الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«المعهد البترولي» يدعم الطاقات المواطنة

«المعهد البترولي» يدعم الطاقات المواطنة
17 ابريل 2012
يسعى «المعهد البترولي» في إمارة أبوظبي منذ تأسيسه قبل 11 عاما إلى تعزيز المستوى العلمي لدى المواطنين الراغبين بالانضمام إلى أحد أكثر القطاعات ارتباطا بالثروة الوطنية. ومع قناعة القائمين عليه بأهمية تحفيز الطاقات الشابة وإطلاعها على كل جديد في مجالي النفط والغاز وما يتعلق بهما، فهم يحرصون دائما على تنظيم الفعاليات التوجيهية التي من شأنها أن تدعم رسالتهم. وكان آخرها اليوم المفتوح الذي أقيم، مؤخرا، في الحرم الجامعي وشمل جولات تعريفية على كامل التخصصات التي يوفرها المعهد في مجال الهندسة. (أبوظبي) - وسط حضور كثيف لخريجي «المعهد البترولي» الذين يمضون في مهنتهم والطلاب الحاليين، كان اللافت خلال فعالية اليوم المفتوح التي تقام مرة في السنة، الحوارات التي تدور بينهم وبين المهتمين بالالتحاق بالمعهد. وذلك على هامش أجنحة العرض التي ضمت نماذج مصغرة عما يدور داخل صفوف الهندسة من شرح نظري وجولات ميدانية. وهذه المعروضات التي لا تخلو من الحس التفاعلي أسهمت في تفسير الكثير من الأمور التي كانت تقف حاجزا أمام الراغبين في الانضمام إلى قطاع النفط عبر دراسته كتخصص أكاديمي وعملي. 5 برامج هندسية يعتبر الدكتور أحمد الشعيبي، عميد شؤون الأكاديمية، «المعهد البترولي» في أبوظبي الجهة الداعمة لاكتشاف المزيد من جواهر الدولة. ويؤكد أن إدارة المعهد تحرص على تطبيق الاستراتيجية الوطنية 2030 الداعية إلى تطبيق اقتصاد المعرفة، وتسعى عبر الأبحاث العلمية إلى حل الكثير من التحديات التي تواجهها صناعة النفط والغاز. ويذكر أن المعهد الذي يشكل الطلاب المواطنون فيه 70% من مجمل عدد المنتسبين إليه، يوفر درجتي الماجستير والبكالوريوس في البرامج الـ 5 التي يطرحها حاليا وهي الهندسة الكيميائية، والهندسة الكهربائية، والهندسة الميكانيكية، والهندسة البترولية والعلوم الجيولوجية البترولية. وكلها اختصاصات معتمدة من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي. ويضيف أن المعهد حظي حديثا بالموافقة على طرح برامج جديدة تشمل هندسة وعلوم المعادن واللدائن، وكذلك ماجستير الكيمياء التطبيقية وماجستير علوم الصحة والسلامة والبيئة. ويوضح أن الكادر الأكاديمي الإماراتي والذي يضم 14 أستاذاً، يشكل مصدر فخر واعتزاز لـ»المعهد البترولي». ويقول الشعيبي إن «تقديرنا لهؤلاء الأكاديميين ليس فقط بسبب كونهم يزودون الطلبة بالخبرة العلمية والبحثية، والتي حصلوا عليها خلال مساعيهم إلى نيل درجات الدكتوراه من أهم الجامعات العالمية. وإنما لما يشكلونه من مثل أعلى يلهم أبناء وبنات الوطن مزيداً من الطموح بغية الالتحاق ببرامج الدراسات العليا، وتحضيرهم للانضمام في المستقبل إلى هيئة التدريس في المعهد والإسهام في نشاطه البحثي». ويشير إلى أن أساتذة «المعهد البترولي» من مواطني الدولة نالوا شهاداتهم العليا من مؤسسات تعليمية رائدة في العالم مثل «إمبريال كوليدج»، «أكسفورد»، «ميريلاند»، «جامعة جنوب كاليفورنيا»، «جامعة كولورادو للتعدين»، «جامعة ولاية أوهايو» و»جامعة طوكيو». ويلفت الشعيبي إلى أن دعم برنامج الدراسات العليا والبرامج البحثية المتنوعة هو استراتيجية راسخة يتبناها «المعهد البترولي» ولا حياد عنها. وأن القائمين عليه يسعون لإنجازه بكافة وسائل الإشراف والمتابعة والتعزيز. ويذكر أن إدارة «المعهد البترولي» قامت في هذا السياق بتوقيع عدد من مذكرات التفاهم مع جامعات أكاديمية وبحثية كبرى حول العالم لدعم الدراسات العليا والتخصص في المجالات البحثية ذات الاهتمام المشترك، ومنها «جامعة كولورادو للتعدين»، «جامعة ميريلاند» و»جامعة مينيسوتا». إضافة إلى عدد من الاتفاقيات على مشاريع بحثية مع جامعات «ستانفورد» «رايس» و»جامعة جوهانيس كيبلر» في مدينة لينس بالنمسا و»معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا» (MIT). وهذه الفرص تطال الإناث اللاتي يشكلن نسبة 40% من إجمالي عدد الطلاب، تماما كما هي متاحة للذكور. فخر واعتزاز ويتحدث الخريج سالم الحوسني عن فخره بنيل شهادته من المعهد البترولي حيث تخصص بالهندسة الميكانيكية. وهو يعمل حاليا في شركة «أدكو» مهندس عمليات ويستمتع بأداء مهنته. ويقول «حتى وإن كان تخصصي يخولني