الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

قبيلة هندية.. في طريقها إلى فلسطين

16 ابريل 2012
في كنيس بشمال شرق الهند، يصلي رجال لتتسنى لهم فرصة العودة إلى ما يعتبرونه أرضهم في فلسطين، التي لم يقصدوها يوما بعدما فر منها أسلافهم قبل قرابة ثلاثة آلاف سنة، حسب معتقداتهم. ويؤكد حانيل روبن البالغ من العمر 72 عاماً أن "الهند ليست بلدنا". وروبن هو أحد أكبر الأفراد سنا في هذه الجماعة التي تؤكد أنها متحدرة من قبيلة منسي إحدى "قبائل بني إسرائيل المفقودة" التي دفعها إلى المغادرة في العام 720 قبل الميلاد غزاة آشوريون من شمال بلاد ما بين النهرين (شمال العراق الحالي). ويقول حانيل روبن في كوخه الخشبي المحاذي لتلال إمفال عاصمة إقليم مانيبو "أسلافنا هاجروا واستقروا هنا. إسرائيل هي بلدنا ونحن سنعود إلى أرضنا في أحد الأيام". تضم جماعة بني منسي 7200 عضو تقريباً من قبيلة كوكي تشين ميزو المتمركزة في ولايتين نائيتين في شمال شرق الهند متخامتين للحدود البورمية هما مانيبور وميزورام. وعرف تاريخ هذه الجماعة قرونا من المنافي عبر بلاد الفرس وافغانستان والتيبت والصين، وتقاليدها الدينية هي نفسها التقاليد اليهودية، بما فيها ختان الذكر. وقد اعتنق أفرادها المسيحية في الهند على يد مبشرين في القرن التاسع عشر. ومن خلال قراءة الكتاب المقدس تعرفوا على قصص مرتبطة بتقاليدهم الخاصة، فاقتنعوا بانتمائهم إلى الديانة اليهودية. ويصر حانيل روبن الذي يصلي ثلاث مرات في اليوم وهو ينظر غربا "باتجاه القدس"، قائلا "نحن قبيلة مفقودة". وهو قد علق على الحائط روزنامة قمرية-شمسية عبرانية فيما وضع ميزوزا (أي رق يحتوي على مقاطع من العهد القديم) عند مدخل المسكن. وقد بدأت مطالب جماعة بني منسي التي لا يؤيدها أفراد آخرون في قبيلة كوكي تشين ميزو تلفت انتباه المنظمات اليهودية المعنية برصد "اليهود المفقودين" في الثمانينيات. وفي نهاية التسعينيات، سافر أفراد من جماعة بني منسي إلى إسرائيل حيث اعتنقوا اليهودية بصورة رسمية واستقروا فيها. لكن التقدم الأبرز لم يحدث إلا في العام 2005، عندما اعترف شلومو عمار كبير حاخامات اليهود السفرديم في دولة إسرائيل بالجماعة برمتها باعتبارها "متحدرة من سلالة بني إسرائيل" وفتح الباب امام تمتعها بـ"حق العودة". وعلقت هذه العملية إثر سياسية جديدة اعتمدتها الحكومة الإسرائيلية في العام 2007، لكن اللجنة الوزارية لشؤون الهجرة والاستيعاب قد سمحت بعودتهم في يوليو الماضي. ويقر يوشانان فالتوال ممثل منظمة "شافي إسرائيل" في الهند وهي منظمة تتخذ في إسرائيل مقرا لها وتساعد المتحدرين من يهود في أنحاء العالم أجمع بأنه "مشروع كبير جد معقد يتطلب مشاركة الدوائر الحكومية جميعها". ويكشف مدير منظمة "شافي إسرائيل" مايكل فروند الذي يناضل منذ سنوات باسم جماعة بني منسي أنه يتوقع نهاية سعيدة لهذه المسألة، وهو يؤكد "إنها عملية بيروقراطية تستغرق وقتا، تماما مثل أي عملية أخرى من هذا القبيل". في كنيس بلدة شوراشاندبور التي تبعد 60 كيلومترا عن إمفال، يعطي شلومو هاوكيب دروسا باللغة العبرية منذ أربع سنوات لتمهيد طريق العودة. ويشرح هذا الشاب البالغ من العمر 26 عاما "يعتبر إتقان العبرية من الشروط الأساسية لاعتناق اليهودية بصورة رسمية في إسرائيل". وتنتظر تاليا بيم البالغة من العمر 45 عاما رحيلها على أحر من الجمر. وتقول هذه الأرملة التي لديها ثلاثة أولاد "ولدت يهودية وأنا أعيش في الهند لكن قلبي في إسرائيل، وأنا أريد أن أعود إليها في أقرب وقت ممكن. إذ يتعذر علينا هنا اتباع وصايا التوراة جميعها". فيصعب مثلا في الهند اتباع نظام غذائي وفق أصول الديانة اليهودية. والدوافع الدينية هي السبب الحقيقي الذي يدفع أفراد الجماعة إلى العودة إلى إسرائيل، وليس مستوى المعيشة الأفضل، كما يوضح فالتوال الذي يؤكد أن "جماعتنا تعيش بغالبيتها بطريقة جيدة هنا. ومن الخطأ التفكير في أن الاعتبارات الاقتصادية هي التي تغذي حلمنا".
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©