الصقور و الحمائم في اجتماع فيينا

تصدرت ايران الدعوات الى خفض الانتاج، فيما بدأ وزراء النفط في منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) بالوصول الى فيينا استعدادا لاجتماعهم امس· وصرح وزير النفط الايراني غلام حسين نوذري اثر وصوله الى فيينا امس الاول ان ''السوق طافحة بالنفط''· وتعتبر ايران ان دول ''أوبك'' التي تتجاوز حصتها الانتاجية كالسعودية عليها تقليص عرضها للعودة الى المستويات الرسمية ولجم تراجع الاسعار الاخير· وتشاطرها هذا الرأي فنزويلا وليبيا· وزادت السعودية في الربيع انتاجها بمقدار 500 الف برميل نفط من طرف واحد في بادرة حسن نية حيال الدول المستهلكة لمحاولة الحد من ارتفاع اسعار المشتقات النفطية· وتتجاوز ''أوبك'' في الاجمال سقف انتاجها الرسمي بمليون برميل· وتنتج الرياض كميات قياسية من النفط بلغت 9,6 ملايين برميل يوميا في يوليو، فيما تقتصر حصتها على 8,94 مليون برميل يوميا· لكن الاسعار هبطت بشكل كبير نظرا الى إلقاء تباطؤ الاقتصاد العالمي بثقله على الطلب على الذهب الاسود· وبلغ سعر برميل نفط برنت (المرجعي لبحر الشمال) 104,60 دولار عند حوالى الساعة 10 بتوقيت جرينتش امس الاول في لندن، وهو سعر ادنى بحوالى 30% من سعره القياسي في 11 يوليو الذي بلغ 147,50 دولار· وأمام خطر الانكماش الاقتصادي في الولايات المتحدة واوروبا، يخشى وزراء ''أوبك'' من تراجع اضافي في الاسعار ولم ينسوا السيناريو الكارثي عام 1998 عندما تدهور سعر برميل النفط الى 10 دولارات بعد الأزمة الآسيوية· لكن اعضاء ''اوبك'' لا يتفقون على عتبة الاسعار التي يدافعون عنها· ويبدو الاكثر ''قسوة'' فهم مصممون على منع سعر البرميل من التراجع الى ما دون 100 دولار· ودافع نوذري مؤخرا عن عتبة 100 دولار· وقال المحلل في بي اف سي انرجي ديفيد كيرش ''تسعى الحكومة الايرانية الى تعزيز شعبيتها مع اقبالها على مرحلة انتخابية، ويمنحها سعر 100 دولار للبرميل هامش مناورات لضخ الاموال في الاقتصاد، علما ان تسعير البرميل بـ 66 دولارا كفيل بتغطية ميزانيتها''· واضاف ان فنزويلا ''تحتاج من جهتها الى تسعير البرميل بـ 100 دولار لموازنة حساباتها''· من جهة اخرى، تستطيع دول الخليج الاكتفاء بسعر ادنى بكثير· وقال كيرش ''لا أعتقد أن دول الخليج ستواجه أزمة موازنة اذا كان سعر البرميل 70 دولارا''· وتسعى دول الخليج الى معالجة الازمة الاقتصادية العالمية التي قد تتفاقم في حال ارتفاع مفرط في الاسعار· في المقابل، قد يساهم تراجع أسعار النفط الخام في تهدئة تضخمها المتسارع· واعتبر المحلل في بيتروستراتيجي بيار ترزيان ان دول ''اوبك'' قد تصل الى ''إجماع على نطاق سعري بين 80 و100 دولار للبرميل''· لذلك، ترجح اكثرية من المحللين ان ''اوبك'' ستبدا تقليص فائض انتاجها بهدوء، مع الاحتفاظ بحصصها الرسمية حتى الاجتماع المقبل في ديسمبر