إعطاء الأوامر وانتظار تنفيذها، غير أنني من الأشخاص الذين يفضلون خوض غمار العمل بأنفسهم من الألف إلى الياء. وهذا يجعلني أكثر اعتزازا بالاختصاص الذي اخترته والذي وضعني على سلم النجاح الذي أسعى إلى تحقيق المزيد منه». ويذكر الحوسني أنه يطمح إلى أن يصبح مدير عمليات في الحقل، وهو ينوي أن يكمل علومه في دراسة الماجستير. ويشير إلى أنه يهتم جدا بالخروج إلى حقول النفط والمواقع الحية، إذ ينزعج من مجرد الجلوس خلف المكتب لفترات طويلة. وهو ينصح الجيل الصاعد من المواطنين والمواطنات بالدخول إلى «المعهد البترولي» من دون تردد إذا كانوا يملكون الرغبة في ذلك. ويعتبر الحوسني أن خريجي قطاع النفط والبترول يمتازون بقدرات هائلة يسخرونها لخدمة وطنهم، وهذا ما يجعل مهنتهم في مصاف المهن التي يشار إليها بالبنان. من جهتها، تذكر الخريجة ثريا الهنائي، وهي مهندسة كهربائية، أنها على خلاف ما يظنه البعض، لا ترى أي غرابة باختيارها الانضمام إلى «المعهد البترولي». وتقول «الفتاة الإماراتية خاضت وتخوض الكثير من التحديات التي أثبتت من خلالها جدارتها. وهذا ما يوضح إمكانية ذهابها إلى حقول النفط طالما أن عملها يرتب عليها ذلك». وتوضح الهنائي التي تعمل في شركة «جازكو» أنها لا تجد أي خطأ في اختيارها لمهنتها التي تحبها والتي تتلخص في العمل على تصميم نظام لتوليد الطاقة للحقل. وهي تهتم بأمور الدعم الفني داخل المقر الرئيسي للشركة مع إمكانية المشاركة في الزيارات الميدانية للحقول، وتذكر أنها من ضمن الدفعة الأولى للبنات اللاتي تخرجن من «المعهد البترولي» عن دفعة عام 2006، وهذا برأيها شرف كبير تفتخر به أمام الجميع. ولاسيما أمام أهلها وأقاربها ممن استوعبوا لاحقا أهمية الإنجاز الذي تقوم به كفتاة إماراتية طموحة. وتتحدث ثريا الهنائي عن أمر تجده يستحق المتابعة، وهو ملاحظتها لعدم تهيؤ شركات البترول عموما لاستقبال عدد المهندسات المتخرجات من المعهد، ومع ذلك فهي تحث بنات بلادها على دراسة هذا النوع من الهندسة المتخصصة، لافتة إلى أن نظرتها إلى العمل داخل حقول النفط اختلفت كليا بعد خوض التجربة. التعرف على المهنة تؤكد فلوة العامري، التي تستعد لتسلم مهامها المهنية قريبا، أن نجاحها في تخصصها بهندسة المكامن النفطية، هو بسبب قناعتها في اختيار هذا المجال. ومن هنا تنصح الراغبين حقا في خدمة بلادهم وفي الحصول على مهنة لا تشبه سواها من المهن، بأن يطرقوا باب المعهد الجامعي وينضموا إلى صفوفه. وتذكر العامري أنها في بداية الأمر لم تحظ بتشجيع من الأقارب بالنسبة للاختصاص الذي اختارته، والذي كان بالنسبة لهم لا يناسبها كفتاة. وهذه هي الصعوبة الوحيدة التي واجهتها على مدى سنوات الدراسة. وتقول إن «عملية الذهاب إلى حقول النفط في الصحراء هي دائما اختيارية بالنسبة للبنات، ولا تتعدى كونها زيارات استطلاعية للكشف على المواقع». أما سعود بني حماد، الذي يعمل مهندسا ميكانيكيا في شركة «جازكو» بعدما تخرج في «المعهد البترولي»، فيتحدث عن تجربته بثقة وفرح يطغيان على ملامح وجهه. ويستهل حديثه بالقول «حقا لا يمكن أن أتخيل نفسي أعمل في أي مهنة أخرى. وأشعر بأنني محظوظ جدا لأني سلكت هذا الدرب الذي يشبه شخصيتي تماما. فكل ما أقوم به بنفسي يشكل متعة حقيقية تشعرني بأهمية الدور الذي أؤديه». ويهتم سعود بكل ما له علاقة بالمضخات الميكانيكية وبأعمال الصيانة، وهو يفتخر بكونه يعمل بيديه من دون الاعتماد على أحد. ويشير هنا إلى ضرورة التعرف عن قرب على العمل داخل حقول النفط وعدم النظر إلى هذه المهنة من بعيد. وهذا ما حدث معه عندما أنصت إلى نصيحة أهله بالدخول إلى المعهد واختيار التخصص في المجال الذي يعنيه. وتذكر سلامة المرزوقي طالبة الهندسة الكيميائية في «المعهد البترولي» في السنة الرابعة أنها كانت في البداية محتارة بين الطب والهندسة. ولكنها بعد القيام بزيارة ميدانية إلى الحرم الجامعي والتعرف عن قرب على الاختصاصات التي يقدمها، شعرت بدافع كبير وجهها إلى اختيار مصيرها المهني. وتقول «هنا اكتشفت جوانب كثيرة في شخصيتي لم أكن أعرفها من قبل. ولاسيما من خلال الفعاليات التي ننظمها والتطوع في مجلس الطالبات الذي أرأسه حاليا». وتوجه المرزوقي دعوة إلى الطلاب المقبلين على الحياة الجامعية بالتفكير مليا بالمهن التي تليق بشخصياتهم قبل اتخاذ القرار.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©