الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الهواتف المحمولة تتفوق على المتصفّحات الإلكترونية للكتب بتواضع أحجامها

الهواتف المحمولة تتفوق على المتصفّحات الإلكترونية للكتب بتواضع أحجامها
21 نوفمبر 2009 23:47
بفضل ابتكار متصفّح «أمازون كيندل» للكتب الإلكترونية، أصبح في وسع القراء، ضغط مئات الكتب وتخزينها في جهاز شبيه بدفة واحدة من غلاف كتاب أو مجلّد. ويشكو بعض مستخدمي هذه المتصفّحات الجديدة من أن أحجامها ليست صغيرة على النحو المطلوب. وغالباً ما تصيب حاملها بالإرباك لأن حجمها لا يسمح بدسّها في الجيب. وتبيّن لمعظم قراء الكتب الإلكترونية بأنه بات في وسعهم مطالعتها بكل سهولة باستخدام الهواتف المحمولة الذكية التي يسهل عليهم وضعها في الجيب. ولقد بدأ الناس يستخدمون المصطلح الجديد «الكتب الهاتفية» phone books للتعبير عن هذه الصفة التي تتفوق فيها أجهزة «الموبايل» على متصفحات الكتب الإلكترونية. كما أن استخدام الهواتف المحمولة في هذه الوظيفة، يوفر على المستخدم ما بين 250 و350 دولاراً هي ثمن الجهاز القارئ للكتب لأنه لن يكون محتاجاً له بعد الآن. تنوع الوظائف وتنقل صحيفة نيويورك تايمز عن كايشون تات، الذي يعمل صيدلياً في تكساس واعتاد على شراء ما بين 10 و12 كتاباً إلكترونياً كل شهر ليطالعها على شاشة الهاتف الذكي «آبل اي فون»، قوله: «أشعر بأن متصفحات الكتب الإلكترونية تكلّف الكثير ولا يمكنها أن تفعل إلا شيئاً واحداً. وأنا أفضّل شراء الجهاز ذي الوظائف المتعددة بحيث يتسنّى لي القراءة ومشاهدة أفلام السينما والاستماع إلى الموسيقى». وخلال الأشهر الثمانية الماضية، أطلقت عدة شركات شهيرة مثل «أمازون» و»بارنيس أند نوبل» و»سوني» و»آيريكس تكنولوجيز»، سلسلة من البرامج التطبيقية الخاصة بتشغيل متصفحات الكتب في «آي فون» وبقية أنواع الهواتف المحمولة الذكية. وأصبحت مطالعة الكتب تمثل 20 بالمئة من مجمل التطبيقات الجديدة التي يقدّمها «آي فون» بشكل متتابع لمستخدميه وفقاً لإحصائية أنجزتها شركة «فلاري» المتخصصة بإنجاز البحوث والدراسات المتعلقة بمدى انتشار خدمات الهواتف الذكية. وكان من الطبيعي أن تطرح مثل هذه التطورات السؤال المهم: هل يعني هذا أن مستقبل صناعة القراءة الإلكترونية سيكون مرتبطاً بأجهزة التصفّح مثل «كيندل» و»نوك» و»سوني ريدير»، أم أنها ستحطّ رحالها في نهاية الأمر على شاشات الهواتف الذكية المحمولة؟ ويمكن طرح هذا السؤال بطريقة أبسط: هل هذا التطور يعني أن المتصفّحات الإلكترونية التي ظهرت لتوّها إلى عالم الوجود، ولدت ميّتة؟ تشير دراسة أنجزتها شركة «كوديكس جروب» الاستشارية في مجال نشر وتوزيع الكتب، إلى ان عدد الناس الذين يمتلكون أجهزة تصفح الكتب الإلكترونية في الولايات المتحدة يبلغ 1.7 مليون. ومن المتوقع أن يرتفع هذا الرقم إلى أربعة ملايين خلال عطلة مواسم الأعياد التي تصادف نهاية العام الميلادي الجاري. إلا أن هناك 84 مليون جهاز هاتف ذكي قيد الخدمة في الولايات المتحدة. وعمدت شركة «آبل» إلى بيع أكثر من 50 مليون وحدة من أجهزة «اي فون» و»اي بود تاتش» في العالم؛ وكل هذه الأجهزة تتضمن البرامج التطبيقية المخصصة لمطالعة الكتب الإلكترونية. ولعل من المفارقات الغريبة أن شركة «آبل» ذاتها لا تعتقد أن أجهزتها اليدوية يمكن أن تستبدل متصفّحات الكتب. ولقد أعلنت مؤخراً أنها ستطرح قريباً «لوحاً حاسوبياً» متخصصاً بقراءة الكتب الإلكترونية. وقالت مصادرها إن الجهاز الجديد سيكون متفرّداً في حجمه الذي لن يزيد عن حجم هاتفها الذكي «آي فون» إلا بقليل. وبالرغم من أن بعض الناس قد يشعروا بالضيق من قراءة الكتب على شاشة «آي فون» التي يبلغ اتساعها القطري 3.5 بوصة، إلا أنهم قد لا يجدون في ذلك ضيراً إذا كان في وسع الجهاز ذاته أن يؤدي 85 ألف وظيفة إضافية. المستقبل ولا شك أن تعوّد الناس على استخدام الهواتف الذكية في مطالعة الكتب الإلكترونية سوف يؤدي إلى نتائج اجتماعية وتعليمية لا حدود لها لأن طلاب المدارس والجامعات سوف يعثرون في هاتفهم الذكي على