الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«الطين والزجاج» تعرض الصراع المؤلم بين القديم والحديث

«الطين والزجاج» تعرض الصراع المؤلم بين القديم والحديث
22 نوفمبر 2009 00:08
في اليوم السابع من أيام مهرجان دبي لمسرح الشباب بدورته الثالثة، قدمت فرقة مسرح الشارقة الوطني، مساء أمس الأول عملها “الطين والزجاج”. والعمل من تأليف فاطمة المزروعي والسنوغرافيا والإخراج لحمد عبد الرزاق، ويؤدي الأدوار الأساسية فيه الممثلون: الطين يؤديه ناجي جمعة، والزجاج يؤديه رائد الدالاتي، والمرأة الزجاج تؤديه إلهام محمد، إلى جانب ثمانية من الكومبارس. تبدأ المسرحية بدخول ممثلين يدقان الطبل، ثم تتضح خشبة المسرح وهي تحتوي ديكورا يمثل بيوتا واطئة متناثرة، بينما يظهر في مكان آخر برج، صعد حديثاً على حساب تلك البيوت التي تأخذ في الانقراض. وفجأة يحتدم صراع بين الرجل الطين الذي يصر على الاحتفاظ ببيته الطيني من جهة، وبين الرجل الزجاج الذي يجسد الأبراج ويدعي الحداثة متهماً الرجل الطيني بالتخلف. الصراع ينتقل ليشتعل بين الرجل الطيني وزوجته الزجاج التي ترغب في التغيير، وتتأثر بالتغيير الذي أحدثته جاراتها، وتخضع إلى الإغراءات المالية التي يقدمها الرجل الزجاج. وتتصاعد الحوارات بصورة مباشرة بين الممثلين الثلاثة حول التراث والحداثة، وفي عبارات مباشرة مثل الماضي والحاضر والمستقبل في موازاة الجيل القديم والجيل الجديد. وهو ما يفجر مشكلة اجتماعية كبرى. صراع الطين بدلالاته الحميمة مع الزجاج بدلالاته الباردة، يستمر طوال العرض الذي امتد حوالي أربعين دقيقة، ويستغل المخرج في تجسيد هذا الصراع أدواته الفنية من إضاءة وموسيقى، حيث يشهد العرض حضورا كبيرا للطبول التي تكاد لا تنقطع، وتتنوع صور الإضاءة تنويرا وتعتيما، وتتلون الإضاءة حسب اللحظة الشعورية للرجل الطيني خصوصا وللزجاج عموما. فهناك انتشار متسارع للزجاج يشعر معه الرجل الطيني بالوحدة والاختناق. برزت في العرض امرأة جاءت لتغري زوجة الرجل الطين، المرأة الزجاجية، فتأخذ في استعراض ما حققته ضمن التحولات بقدر من التبجح، فتتحدث عن خمس خادمات في بيتها الواسع، ثلاث خادمات يخدمن أبناءها، والرابعة للغسيل والتنظيف، والخامسة “حبيبتي” كما تقول. رسالة واضحة ومباشرة يحملها العرض، هي الصراع المؤلم بين القديم والحديث، بين ما يسميه الزجاج بالمثاليات والعناد، وما يتصور أنه التطور والحداثة، حيث يبدو الرجل الطيني عنيدا في الدفاع عن التاريخ والتراث والماضي، ويحن إلى البراحة، فيغني بقدر كبير من الشجن.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©