الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«اشعل أملاً بإطفائها» مسيرة تنشر التوعية بمخاطر التدخين

«اشعل أملاً بإطفائها» مسيرة تنشر التوعية بمخاطر التدخين
17 ابريل 2012
انطلقت مؤخرا مسيرة من شاطئ الممزر، تحت شعار «أشعل أملا بإطفائها» نظمتها جمعية النهضة النسائية فرع الخوانيج بالتعاون مع فريق التطوعي «فكر بادر تطوع»، تهدف إلى مكافحة آفة التدخين، والوقوف بحزم أمام هذه العادة التي تسبب الأمراض وتكبد صاحبها خسائر مادية وصحية لا تحصى. إلى جانب التنبيه إلى أهمية مساندة الراغبين بالإقلاع عنه، وتوضيح أبرز الطرق العلاجية التي تساعد بالتوقف عن التدخين في ظل أرقام تؤشر على استشراء التدخين في صفوف المراهقين والشباب. (دبي) - تحت شعار “أشعل أملا بإطفائها” نظمت جمعية النهضة النسائية فرع الخوانيج بالتعاون مع فريق التطوعي “فكر بادر تطوع”، مسيرة توعية، تعكس مخاطر التدخين ومغبة أن يكون المرء رهين هذه الآفة، وقد انطلقت المسيرة على شاطئ الممزر، وفي صفوف متلاحمة مع طلبة المدارس والجهات والمؤسسات المشاركة، الذين شاركوا بمعاني التحدي والإصرار، رافعين شعارات توعية وتحذيرية تنذر بمخاطر التدخين، التي انتشرت بين فئات مختلفة من المجتمع، ومن بينهم مدخنين عازمين على ترك التدخين، وآخرين تركوا التدخين وأرادوا أن يساهموا في الحد من التدخين وتعريف الأفراد بمضاره. اقتلاع هذه الآفة وقد أشارت فاطمة العبد الله رئيسية جمعية النهضة فرع الخوانيج قائلة: نظرا لانتشار التدخين وتفاقم هذه الآفة التي لم ترحم الكبير والصغير، والتي تظهر بصورة واضحة بين الشباب والفتيات، فإن كل المؤسسات المجتمعية والأسرية، قد توقفت عند هذه المعضلة، وجاءت هذه المسيرة المباركة التي تعكس مخاطر التدخين، رغبة في مكافحته بكافة أشكاله وصورة. فلابد من تكاتف الجهود للعمل على اقتلاع هذه الآفة من جذورها من خلال التوجيه والارشاد والتوعية من قبل الاهالي لأبنائهم والتحاور معهم والتعرف على أصدقائهم وزملائهم. حتى لا يقعوا ضحايا التبغ. وقد تفاعلت الجهات المشاركة في المسيرة منها شرطة دبي، هيئة الطرق المواصلات، وهيئة الصحة، وعدد من المدارس الخاصة والحكومية. ونتمنى أن تكون لهذه الحملة صدى جيد في المجتمع. من جهة أخرى، أوضح المتطوع وليد موسى من فريق “فكر بادر تطوع” قائلا: قمنا بتنظيم هذه المسيرة التي ضمت قرابة 400 مشارك، من بينهم 60 متطوعا من الفريق، فلمسنا التلاحم الجميل بين مختلف المؤسسات والافراد الذين شاركوا بدافع المسؤولية، والرغبة في التعبير عن الرفض التام لكل أشكال التدخين، وقد انبثقت فكرة هذه المسيرة بين فريق التطوع نظرا لتعرض إحدى عضوات الفريق لقصة مؤلمة وهو وفاة والدها بسبب التدخين، فوجدنا أننا نستطيع بهذه المسيرة أن نسهم في إنقاذ حياة مدخن من خلال بث التوعية والتثقيف بمخاطر هذه الآفة. التدخين السلبي ومن بين الجهات المشاركة في هذه التظاهرة مركز الرعاية الأولية في هيئة الصحة، وقد تم إجراء فحص لقياس نسبة أول أكسيد الكربون على عدد من الأفراد المتواجدين في المسيرة، حيث أوضحت د. نسيبة النظري أنه من خلال إجراء الفحص تبين أن هناك عدداً منهم مدمنون على التدخين فنسبة أول اكسيد الكربون في الرئة ظهرت بنسبة عالية