كافة الكتب المقررة في مناهجهم الدراسية. ويذكر في هذا الصدد أن جيف بيزوس، المدير التنفيذي لشركة «أمازون دوت كوم»، عمد مؤخراً إلى إطلاق لوح المطالعة الإلكترونية الجديد «كيندل دي إكس» في بعض الجامعات الأميركية لاختبار فكرة نشر استخدام أجهزة تصفّح الكتب الإلكترونية في الجامعات بحيث تحل محل الكتب الورقية. ولو كتب لهذا المشروع أن يبصر النور بالفعل، فلا بد أن يؤدي إلى تغيّر جوهري في أساليب التعليم الجامعي والمدرسي من حيث الأدوات التي يستخدمها الطلاب والأساتذة، وحتى من حيث المضامين والمناهج ذاتها. وعمدت مؤخراً لتبنّي استراتيجية جديدة لنشر استخدام جهازها «كيندل دي إكس» في الجامعات عن طريق طرح بضع مئات منه وبأسعار مخفّضة في كل من جامعة «أريزونا ستيت يونيفيرسيتي» و»كيس وستيرن ريسيرف يونيفيرسيتي» و»برنستون يونيفيرسيتي» ومعهد «داردن سكول للتجارة» التابع لجامعة فرجينيا، و»معهد ريد». ويتضح من هذين التطورين الذين يسيران على خطين متوازيين، أن أسواق القراءة الإلكترونية سوف تشهد تنافساً كبيراً بين أجهزة الموبايل المزوّدة ببرامج القراءة الإلكترونية، وبين متصفحات الكتب الإلكترونية ذاتها. وتعتقد الجامعات المشاركة في هذا المخطط بأن الشاشة الواسعة للجهاز «كيندل دي إكس» يمكن أن تجعل منه بديلاً عملياً للكتب الجامعية ذاتها وخاصة منها تلك التي تتضمن صوراً معقدة وجداول إحصائية ورسوم بيانية ومعادلات رياضية وكيميائية وفيزيائية. وتحظى صناعة أجهزة المطالعة الرقمية للكتب باهتمام متزايد يدل على تنامي الرغبة لدى فئة المثقفين باستخدام هذه التكنولوجيا المتقدمة بدلاً من استخدام النسخ الورقية. وبعد أن ظهرت متصفحات مثل «أمازون كيندل2» و»سوني ريدير» و»جوجل ريدير»، أطلقت شركة بارنرز أند نوبل مؤخراً متصفحاً جديداً تحت مسمى «نوك» قيل إنه يأتي لمنافسة سابقاته بمواصفاته المتطورة. وقالت مصادر الشركة إنها حددت سعر الجهاز بمبلغ 259 دولاراً (950 درهماً). وبهذه المناسبة، أطلقت الشركة موقعاً يعرض صفحات مختارة من شاشة «نوك» بالإضافة لعرض للمحتويات المتوفرة من عناوين الكتب التي يمكن تحميلها على الجهاز بطريقة لاسلكية. وقال خبراء إن «نوك» يقطع خطوة مهمة في طريق تحقيق فكرة المتصفحات المرنة لمطالعة الكتب الإلكترونية. ويحمل «نوك» الكثير من الميزات الجديدة التي لا تتوفر في المتصفحات الرائجة في الأسواق. ومنها مثلاً أنه أول متصفح مجهّز بشاشة عريضة ذات خلفية وحواش ملوّنة فيما تكون الخلفية في بقية المتصفحات بالأبيض والأسود. كما أن المشتري سيحظى بمحتوٍ مجاني لمجموعة من الكتب المحملة سلفاً على الجهاز بالإضافة لإمكانية الاتصال لاسلكياً بموقع المكتبة الرقمية للشركة أو للمواقع الأخرى التي تتيح مكتباتها الرقمية للتحميل على مثل هذه الأجهزة. وتعدّ شركة «آيريكس تكنولوجيز» من الشركات العالمية الرائدة في ابتكار حلول القراءة الرقمية. ولقد أعلنت مؤخراً عن إطلاق لوحة رقمية قارئة للكتب والصحف الإلكترونية وصفت بأنها تطابق في مواصفاتها تكنولوجيات الجيل الثالث بالإضافة لتقنيات الاستقبال اللاسلكي لإشارات الإنترنت وبما يسمح للمستخدم بمطالعة آلاف الكتب والصحف والمجلات من أي مكان يتواجد فيه. وأطلقت الشركة على الجهاز اسم «آيريكس دي آر800 إس جي». وأطلق مؤخراً أحدث لوح للمطالعة الإلكترونية تحت «إي زد بوكيت برو» المجهّز بشاشة اتساعها القطري 5 بوصات، والذي أطلقته شركة «أستاك» الأميركية ويتميز بالرقة حيث يقل سمكه عن 1 سنتمتر. وتم تصميم برنامجه التطبيقي بحيث يمكن من قراءة كل من النسخ العادية للكتب والنسخ الثابتة للصفحات بصيغة «بي دي إف». وقال خبراء عمدوا إلى اختبار الجهاز أنه يمثل منافساً جديداً وقوياً لجهاز أمازون «كيندل2». وفي مقابل ذلك، تظهر كل يوم العشرات من أجهزة الموبايل الذكية ذات الشاشات الأكثر وضوحاً والمزوّدة ببرمجيات القراءة الإلكترونية. فلمن ستكون الغلبة في هذا الميدان المهم؟. عن صحيفة نيويورك تايمز ومصادر أخرى
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©