الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سيؤول وواشنطن...بيونج يانج تتصدر الأجندة

22 نوفمبر 2009 00:05
حظي الرئيس باراك أوباما بأحر ترحيب لقيه خلال جولته الآسيوية عند وصوله إلى سيؤول عاصمة كوريا الجنوبية صباح يوم الخميس الماضي والتقى بنظيره "اليميني" المحافظ لي ميونج-باك. وكان استقبال أوباما هناك مختلفاً جداً وأشد حرارة من تلك القمم المتوترة التي عقدت بينه والقادة الصينيين واليابانيين وكذلك المحادثات التي أجراها مع بقية القادة الآسيويين في قمة مجموعة التعاون الآسيوي- الباسيفيكي في سنغافورة. فبعد المحادثات المتوترة التي أجراها أوباما مع الرئيس الصيني هو جينتاو، هبط ليلة الأربعاء الماضي بقاعدة أوسان الجوية الواقعة جنوبي العاصمة سيؤول، وهو متلهف للقاء نظيره مايونج-باك زعيم الحكومة "اليمينية" المحافظة التي تبدي التزاماً أكيداً بالتخلي عن البرنامج الوطني النووي وتعزيز التحالف بين سيؤول وواشنطن. والشعور السائد في العاصمة الكورية الجنوبية هو أن تحسناً كبيراً قد طرأ على علاقاتها مع واشنطن إثر الخلافات بين الأخيرة والرئيسين الكوريين الجنوبيين السابقين روه مو-هايون وكيم داي جونج، اللذين عقدا لقاءات قمة مع نظيرهما الكوري الشمالي في بيونج يانج في محاولة منهما للتوصل إلى تسوية للأزمة النووية هناك. يذكر أن أوباما قد استقبل بحفاوة كبيرة من قبل وزير خارجية سيؤول والجنرال "والتر شارب" القائد الأعلى للقوات الأميركية في كوريا الجنوبية، والسفير الأميركي لدى سيؤول "كاثلين ستيفنز" وغيرهم من كبار المسؤولين، بينما سادت طقوس الاستقبال العروض التي قدمها حراس الشرف الكوريون الذين كانوا يرتدون أزياء زاهية مزركشة تعود إلى عدة قرون من التاريخ الوطني، بينما كان السلاح الذي يحملونه -السهام والأقواس- رمزاً هو الآخر لتاريخ الحضارة الكورية الجنوبية العريقة، أكثر من كونه سلاحاً بالمعنى التقليدي الحديث للكلمة. ومن تلك القاعدة استقل أوباما طائرة عمودية لتطير به من هناك في رحلة قصيرة إلى العاصمة سيؤول حيث التقى هناك بنظيره "لي" وتفاهما حول الكيفية التي يعيدان بها قادة كوريا الشمالية إلى طاولة المفاوضات السداسية الخاصة بالأزمة النووية. وكما كان متوقعاً فقد تركز الجانب الأكبر من المحادثات التي جرت بين أوباما و"لي" على تعهد واشنطن بتقديم حزمة متكاملة لتسوية الأزمة النووية، وتعهد سؤول بإجراء "أكبر مساومة" ممكنة مع بيونج يانج بهدف إقناعها بالتخلي التام عن برامجها النووية المسلحة. وكما يقول ديفيد ستراوب -دبلوماسي أميركي سابق مقيم في سؤول- فإن هناك تقارباً كبيراً بين "المساومة الكبرى" التي يتحدث عنها الرئيس "لي"، وما يدعو إليه أوباما. ويعتقد "ستراوب" أن واشنطن باتت تخشى كثيراً من تكتيكات بيونج يانج المماطلة القائمة على فكرة تخليها التدريجي عن برامج أسلحتها النووية، خاصة بعد أن فوجئ العالم بعدم وفائها بما تعهدت به في المحادثات السداسية التي استضافتها الصين في عامي 2005 و2007. عليه يعتقد مسؤولون كبار في إدارة أوباما أن نهج التفكيك التدريجي لبرامج بيونج يانج النووية لا يجد ما يكفي من دعم سياسي في واشنطن. هذا ما يراه "ستراوب" الذي سبق له أن عمل في كل من كوريا الجنوبية واليابان خلال مدة عمله الدبلوماسي التي استمرت لثلاثين عاماً متصلة مع وزارة خارجية بلاده. وعقب إجراء بيونج يانج اختبارها النووي الثاني في شهر مايو المنصرم، ازداد عدد المسؤولين الأميركيين الذين رأوا ألا فائدة ترجى من محاولات مساعدة نظام غير أخلاقي، ولا يفي بالوعود التي يقطعها على نفسه. كما كرر المسؤولون الأميركيون الحديث للكوريين الجنوبيين عن أن زيارة المبعوث الأميركي لكوريا الشمالية "ستيفن بوسويرث" التي تعقب جولة أوباما الآسيوية مباشرة، سوف تتركز حول إقناع مسؤولي بيونج يانج بالعودة إلى طاولة المفاوضات السداسية التي عقدت آخر جولة منها منذ ما يقارب العام. ولكن حذر يون يونج-كوان وزير خارجية سؤول سابقاً والأستاذ حالياً بجامعة سؤول الوطنية من أن تثير أي محادثات مع بيونج يانج لا تشارك فيها كوريا الجنوبية شكوك مسؤولي وقادة سيؤول. وهذا ما دعاه إلى الاعتقاد بضرورة وجدوى إقامة علاقات متعددة الأطراف، بما فيها كوريا الجنوبية. وعلى صعيد تقييم مستوى العلاقات الحالية بين واشنطن وسيؤول، يرى وزير خارجية كوريا الجنوبية سابقاً، هان سونج-جو أن علاقات بلاده بواشنطن تبدو أفضل كثيراً من العلاقات التي تربط بين واشنطن وطوكيو، خاصة بعد الاعتراضات القوية التي أبداها رئيس الوزراء الياباني الجديد يوكيو هاتوياما على استمرار وجود القواعد العسكرية الأميركية في جزيرة أوكيناوا. غير أن هذا التقارب الكبير بين مواقف واشنطن وسيؤول فيما يتعلق بمواجهة الأزمة النووية الكورية الشمالية، لا يمنع وجود توترات أخرى بينهما لها صلة باتفاقية التجارة الحرة الثنائية -الأميركية-الكورية- التي كان قد تم التوصل إليها بعد 16 شهراً من المحادثات المتوترة بينهما. ومما يزيد تنفيذ هذه الاتفاقية تعقيداً وصعوبة، أن واشنطن وسيؤول قد وقعتا عليها قبل انتخاب القيادة الحالية لأي من البلدين. فبينما سعى "لي" لإقناع نظيره أوباما بفعل كل ما بوسعه لوضع اتفاقية FTA وهو المختصر الإنجليزي الذي باتت تعرف به اتفاقية التجارة الثنائية المذكورة بعد الموافقة عليها من قبل الكونجرس الأميركي، لم يخف أوباما بعض التحفظات التي أثارها بشأن الاتفاقية أثناء حملة سباقه الرئاسي. ويخشى أوباما ألا يحصل لها على دعم الكونجرس، خاصة في ظل تصاعد اعتراضات اتحادات عمال شركات السيارات الأميركية على تزايد صادرات السيارات الكورية الجنوبية إلى بلادهم. ينشر بترتيب خاص مع خدمة "كريستيان ساينس مونيتور"
المصدر: سيؤول
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©