الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سعد إبراهيم: حوّلت هوايتي من شخبطات إلى مهنة أعمل على تطويرها

سعد إبراهيم: حوّلت هوايتي من شخبطات إلى مهنة أعمل على تطويرها
21 نوفمبر 2009 23:49
لم يكن سعد إبراهيم سعد يكف عن الرسم على دفاتر المدرسة، سواء خلال الحصص أو خلال الاستذكار في المنزل.. وربما كان لتلك الشخبطات والخطوط معان لم يكن يفهمها كطفل صغير. لكن حين بات طالبا في المرحلة الإعدادية أصبح لتلك الخطوط حدودها وقياساتها وتصاميمها، بحيث كلما أنهى تشكيلا زخرفيا يبدأ من نقطة أخرى لتشكيل جديد. وهكذا تحول بعد أن شب عن الطوق إلى مبدع حوّل هوايته إلى مهنة له. زخارف إسلامية يطيب لسعد أن يعود بذكرياته إلى المرحلة الثانوية التي شهدت تبلور موهبته في الزخرفة بعض الشيء، يقول في ذلك: «عندما خطوت إلى المرحلة الثانوية كانت تلك الزخارف التي أطلق عليها اسم «نمنمات» أو زخارف إسلامية، قد اتضحت معالمها في ذهني. فبدأت أرسم أشكالا ربما تكون أكثر انسجاما مع بعضها، بحيث أصبح لها معالم محددة وتعبر عن شيء ما يدور في مخليتي، خاصة أن كل من يقع في يده دفتر من دفاتري كان يجد في تلك الخطوط أشكالا لأناس أو طيور أو زهور أو نجوم أو زخارف منسقة». عبر سعيد من شخبطات الطفولة حين كان يشرد بذهنه خارج إطار الفصل إلى بوابة الثانوية متجها إلى كلية الطب في إحدى جامعات الإمارات. ورغم رغبته في أن يكون طبيبا ويحقق النجاح في حياته المهنية كطبيب، إلا أنه بدأ أولى خطواته في مهنة الزخرفة مبكرا حيث لا يزال سعد في مطلع العقد الثالث من العمر. جودة وجدية سيطرت على سعد فكرة تحويل تلك الرسوم إلى ما يمكن استثماره، بحيث تكون له مهنة يفرغ من خلالها مواهبه في تشكيل كل تلك الصور والنقوش وتحويلها بالتالي إلى أي شيء ذات قيمة ومختلف. يقول: «لأنني كنت أحب دائما أن أزين دفاتري وكل ما تقع عليه يدي بتلك الخطوط والزخارف، باشرت في ممارسة الرسم كمهنة ولكن في البداية أقدمت على تلك الخطوة من باب التجربة». يبتسم ويضيف: «لم أخبر الأهل في بداية الأمر كي أقف على نجاح أو فشل هذه الهواية التي أنوي تحويلها إلى مهنة. ودون أن أؤثر على أحد إن فشلت، بل أردت الاحتفال بالنجاح معهم إن أثمرت مهنتي ما كنت أطمح إليه. لذا رسمت نحو 250 دفترا بعد أن جمعت الثمن من مصروفي الشخصي، ثم عرضت تلك الدفاتر على محلات القرطاسية في الجامعة، وضمن مشاريع الجهات التي ترعى المعارض، ومنها «صيف ممزر دبي» وغيرها من الجهات التي لا تعرض أية بضاعة دون التأكد من الجودة، والحمد لله كانت ردات الفعل تشيد بحرفية العمل وجودته، وكان ذلك كله بفضل جديتي وتصميمي على خوض هذه التجربة». الهواية المهنة وجدت أعمال سعد ومنتجاته إعجابا كبيرا من الزوار والمستهلكين، وشعر أن التعب وإنفاق الكثير من الوقت لم يذهب سدى، خاصة أن منتجاته تخاطب الذائقة لأنها تعتمد على الفن والجمال والرسم الذي ينجزه بيده، ويبتعد في مضامين الزخارف والنقوش -كما يقول- عن رسم الأرواح والأشخاص، فرسومه بعد تطورها باتت قريبة من فن الزخارف التي تزين عادة الدفتر أو»النوت بوك»، لكنه يطرحها بشكل مميز فريد، يقول: «لو نظرنا إلى ما أنجزه سنجد أنه جزء من نقوش قد نجدها في الفنون الإسلامية والشرقية، فهي تحقق لي الابتعاد عن ما يريب إلى مالا يريب، لكن لا أنكر أن بعض نقوشي وزخارفي فريدة بحق ولاتخلو من الغموض، خاصة لمن يرغب في الاسترسال في فك الرموز، أو تحويل الزخارف لأشكال في العقل الباطن». تحتاج منتجات سعد خلال إنجازها إلى الصبر والدقة لأنها تمر بعدة مراحل يشير إليها قائلا: «بداية كنت أضع الفكرة والتصور الذي بداخلي على الورق، ثم أعمل على تصميم الرسوم والزخرفات ومن ثم الذهاب بها إلى أصحاب المطابع من أجل التنفيذ، وأتابعها بشكل دقيق حتى بعد إنجازها طباعيا». منافذ تسويقي لا يزال سعد يمسك القلم لتنفيذ أفكاره عوضا عن الفرشاة، وهو يدخر تقنية الفرشاة إلى مرحلة جديدة عندما يزدهر عمله أكثر ويصبح له صيت في عالم المنتجات التي تحمل نقوشه وزخارفه، خاصة أنه يتكلف الكثير في سبيل إنجاز المهمة والشكل النهائي عبر تقنية الجرافيك، يقول في ذلك: «إنها تقنية تساعد أن يقوم صاحب هذه المهنة بتقديم منتجاته بشكل متقن قليل الأخطاء. إذ يعتبر هذا النوع من الفنون متفوقا حاليا ومطلوبا جدا، وهو عنصر مساعد في النجاح والانتشار والازدهار. يقول: «على الرغم من ذلك لا أستطيع أن أغطي السوق المحلي لعدم توفر فريق عمل لدي، إلا أنني وجدت لي بعض المنافذ التسويقية عبر الدوائر والهيئات الحكومية التي حضرت المعارض التي شاركت بها وأعجبت بأعمالي وقدمت لي عروضا لإنتاج تصاميم في مختلف المناسبات، ولأجل الإهداء خلال المعارض والمؤتمرات، مما أشعرني بالدعم والمساندة».
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©