كرزاي لـ الاتحاد : لن نتسامح بعد اليوم مع أخطاء قوات التحالف

حذر الرئيس الأفغاني حامد كرزاي قوات التحالف في بلاده من مغبة استمرار الأخطاء وقصفها لقرى أفغانية، مما يتسبب في وقوع ضحايا مدنيين أبرياء· وقال إن استمرار ذلك قد يتسبب في انهيار جهود مكافحة الإرهاب· ودعا كرزاي في لقاء خاص لـ''الاتحاد'' الى اعتماد آلية جديدة في التعاون بين الحكومة الأفغانية وقوات التحالف لضمان عدم تكرار قصف المدنيين وقال إن بلاده لن تتسامح بعد الان مع مثل هذه الأخطاء· وأكد كرزاي عشية مشاركته في مراسم أداء الرئيس الباكستاني الجديد عاصف علي زرداري بدء صفحة جديدة في العلاقات بين كابول واسلام اباد لضمان تعاون أوسع وأكبر للتصدي لخطر الإرهاب الذي يهدد البلدين· وأرجع الرئيس الافغاني تصاعد العمليات الانتحارية والعمليات المسلحة التي استهدفت قواته وقوات التحالف الدولي الى عدم التعامل منذ البداية مع جذور الإرهاب بصورة شاملة، ودعا الى دعم جهود حكومته وتعزيز قدرات الشرطة والجيش الأفغاني للتصدي للارهاب· وقال إن دعم مؤسسات الدولة والمجتمع المدني من شأنه المساهمة في تطويق الإرهاب والإرهابيين الذين ينشطون الى جانب حركة ''طالبان''، وقال إنها تضم في صفوفها الى جانب المتطرفين العرب، آخرين من جنسيات عدة يجمعهم التطرف الذي بات مشكلة عالمية بحاجة الى تعاون الجميع للقضاء عليها· وفيما يلي نص اللقاء: العلاقة مع باكستان ؟ مشاركتكم في مراسم تنصيب الرئيس الباكستاني الجديد عاصف زرداري، بدعوة شخصية منه، هل تعني بدء صفحة جديدة بين أفغانستان وباكستان، بعد مرحلة من التوترات ؟· ؟؟ الرئيس زرداري ورئيس وزرائه جيلاني، كلاهما رجلان ذوا نوايا جيدة، ويدركان الأخطار التي تواجه أفغانستان، وكذلك الأخطار التي تواجه باكستان، وما يواجه البلدين من مخاطر· وما يترتب على التطرف من تحديات على العالم الإسلامي، وخاصة على هذين البلدين· لذلك فإن تعريفنا مشترك لهذا القضية، وتوجد الرغبة لمواجهتها· ومن الجانب الأفغاني سيجدوا أقصى تعاون تفرضه الاخوة والصداقة لتحقيق نتائج ملموسة لهذه الرغبة المشتركة لمواجهة التطرف والإرهابيين· ؟ بماذا تفسرون تصاعد أعمال العنف والعمليات الانتحارية التي تستهدف قواتكم وقوات التحالف في الآونة الأخيرة في عدد من الأقاليم الأفغانية، واستهدفتكم شخصياً أكثر من مرة ؟ ؟؟ في اعتقادي أننا جميعاً في أفغانستان وباكستان وحتى في المجتمع الدولي، لم نتوجه التوجه الصحيح في الحرب على الارهاب· فنحن لا نركز على مراكز وميادين التدريب، مما وفر لهم الوقت وأتاح فرصة للإرهابيين كي يصعدوا من جديد وينتشروا· في أفغانستان المؤسسات الافغانية لم تحظ بالاهتمام في الوقت المناسب، وبالموارد الكافية، والشرطة تم إهمالها لفترة طويلة من قبل شركائنا، وهذا ما يسبب الإشكال حالياً، والسبب الثالث هو أن أفغانستان مجتمع تقليدي وشيوخ القبائل لهم الكلمة الأولى، وقد تم تجاهل ذلك ايضاً· وما لم نولي جذور المجتمع المحلي الاهتمام، وما لم نعمل من خلال العناصر الحقيقية لتقوية وتعزيز المجتمع فإننا لن ننجح· بناء المؤسسات الدستورية أحد الميادين، والعمل داخل المواطنين ميدان آخر، والتركيز على بؤر الإرهاب وميادين التدريب والتمويل ميدان آخر ايضاً· والبعد الثالث المتعلق ببؤر الإرهاب يحتاج الى تعاون اكبر، خاصة بين باكستان وأفغانستان، ومن ثم مع شركائنا في المجتمع الدولي· ؟ ولكن في بداية تسلمكم رئاسة أفغانستان أوليتم الشأن القبلي اهتماماً خاصاً، من خلال مجالس ''اللويا جركا'' القبلية، فهل هذه القنوات تقوم بالدور المطلوب منها ؟· ؟؟ نعم انها تعمل بصورة طيبة للغاية، سواء على المستوى السياسي أو غيره، وشخصياً أولي هذا الجانب اهتماماً كبيراً، وبصورة يومية التقي بهم· ولكن عندما نتحدث عن الاهتمام بهم، فإننا نعني أن نقوم بإعدادهم ليكونوا قادرين على حماية أنفسهم، في الماضي كان زعماء القبائل قادرين على حماية انفسهم، وعندما يكونوا قادرين على حماية انفسهم، فذلك يعني ان القرى تحظى بالحماية، وعدد من هذه القرى يتمتع بالحماية، والمقاطعات محمية، الأقاليم ستكون محمية وفي المحصلة الأخيرة سيعني ذلك أن البلاد بأسرها ستكون محمية· وهذا ما أعنيه عندما أقول إننا لم نكن قادرين على حماية زعماء القبائل· وتوفير المناخ الذي يمكن كل من هؤلاء الزعماء من أداء الدور المطلوب منهم بالكفاءة المنتظرة· وهذا ما يجب أن نقوم به· تعهدات المانحين ؟ هل انتم راضون عن تنفيذ الالتزامات التي ترتبت على التعهدات الدولية خلال مؤتمر المانحين الأخير الذي عقد في باريس يونيو الماضي؟ ؟؟ نحن سعداء للغاية بنتائج مؤتمر باريس، وممتنون كثيراً للحكومة الفرنسية على تنظيمها لهذا المؤتمر، وممتنون جداً جداً لأخواننا في الإمارات والى صاحب السمو رئيس الدولة على تقديمهم مبلغ 250 مليون دولار خلال هذا المؤتمر· كما نشكر بقية الدول التي قررت مساعدتنا، وأنا على ثقة من أن الجزء الأكبر من هذه التعهدات الدولية ستصل الى أفغانستان، وآمل أن يتم انفاق هذه الأموال من قبل الجهات الدولية بصورة صحيحة ومشاريع تعود بالنفع على البلاد· غارات الحلفاء ؟ وجهتهم مؤخراً انتقادات حادة لقوات التحالف بسبب غارات استهدفت مدنيين، هل توصلتم الى آلية جديدة لتفادي مثل هذه الحوادث؟ ؟؟ لقد كنا غاضبين بشدة من جراء ذلك، وعلينا إيجاد آلية جديدة لتفاديها اذا كنا نريد النصر على الإرهاب، واذا كنا نريد ان يكون الشعب الأفغاني الى جانبنا، ولن ننتصر اذا لم نحظ بدعم الشعب الافغاني، لذلك على الأميركيين وبقية قوات التحالف أن يدركوا ذلك· ويدركوا انه لدحر الإرهاب وهزيمته يجب أن يكون الشعب الافغاني الى جانبهم· وعندما هزمنا ''طالبان'' والقاعدة في البداية في عام ·2001 كان ذلك لأن الشعب الأفغاني معنا· انهم لا زالوا الى جانبنا، ولكن ينبغي الا يعانوا، فالحرب على الإرهاب ليست في القرى الأفغانية انها في بؤر الإرهاب، والتي يجب ان يتوجه اليها المجتمع الدولي، لذلك فإن حماية المدنيين الأفغان، وحماية أرواح وممتلكات الافغان يجب ان تكون الأولوية رقم 1 للمجتمع الدولي اذا كنا نريد تحقيق النصر، والا فإننا سنغامر بخسارة الكثير إذا لم نهتم بحرمة أرواح الأفغانيين· ؟ ولكن بم تفسرون كثرة هذه الأخطاء؟ هذا سوء حظ، وعملنا بجد وصلابة لسنوات عدة لإيجاد آلية عملية، ولكنها لسبب أو آخر تفشل، والآن نحن ننظر في معايير جديدة، معايير واضحة لمنع أعمال القصف للقرى الأفغانية ومنع القوات الأجنبية من مداهمة المنازل في الليل وقيامها باعتقالات في صفوف مدنيين، وهذه الأعمال لن تكون موضع تسامح من قبلنا بعد اليوم· المقاتلون الأجانب والمخدرات ؟ هل لديكم فكرة عن أعداد المقاتلين العرب والأجانب في صفوف طالبان؟ ؟؟ الحقيقة أن بعض هؤلاء المقاتلين من مناطق مختلفة من العالم، وليسوا فقط عرب، هناك شيشان وأوزبك، وكانت هناك مؤخراً أنباء عن مقتل متطرفين كنديين في صفوف طالبان اثر قصف صاروخي باكستاني· هناك أتراك وأشخاص من افريقيا، انها مشكلة عالمية، ويوجد هناك بالتأكيد عرب، ولذلك أقول علينا متابعة البؤر، لأنه إذا لم يكن لهؤلاء الإرهابيين بؤر وأماكن يختبئون ويتدربون ويتم تجهيزهم فيها، فأنهم لن يكونوا قادرين على المجيء، ومالم نقم بذلك، خاصة بين أفغانستان وباكستان وبمساعدة بقية العالم، فإن نجاحنا سيبقى صعباً واستنزافاً للوقت· ؟ وماذا عن مشكلة المخدرات في أفغانستان والتي تقول تقارير دولية إنها في ارتفاع ؟ ؟؟-في الواقع أفغانستان نجحت في خفض إنتاج المخدرات، ففي 20 إقليماً من أصل ،34 تمت إزالة مزارع المخدرات أو خفض انتاجها بصورة ملحوظة للغاية، زراعة المخدرات مشكلة في بضع إقاليم، وهناك إقليم واحد ينتج المخدرات بكميات كبيرة، وهذه مشكلة ولكنها آخذة في التراجع، وأينما كان للحكومة الأفغانية تواجد وسلطة كاملة فالمخدرات تستأصل· واينما وجد الإرهاب و''طالبان'' أو وجود أقل للسلطة الأفغانية تزداد زراعة المخدرات