فيرجسون وفينجر وبيليجريني يطالبون باعتماد مبدأ الإعادة التلفزيونية

نجح "حلم التأهل إلى مونديال جنوب أفريقيا 2010" في إثارة جنون العالم، وخرجت كرة القدم عن إطارها الفني الممتع لتضيع في دهاليز الملاسنات والصراعات الإعلامية والسياسية، وأصبحت الساحرة المستديرة أسيرة لحملات التعصب والكراهية سواء في أفريقيا أو أوروبا. وبعيداً عن "الملف المصري الجزائري"، تشهد القارة الأوروبية معركة كروية إعلامية بين فرنسا وأيرلندا ويشارك في المعركة جهات أخرى لا ترتبط بالضرورة بعلاقة مباشرة مع الكرة الفرنسية أو الأيرلندية، ويظل الفارق الوحيد بين ما يحدث في مصر والجزائر وبين ما يحدث في أوروبا أن الجدل المحتدم في القارة العجوز يتخذ بعداً حضارياَ لا يمكن أن تخطأه عين. وتواصل الجدل حول الهدف الفرنسي الظالم الذي أطاح بأحلام أيرلندا في التأهل إلى مونديال جنوب افريقيا، بعد أن قام تيري هنري بلمس الكرة بيده قبل أن يمررها إلى وليام جالاس الذي أحرز هدف التعادل الذي صعد بفرنسا إلى المونديال وأطاح بالأحلام الأيرلندية، ورغم وضوح الخطأ إلا ان مطالبات أيرلندا بإعادة المباراة ذهبت أدراج الرياح على إثر رفض الفيفا القاطع لمبدأ الإعادة استنادا إلى أن قرارات الحكم لا يمكن الاستئناف بشأنها إلا في حال عدم استكمال أو انتهاء المباراة". وكشفت الصحف الأيرلندية والإنجليزية أن الاتحاد الأيرلندي لكرة القدم طلب من نظيره الفرنسي دعمه في طلب إعادة المباراة والتحلي بروح العدالة واحترام مبادئ اللعب النظيف، وهو الطلب الذي قوبل بالرفض، كما حدثت ملاسنات "خفيفة" بين رئيسي وزراء البلدين، خاصة ان بريان كوين رئيس وزراء أيرلندا قال انه سيتحدث بخصوص إعادة المباراة مع الرئيس الفرنسي ولكن نظيره الفرنسي فرنسوا فيون رد على هذه التصريحات مؤكداً أن الحكومة الفرنسية والحكومة الأيرلندية لا تمتلكان الحق في إقحام نفسيهما في قوانين "الفيفا". وبعد أن قوبل الطلب الأيرلندي بالرفض من الفيفا خرج تيري هنري ليعتذر عن لمس الكرة ويطالب بإعادة المباراة مؤكداً انه الحل الأكثر عدلاً، وخاصة أنه تعرض لحملات تشكيك كبيرة من الصحافة البريطانية التي كانت تحمل له قدراً كبيراً من الاحترام منذ أن كان لاعباً في صفوف أرسنال. وكشفت صحيفة الصن اللندنية عن قيام مجموعة من الشباب الأيرلندي بتنظيم وقفة احتجاجية أمام السفارة الفرنسية في دبلن، وقاموا بجمع العديد من قصاصات وعناوين الصحف التي ترصد المباراة والهدف المثير للجدل، وتنوعت الصحف ما بين فرنسية وبريطانية، وكان التركيز واضحاً على إبراز العناوين التي تتهم تيري هنري بالغش وتطالب الفيفا باتخاذ موقف يتصف بالعدالة. وفي سياق متصل فتحت الصحف الأيرلندية ملف إعادة مباراة البحرين وأوزبكستان في تصفيات مونديال 2006 استنادا إلى وجود خطا تحكيمي بإلغاء ركلة جزاء لأوزباكستان بعد تنفيذها وإحراز هدف، ولكن الحكم ألغى الهدف محتسبا ركلة حرة للبحرين بصورة أثارت ذهول كل متتبعي المباراة، وبعد إعادة المباراة فازت البحرين، وقد استند الاتحاد الأيرلندي لكرة القدم في طلبه إعادة مباراة فرنسا على هذه الواقعة، ولكن الفيفا لم يلتفت للطلب الأيرلندي. وطالب اليكس فيرجسون المدير الفني لمانشستر يونايتد وأرسين فينجر المدير الفني لأرسنال باعتماد مبدأ الإعادة التلفزيونية في مباريات كرة القدم، وأشارا إلى أن هدف تيري هنري سوف يتكرر في المستقبل، وسوف يستمر الجدل بشأن الكثير من القرارات التحكيمية. من جانبه قال فيرجسون تعليقاً على موجات الجدل التي أعقبت الهدف الفرنسي الذي أطاح بالحلم الأيرلندي: "مثل هذا الجدل لن يتوقف، على الرغم من ثقتنا جميعاً أن كرة القدم في حاجة إلى مساعدة التقنيات الحديثة والأخذ بمبدأ الإعادة التلفزيونية في رفع الظلم عن كاهل المظلومين إلا ان الفيفا لا تريد اتخاذ هذه المبادرة". ونشر الموقع الرسمي لريال مدريد تصريحات لمدرب الفريق مانويل بيليجريني أكد خلالها أن العدالة ستظل غائبة في ظل الصراع المتجدد في مثل هذه المواقف بين إصرار "الفيفا" على رفض مراجعة القرارات الخاطئة للحكام التي تؤثر على نتائج المباريات، وبين وضوح الكثير من الأخطاء في ظل الثورة التكنولوجية ودقة الإعادة التلفزيونية التي تظهر تورط الحكام في قرارات جائرة تطيح بمبدأ العدالة. وفي إطار الأزمة ذاتها نقلت صحيفة الصن رؤية النجم الفرنسي ايريك كانتونا لاعب مانشستر يونايتد السابق باعتباره يمتلك علاقة وثيقة بطرفي المشكلة، فهو معشوق جمهور كرة القدم في فرنسا وفي انجلترا، وانحاز كانتونا إلى اللعب النظيف والعدالة بقوله: "لم أشعر بالصدمة لقيام هنري بتهيئة الكرة بيده بقدر ما شعرت بالذهول من جلوسه إلى جوار لاعب أيرلندي بعد أن تسبب في هزيمتهم بهذه الطريقة التي اعتمد خلالها على الغش، ولو كنت لاعباً أيرلندياً وتعرضت لمثل هذا الموقف فلن أتردد في ضرب تيري هنري"