الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«حركة الشباب» الصومالية...خطر إقليمي

22 نوفمبر 2009 00:05
عندما هرب الصحفي التلفزيوني الصومالي علي ياسين من عاصمة بلاده مقديشو قبل 18 شهراً، واتجه إلى كمبالا المجاورة، ظن أنه قد تخلص من تهديدات القتل التي طاردته في وطنه، وبات آمناً في وطنه الجديد أوغندا. ولكن لسوء حظ علي ياسين أن حركة "الشباب الإسلامي" قررت تحويل أوغندا نفسها إلى امتداد جديد لجبهتها القتالية الرئيسية في الصومال. فقد هدد مقاتلوها في نهاية الشهر الماضي بمهاجمة العاصمة الأوغندية كمبالا، وكذلك العاصمة البورندية بوجمبورا انتقاماً من البلدين على قتل جنودها المشاركين في عمليات حفظ السلام في الصومال لعدد من المدنيين الصوماليين في العاصمة مقديشو. وأعرب علي ياسين من مخاوف على حياته وسلامته حتى في كمبالا إثر تلقيه لعدة رسائل تهديدات بالقتل عبر بريده الإلكتروني. هذا ولم تكن تهديدات "الشباب الإسلامي" لكل من بوروندي وأوغندا الأولى من نوعها. فقد تعهدت الحركة بشن هجمات على عواصم الدول المجاورة لها، خاصة أديس أبابا ونيروبي بعد إعلانها الجهاد عليهما. غير أنها لم تستطع تنفيذ أي من الهجمات التي توعدت بها أياً من العاصمتين المذكورتين حتى الآن. وربما تكون الحركة أكثر قدرة على شن هجمات دموية في أوغندا وبوروندي مستفيدة من الملاذات الآمنة المتوفرة لها في هاتين الدولتين بسبب وجود جاليات صومالية كبيرة مقيمة فيهما. هذا ما أكدته "باولا روك" الباحثة بـ"معهد الدراسات الأمنية" في بريتوريا بجنوب أفريقيا بقولها: "لدى الشباب الإسلامي القدرة الفعلية على شن هجمات قاتلة في كل من بوروندي وأوغندا، ما يستوجب أخذ التهديدات الصادرة عن الحركة بشنها على محمل الجد". يذكر أن حركة "الشباب الإسلامي" -المتهمة بصلات تربطها بتنظيم "القاعدة" الذي نفذ الهجمات على سفارتي الولايات المتحدة الأميركية في كينيا وتنزانيا عام 1998- باتت تسيطر الآن على الجزء الأكبر من الصومال. وتخوض الحركة معاركها القتالية ضد الحكومة الوطنية الانتقالية المغلوبة على أمرها، والتي تساندها قوة تضم 5 آلاف من جنود حفظ السلام الإفريقية، مع العلم أنهم جميعا من بوروندي وأوغندا. هذا وتستمد الحركة الدعم الرئيسي الذي تحصل عليه من العناصر الإسلامية المتطرفة الموالية لها في شتى دول المهجر، خاصة وأن لهذه العناصر القدرة على الالتفاف على أمن الدول المقيمة فيها، وتحديد الأهداف وتوفير الدعم اللوجستي الذي يحتاجه مقاتلو الحركة. وترى الباحثة الأمنية "باولا روك" "أن من واجب الأجهزة الأمنية والاستخباراتية القيام بالكثير من المهام الاستطلاعية المبكرة وجهود استشعار الخطر الأمني، فضلاً عن تجنيد العناصر المعينة على درئه. وإذا لم تنفذ حركة "الشباب الإسلامي" أياً من تهديداتها لأوغندا وبوروندي حتى الآن، فإن ذلك لا يعني مطلقاً أن شيئاً لم يحدث في المستقبل". هذا ما رفع مستوى الرقابة الأمنية على أفراد الجالية الصومالية المقيمة في كمبالا لمعرفة ما إذا كانت لهم أي صلة بحركة "الشباب الإسلامي" في الصومال، على حد تصريح بعض المسؤولين الأمنيين الأوغنديين. وشملت هذه الإجراءات الاحترازية نشر المزيد من ضباط الأمن في مختلف أنحاء العاصمة كمبالا، إضافة إلى وضع الخطط الهادفة لتسجيل جميع أفراد الجالية الصومالية المقيمة لدى السلطات الرسمية. على الصعيد نفسه أكد "فليكس كوليجي" -الناطق الرسمي باسم الجيش الأوغندي- أن سلطات بلاده لم تقلل من خطر تهديدات الحركة المذكورة، وأن قوات الأمن رفعت مستويات استعدادها ورقابتها الأمنية. هذا ويدرك الجيش الأوغندي سلفاً مدى خطورة ودموية مقاتلي الحركة. فقد سبق لهم أن نفذوا عمليتين انتحاريتين في منتصف شهر سبتمبر المنصرم، أدتا إلى مصرع مواطنين أوغنديين و12 بوروندياً، في ردة فعل انتقامية من الحركة على قتل الولايات المتحدة لأحد كبار مقاتلي تنظيم "القاعدة" حينئذ. وفيما لو ازداد مخاوف سكان العاصمة كمبالا من تلك التهديدات، فإن في ذلك ما يهدد باستهداف أفراد الجالية الصومالية البالغ تعدادها نحو 10 آلاف نسمة. وعلى رغم تقليله من قدرة "الشباب الإسلامي" على شن الهجمات التي هددوا بها في العاصمة كمبالا -أثناء اجتماع طارئ عقد معه بمقر السفارة الصومالية المتهالك في كمبالا- إلا أن السفير الصومالي سيد أحمد شيخ ظاهر أصر في الوقت نفسه على سعي حركـــة الشــباب إلى إثارة الفـــتن والنزاعـات بين الجاليات الصومالية المهاجرة والدول المضيفة لها في المنطقة الإقليمية المجاورة. يجدر بالذكر أن هذه الفتن والشكوك التي تحدث عنها السفير الصومالي لدى كمبالا قد عبرت عنها السلطات الأوغندية بالفعل باعتقالها لفترة قصيرة وضربها لوزير الدولة للشؤون الخارجية الصومالية، عن طريق الخطأ بسبب دخوله إلى البلاد دون إخطار مسبق، وكان اسمه قد تطابق مع اسم إرهابي مطلوب القبض عليه في كمبالا. وقد أفرجت عنه السلطات بعد فترة وجيزة من تعرضه لكسر في الرجل من أثر الضرب. ينشر بترتيب خاص مع خدمة "كريستيان ساينس مونيتور"
المصدر: أوغندا
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©