الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المعرض الدولي للفروسية في المغرب يختتم دورته الثانية

المعرض الدولي للفروسية في المغرب يختتم دورته الثانية
21 نوفمبر 2009 23:53
ما يقارب الـ 170 ألف زائر وزائرة جاؤوا من مختلف المدن المغربية، لحضور حفل اختتام المعرض الدولي للفروسية، المنظم مؤخرا بمدينة الجديدة (100 كيلومتر جنوب الدار البيضاء)، والذي عرفت دورته الثانية نجاحاً لافتاً وإقبالاً ملحوظاً فاق المتوقع. حيث عرف المعرض مشاركة ما يقارب 1000فارس يمتطون أجود الخيول، وقد نظمت دورة هذه السنة تحت شعار «دورة لتمجيد تراث الفروسية بالمغرب». أما المعرض فقد أقيم في حلبة الفروسية «الأميرة لالة مليكة»، الذي تقدر مساحته بـ 9 هكتارات، وتم تغطية 20 ألف متر من تلك المساحة لإقامة معارض وأروقة وفق المعايير الدولية لعرض كل ما له علاقة بالفرس والفروسية: زينة الفرس، سروج مغربية الصنع تبهر العين وتعكس شغف المغاربة بالخيل وتزينها بأغلى السروج، لباس الفارس والفارسة الخاص بركوب الفرس في كل المناسبات، سواء في مناسبة «التبوريدة» التي برع فيها المغاربة، وهي الفروسية التقليدية وهي تعكس حب الفرسان المغاربة لهذا النوع الذي يمارس في مناطق كثيرة من المغرب منذ قرون خلت، أو اللباس الخاص بالفرسان الذين كانوا يحاربون الاستعمار، خناجر مغربية عريقة ونادرة، بدلات ودروع عسكرية، إضافة إلى السيوف، كما تم عرض كل ما توصل إليه الطب الحديث للاعتناء بصحة الخيول. وخصصت أروقة كثيرة من معرض الفروسية لعرض الأدوات والمواد الطبّية التي استعملت قديماً وحديثاً في العناية بصحة الفرس، كما عرضت في أروقة خاصة بكل المناطق المغربية المشاركة في هذا المعرض، تحف قديمة لها علاقة بالخيل، وهي قطع وأدوات نادرة تترجم مهارة الإنسان المغربي منذ العصور الطويلة للاعتناء بالخيل وترويضها، وصنع الأدوات التي تصلح لهذا العرض. بالإضافة إلى تنظيم ورشات لتصفيح الخيول، وأخرى لصناعة السروج وحياكة لباس الفارس على الطريقة التقليدية المغربية العريقة التي لم تتغير منذ عقود طويلة، وتبرع فيها نساء القرى. كما استمتع الزوار بوصلات في فن القنص بالصقور على الفرس وألعاب بهلوانية في الفروسية أذهلت الزوار المغاربة والأجانب، بالإضافة إلى رواق التبوريدة المخصص لفنون للفروسية التقليدية المغربية. وقد منح المعرض الدولي للفرس زواره فرصة ذهبية للتعرف عن قرب على خيول أصيلة، منها الصنف البربري النادر، والصنف العربي، والانجليزي، والبربري– العربي، وخيول البولو وخيول «البوني» (القصيرة) كما تعرف الزائر المغربي والأجنبي على خيول «التبوريدة المغربية»، كما اتاح المعرض للأطفال مشاهدة و ركوب خيول «البوني». وتعرف الزائر في هذا المعرض على لوحات فنية رسمها فنانون مغاربة تناولوا فيها الفرس والفروسية، ومن أبرز المشاركين في هذه الدورة من المعرض الدولي للفرس: القوات المسلحة الملكية، الحرس الملكي، القوات المساعدة، الاتحاد المغربي للفروسية، دار السلام للفروسية، الأمن الوطني، اللجنة المغربية للتاريخ العسكري التي كانت مشاركتها متميزة ولافتة للنظر، من خلال ما عرضته في رواقها من سروج قديمة، وأسلحة وملابس الفارس وسيوف وأسلحة القتال القديمة كالنبال والسهام والخناجر والبنادق التقليدية، وعلب لحفظ البارود. وفي جناح الخيالة للقوات المسلحة الملكية نتعرف على صناعة أحذية الفروسية التي تعتبر متفردة من نوعها في المغرب، وتتوفر على حرفيين أكفاء في صنع أحذية الفروسية من النوع الرفيع. وقد كانت قطر ضيف شرف هذه الدورة التي عرفت مشاركة 72 عارضاً من داخل المغرب وخارجه. كما شكل اللقاء فرصة للتذكير بأمجاد الفرسان المغاربة وهم يمتطون أجود الخيول وأنقاها أصولا منها العربية والبربرية. هؤلاء الفرسان الذين يتزينون بأجمل الملابس المغربية الأصيلة، والتي ما تزال تلقى التجاوب والاهتمام من طرف المغاربة، ويغرسون حبها في الأجيال القادمة. السرج في التراث المغربي يعرف السرج بأنه الرحل الذي يوضع على ظهر الفرس ليجلس عليه الراكب، ويسمى أيضا القعدة. وقد اهتم العرب بصناعته وألفوا فيه عددا من الكتب، مثل كتاب «السرج» لأبي عبيدة. وكتاب «صفة السرج واللجام» لابن دريد الأزدي الذي يعرف فيه السرج بأنه «اسم يجمع الخشب واللباس والسيور». وقد أبدع المغاربة في صناعة السروج، حيث استفادوا من التراث العربي الأصيل، إذ اشتهر عدد من الحواضر المغربية بزخرفتها وتنميقها، خاصة في العهد المريني الذي تميز، حسب الحسن بن محمد الوزان الفاسي في كتابه «وصف إفريقيا»، بمهارة الصناع المغاربة الذين ضاهوا الصناع الإيطاليين في هذا الباب، حيث وصل عدد الدكاكين المخصصة لصناعة جلود السروج من جلد الماعز القرطبي بمدينة فاس إلى مائة دكان. ويتكون السرج التقليدي المغربي من: *اللبدات: توضع مباشرة على ظهر الفرس لحمايته من التأثيرات السلبية الناجمة عن عملية الاحتكاك مع بحر السرج المصنوع من الخشب. ويختلف عدد اللبدات من منطقة إلى أخرى، كما تختلف ألوانها المكونة أساسا من الأصفر والأخضر والأبيض، وفي بعض الأحيان قد يعتمد في صنعها على الجلد، ويطلق اسم الترشيش على مجموعها. *بحر السرج (العظيم): يتكون من «القربوس» الأمامي و«القربوس» الخلفي ويصنع عادة من خشب الجوز أو اللوز، ويتخذ شكلا مقوسا مناسبا لبنية ظهر الفرس، يغطى بجلد الماعز أو البقر المعالج، ويسمى الدجاجة نسبة إلى الشكل الهندسي الذي يتخذه. *السّارة: تغطي جميع المكونات السابقة الذكر، وهي عادة تكون مصنوعة من الفرو والجلود ذات الألوان الناصعة، وتعكس مختلف الزخارف التي ترصعها الدرر والقيمة الاجتماعية للفارس. *حزام الجلد (السيور): يثبت السرج ويغطي بحزام ثان مزخرف. *الابزيمات: تشد جميع هذه المكونات وتجمع ما بين الوظيفة والإبداع الفني.
المصدر: الرباط
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©