السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

لا يجوز تفشي الأمية في أمة اقرأ

لا يجوز تفشي الأمية في أمة اقرأ
10 سبتمبر 2008 01:00
تهدد الأمية أمن المجتمع وفقا للعديد من الدراسات المعاصرة ومنها الدراسة التي أجرتها مؤسسة خدمات الاختبارات التعليمية الأميركية، والتي كشفت أن 70% من المساجين الأميركيين أميون، ومن ثم تزداد أهمية مواجهة الأمية في المجتمعات العربية والإسلامية خاصة في ظل ارتفاع عدد الأميين، الذين يبلغ في العالم العربي ما بين 70 و100 مليون شخص وفقا لدراسة للمؤرخ عمر أبورصاع· فمن المؤسف أن يكون أبناء المسلمين هم ''ملوك الأمية فى العالم'' على حد وصف الدراسة، في حين أن أول كلمة تنزلت في دينهم هي ''اقرأ'' ويوضح أبورصاع، فى دراسة له بعنوان ''العرب هم ملوك الأمية'' أن نسبة الأمية لدى النساء في العالم العربى اكثر من الرجال، وانه لدينا 10 ملايين طفل عربى لا يعرفون القراءة· ''فالأمية من أكبر الأخطار التى تعصف بالأمن المجتمعى'' حسبما يقول الشيخ عبد السلام بن خالد آل خليفة رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في مملكة البحرين· ويضيف أن الأمية تؤدى بالإنسان إلى الفراغ والرسول صلى الله عليه وسلم يقول ''نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الفراغ والصحة'' فإذا تسرب الشباب من المدارس وبقي الآباء والأمهات بلا تعليم، فإن هذه الأسر سيسيطر عليها الهوى وتنفلت منها القيم ومن ثم تفتقد للأمن· ويوضح أن فرصة الأمي فى العمل والإنتاج أقل بكثير جدا من المتعلم خصوصا إذا تحرك مفهوم الأمية من أمية القراءة والكتابة إلى أمية الكمبيوتر وبهذا تفرز الأمية جيوشا من أصحاب البطالة وهؤلاء أكبر مصدر توريد الجريمة إلى المجتمع لأنه يشعر بالنقص مع الحاجة وهما يصنعان من الإنسان مجرماً يهدد كل من حوله· كما ينتج عن الأمية أفراد مقلدون غير مجتهدين مبتدعين غير مبدعين، مما يضاعف حالة الركود العام والتبعية للغير، وهؤلاء يسهل عليهم أن يقلدوا أبطال الجريمة في الأفلام التى لا يحتاج الإنسان إلى قراءة أو حتى فهم اللغة إنما هو يتابع العنف الرهيب الذى تقدمه أكثر أفلام الغرب والشرق فيتحول إلى تيار هادر من العنف الذي يهدد المجتمع وبخاصة الضعفاء من النساء والأطفال· كما أن الجهل والأمية يفضيان بالإنسان إلى ضعف القدرة على التفاهم مع الآخرين· وهذا قد يؤدي إلى انفصال عرى الأمن المجتمعي بين الأزواج والزوجات والأبناء والآباء، وإلى التفسخ الاجتماعي والأسري مما يضخ أعدادا جديدة من المجرمين الذين يهددون أمن المجتمع· وقد ثبت علميا أن أكثر الأحداث الذين ارتكبوا الجرائم التي يعاقب عليها القانون ينحدرون من أسر مفككة جاهلة· وتشير بعض الدراسات ومنها دراسة لمؤسسة خدمات الاختبارات التعليمية الأميركية، إلى أن هروب الطالب المتكرر من المدرسة يعد من أهم أعراض سوء التكيف مع الآخرين، وأن أكثر من ثلث الأحداث المنحرفين كانوا منقطعين عن الدراسة عند ارتكابهم الجنحة· فضلا عن تميز الأحداث المنحرفين بانخفاض مستواهم التعليمى قياسا بعمرهم الزمنى· كما تؤكد دراسة مؤسسة خدمات الاختبارات التعليمية الأميركية أن هناك علاقة طردية بين الأمية والفقر والجريمة، وأن الأمية في الولايات المتحدة تزداد بين الطبقات الفقيرة وداخل مناطق جغرافية، وأن 50% من المواطنين الذين يحصلون على منح الإعانة المعيشية هم أميون كما أن 75% من العاطلين عن العمل لا يجيدون القــراءة والكتابة· ولاتزال نسبة ما يخصص للتعليم والبحث العلمي في عامنا العربي اقل بكثير مقارمة بالمجتمعات الأخرى وبخاصة المتقدمة، فحسب إحصائيات منظمة اليونسكو، خصصت الدول العربية مجتمعة للبحث العلمي ما يناهز 17 مليار دولار أي ما نسبته 0,3% من الناتج القومى الإجمالى، في حين فقد خصصت السويد وحدها ما يفوق 10 مليارات دولار أى ما نسبته 4,27% من ناتجها القومى الإجمالى· وأما إسرائيل فقد خصصت 6,1 مليار دولار أى ما نسبته 4,7% من ناتجها القومى الإجمالى، وهو مبلغ يفوق ما تخصصه كل الدول العربية مجتمعة بنحو ثلاث مرات ونصف، ممثلة بذلك أعلى نسبة فى العالم· وتشير دراسات اليونسكو إلى إذا كان إنهاء الأمية فى العالم يحتاج كل عام إلى 6 مليارات دولار سنويا، فإن هذه لا تساوى شيئا أمام نفقات التسليح العالمية أو ما ينفق تحت الأرض على المخدرات· فقد ذكر تقرير المخدرات للعالم 2007 الذي يعده مكتب مكافحة الجريمة والمخدرات التابع لمنظمة الأمم المتحدة، أن تجارة المخدرات بلغت العام المنصرم 322 مليار دولار· وتعد الستة مليارات دولار لعلاج الأمية مبلغا ضئيلا في عالم ينفق أكثر من 1000 مليار دولار على الأغراض العسكرية· ولكن تبقى مسؤولية المسلمين والعرب اكثر ليس فقط لتوفر المال المطلوب لذلك، وانما ايضا لأن التعليم فريضة دينية في عقيدتهم، وفقا للحديث النبوي يقول ''طلب العلم فريضة على كل مسلم''· (رواه الترمذي) ينشر بترتيب مع وكالة الأهرام للصحافة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©