكل عفوي بترك بيوتهم والشقق السكنية التي يسكنون بها والنزول إلى الشوارع مع وقوع الهزة الأرضية.
من جانبه، أكد العقيد علي عبيد الطنيجي مدير إدارة الدفاع المدني في الفجيرة تلقي عدد من البلاغات من المواطنين والمقيمين للاستفسار عن الهزة، وتوابعها وإجراءات الأمن والسلامة، لافتاً إلى أنه لا توجد أضرار للهزة الأرضية التي شعر بها الجميع.
إلى ذلك، استقبلت إدارة دفاع مدني المنطقة الشرقية عدة بلاغات من قبل مواطنين من خورفكان بشعورهم بالهزة، وأكد النقيب دعيج خليفة الحوسني رئيس قسم الحماية المدنية والسلامة في إدارة دفاع مدني المنطقة الشرقية في خورفكان أن”الإدارة تلقت العديد من البلاغات، وكان معظمها استفسارات وتساؤلات عن الهزة التي شعر بها السكان، كما تضمنت بعض البلاغات وقوع تشققات في بعض المباني القديمة بحسب أصحابها، فيما لم تسجل أي أضرار في الممتلكات الأخرى والأرواح.
التواصل الاجتماعي
في أم القيوين، تلقت إدارة الدفاع المدني العديد من الاتصالات من الأهالي، يستفسرون عن أسباب الهزة الأرضية، ولم تسجل الإدارة أي حادثة بسبب الهزة، وغادر معظم المواطنين والمقيمين مساكنهم عقب شعورهم بالهزة الأرضية التي وقعت تقريباً في الساعة الثانية والنصف من مساء أمس، حيث ظلوا في الساحات الخارجية لفترة من الزمن للتأكد من سلامة الوضع، وتبادلوا الرسائل النصية والتواصل عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حول ما شعروا به في أماكن تواجدهم داخل المباني، متسائلين عن أسباب الهزة وموقعها، وهل هناك أضرار بشرية أو مادية، كما أن اتصالاتهم بأقاربهم لم تنقطع.
استفسارات
في رأس الخيمة، أكدت القيادة العامة لشرطة رأس الخيمة عدم تلقيها أي بلاغات عن وقوع أضرار نتيجة الهزة الأرضية التي شعر بها سكان الدولة، وان غرفة عمليات الشرطة وكافة العاملين فيها على استعداد لاستقبال مختلف البلاغات والاستفسارات الواردة من قبل الجمهور. وأشار العميد غانم احمد غانم مدير عام العمليات المركزية بشرطة راس الخيمة إلى أن غرفة العمليات لم تتلق أي بلاغات عن وقوع حوادث أو إصابات بشرية ومادية نتيجة الهزة الأرضية التي تعرضت لها الدولة أمس.
وذكر أن اغلب البلاغات التي تلقتها غرفة عمليات الشرطة كانت عبارة عن استفسارات عن وقوع الهزة الأرضية والتخوف من وقوع هزات ارتدادية لاحقة، داعيا الجميع إلى عدم تناقل الأخبار والتوقعات غير الصحيحة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
من جهتها، لم تتلق إدارة الدفاع المدني في رأس الخيمة أي بلاغات عن وقوع حوادث، مشيرة إلى أنها على أتم الاستعداد لاستقبال البلاغات والاستجابة السريعة في حال وقوع أي طارئ.
وتسببت الهزة في خروج آلاف المواطنين والمقيمين في رأس الخيمة من منازلهم إلي الشوارع، ولجأ سكان البنايات القديمة والطوابق العليا إلى استخدام الدرج عند مغادرة البنايات خوفاً من حدوث أعطال للمصاعد.
عدم تأثر عمليات «أدنوك» البحرية والبرية بالهزة
أبوظبي (وام) - أعلنت شركة بترول أبوظبي الوطنية «أدنوك» عدم تأثر العمليات البحرية والبرية التابعة لها ولمجموعة شركاتها بالهزة الأرضية التي شعر بها سكان الدولة ظهر أمس، والناتجة عن الزلزال في إيران. وأكد مصدر مسؤول في «أدنوك» أن شركات المجموعة مستمرة في العمل بالصورة المعتادة .
الهزات الأرضية
أكد الدكتور خالد البلوشي رئيس قسم الجيولوجيا بكلية العلوم بجامعة الإمارات ورئيس الجمعية الجيولوجية الإماراتية، أن الدولة في مأمن من الهزات الأرضية المتكررة لوقوعها بعيداً عن مراكز وقوع الزلازل في إيران، لافتاً إلى وقوع زلزال مؤخراً في منطقة بوشهر الإيرانية وشعر به سكان المنطقة الغربية في أبوظبي. وأوضح البلوشي أن مركز الزلزال الذي وقع أمس، وشعر به بوضوح السكان في إمارات الدولة، بالإضافة إلى سلطنة عمان، وقع على مسافة 600 كيلو متر من حدود الدولة، لافتاً إلى أن تكرار حدوث الزلازل أمر طبيعي في إيران لوقوعها ضمن نطاق زاجروس المعروف بالنشاط الزلزالي. ورغم أن الدولة بمأمن من الهزات الأرضية المتكررة إلا أن رئيس الجمعية الجيولوجية الإماراتية، أكد ضرورة توعية السكان بالتدابير الاحترازية الواجبة خلال الهزات الأرضية بما في ذلك عمليات الإخلاء.
عدد اليوم
