مع بداية شهر رمضان تعاهد نساء أنفسهن على ألا يكثرن من تناول كل ما لذ وطاب من الطعام على سفرة الإفطار حتى لا تزداد أوزانهن· إلا أن خطر السمنة يظل يهدد رشاقتهن لأن معظم الأطباق التي تعدها ربة البيت تحتوي على سعرات حرارية عالية قد لا تتمكن من حرقها، وما يزيد الطين بلة الزيارات العائلية التي لا تترك مجالا لأي خطط احترازية·
تعزو مريم علي انفتاح شهيتها على الطعام في رمضان إلى أنها تعد الكثير من الأكلات الشهية واللذيذة لإرضاء كل أفراد الأسرة، لافتة إلى أنها لا تأكل منها كلها فهي لا تقاوم·
وتشير مريم إلى أنها تضطر إلى إعداد مختلف أنواع الطعام لأبنائها وزوجها في رمضان لأن ''للصائم دلاله''· لكن ذلك يجعلها تأكل أكثر·
أما باسمة الجنيبي فتقبل على تناول الطعام عندما تجد أن الجميع معجب بالطعام الذي أعدته، لذا فهي تنطلق في تذوق كل طبق، لتتفاجأ بأنها أكلت كمية أكبر من تلك التي اعتادت على تناولها في الأيام العادية·
ومن تجربتها الشخصية، تؤكد أن الجيران يتبادلون الأطباق التي يصنعونها فتمتلئ مائدتها بأصناف من الحلويات، والمقبلات، ذاهبة إلى أن ''لقمة تجر لقمة''، وبدون أن تشعر تجد نفسها قد انتفخت ''مثل البالونة''·
ولا تشعر رشا هاشم بمجرد جلوسها على طاولة الطعام بنفسها إلا وقد التهمت كل ما تقع عيناها عليه من أصناف، وتقول:''جميع أفراد أسرتي يعرفون أنني أجيد صنع الحلويات الرمضانية الشرقية والخليجية التي لا يستطيع أحد مقاومتها''·
وتضيف:'' في كل رمضان يزداد وزني، وأصبح الأمر عاديا ولا يشكل لي أي إحراج، فالكل يعرف أن رمضان شهر التفنن في إعداد الأطباق الرمضانية الشهية· رغم أنني أتعرض لتعليقات من زوجي وأبنائي بسبب زيادة وزني''·
وتحاول بدرية إسماعيل، قدر الإمكان، ألا تزيد وزنها في رمضان، وتؤكد:'' أحاول أن أتناول الطعام بقدر قليل، على الرغم من المغريات التي أراها على المائدة أو عند زيارة الأهل''، معتبرة أن ''رمضان فرصة مناسبة لإنقاص الوزن''·
من جهته، يرى أخصائي التغذية والسمنة الدكتور سمير سامي أن كثيرا من الصائمات يمارسن عادات غذائية خاطئة، إذ يسرفن في تناول الطعام، ويركزن على صنع وجبات ذات سعرات حرارية عالية وغنية بالدهون المشبعة· ووسط الفرحة بقدوم رمضان، تغفل المرأة عما يحدثه الطعام في تضاريس جسدها·
ويؤكد أن ''رمضان بريء من تهمة تخريب القوام لأن تلك مسؤولية السيدة التي أسرفت في إعداد الطعام وتناوله''·
ولتجنب زيادة الوزن في رمضان، ينصح سامي باتباع عادات غذائية صحية من بينها؛ البدء بتناول التمر واللبن، بحيث لا يفاجئ الصائم المعدة بالأطعمة الدسمة مباشرة، إذ لا بد أن ينتظر فترة زمنية تصل إلى ربع ساعة على الأقل، لتهيئة المعدة لاستقبال الطعام تجنبا لحدوث اضطراب في الهضم، منبها إلى ضرورة تناول الشوربة الدافئة قبل الطبق الرئيسي·
ويركز سامي على ضرورة تجنب تناول الطعام الغني بالدهون، مشيرا إلى أن تخفيف كمية الأكل فقط دون التحكم في نوعيته لن يأتي بالنتائج المرجوة·
ويحض سامي الصائمة على تناول السلطات والخضراوات التي تساعد على تجنب الإمساك الذي يصاب به الكثير من الصائمين، حيث إن هذه الفواكه والخضراوات غنية بالألياف التي تنظم حركة الأمعاء وتعطي شعورا بالشبع فتقلل من كمية الطعام، وبالتالي تساعد في المحافظة على الوزن·
وحول أهمية وجبة السحور، يؤكد سامي أنها ضرورية للذين يبذلون جهدا مضاعفا في النهار لذلك من الأفضل أن تكون وجبة السحور خفيفة ما أمكن، وأن تحتوي الوجبة الغذائية على الغذاء الكامل الذي يتكون من البروتينات، والدهنيات، والنشويات، والمعادن، والفيتامينات، حاثا على تناول المشويات في رمضان وتجنب المقليات التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون·
وينصح سامي المرأة أن تراقب كل ما تأكله، وأن تمارس الرياضة المطلوبة لتحافظ على رشاقة جسمها، بحيث تمارس التمارين الرياضية لمدة ساعة كل يوم، إضافة إلى رياضة المشي المفيدة للجسم·
عدد اليوم