جدا، ويتم قياس نسبة كثافة الكربون وفق ثلاث مستويات، عديم التدخين، وقليل التدخين، ومستمر التدخين. في حين وجدنا في بعض الحالات أن نسبة الكربون مرتفعة جداً ليس لكونهم مدخنين ولكن لتعرضهم للتدخين السلبي باستمرار وفي كل وقت، وهؤلاء معرضون للأمراض تماماً كالمدخنين، فلا بد أن يكون لديهم وعي بذلك، وان يتحلوا بقدر من الحذر ويقوا أنفسهم من الدخان الذي ينفث أمامهم سواء في البيت او السيارة أو حتى في الأماكن العامة. فمن خلال هذه الحملة نوضح مضار التدخين، وأنواعه، وتأثير كل وسيلة على عضو معين من أعضاء الجسم. اعتقادات خاطئة ومن جهة أخرى، تشير النظري إلى أن هناك بعض الاعتقادات الخاطئة حول مدى خطورة كل نوع من أنواع الدخان المستخدم، فمدخنين الشيشة، يرون أن الدخان الذي يمر عبر مجرى الماء لا يسبب أي ضررا للمرء، وهذا اعتقاد خاطئ، والصواب أن ساعة واحدة فقط من تدخين الشيشة تقدر بحوالي 100 إلى 200 مرة من حجم استنشاق دخان السجائر. واما الذين يعتقدون ان الغليون أقل ضررا من السجائر، فنرد عليهم، بأن الغليون أكثر قلوية، وبالتالي فهو يجعل المرء أكثر وأسرع في الإدمان من السجائر، ما يؤدي إلى خطورة الإصابة بخطر مرض انسداد الشعب الهوائية المزمنة وسرطان الفم والرأس والرقبة والحنجرة والرئة، والخطر النسبي للإصابة بسرطان الفم والشفاه لمدخني الغليون أعلى بكثير من مدخني السجائر. ومن أحد الأسباب الرئيسية للوفاة هو السجائر نظراً لكونها تحتوى على تركيبة سامة ومواد كيميائية تفتك بالنفس البشرية. فلا بد ان لا يرمي الإنسان نفسه في التهلكة، ومن خلال تواجدنا في هذه المسيرة نوجه المدخنين ممن لديهم نية للإقلاع عن التدخين إلى بعض المراكز المتخصصة في مشاكل التدخين، حيث يخضع المدخن لكورس علاجي حتى يجد نفسه مختلفا تماما عن السابق ويستطيع أن يستنشق الهواء الصحي الخالي من الملوثات. إصرار وعزيمة وكان من بين المشاركين في المسيرة عدد من المدخنين الذين تواجدوا لرغبتهم في الإقلاع عن التدخين والتخلص من الإدمان عليه، حيث يشير عبدالله سعيد 18 سنة، أنه بدأت علاقته بالتدخين من سنة ونصف تقريبا، قائلا: لا يمكن أن أنسى لحظة تعرفي على رفقاء مدخنين، ينفثون الدخان ويعبرون عن ارتياحهم وهم يمارسون هذا السلوك، ويحاولون تحريضي على أن أخوض هذه التجربة التي كنت وقتها ممتنعا عنها، رافضا حتى التفكير فيها، ولكن مع الأيام وجدت نفسي أنقاد خلفها عاجز الإرادة، وسرعان ما أصبحت مدمنا على هذا الوباء، الذي أمارسه دون علم أهلي، حتى لا يصابوا بخيبة أمل. ولحظة التفكير في الإقلاع عن التدخين وترك هذه العادة السيئة جاءت نتيجة التعب والإنهاك الذي يعتريني أثناء ممارسة النشاط البدني، حيث بدأت مشوار ترك التدخين عندما قطعت علاقتي برفاق السوء المدخنين، وبحثت عن آخرين غير مدخنين ورياضيين أيضا، والذين يقضون جل وقتهم في الصالات الرياضية. فتواجدي في هذه المسيرة أعتبرها بداية قوية لقطع علاقتي بهذه الآفة. والتعبير عن إصراري وعزيمتي على السير في طريق خال من سموم التدخين الذي آمل أن يعي الآخرون مخاطره. رحيل أحد الأصدقاء لم تكن تجربة سيف عبيد الكندي 23 سنة وبدايته مع التدخين مختلفة عن التجربة السابقة، مؤكدا مقولة أن الصاحب ساحب، وعن ذلك يوضح: وقعت في شرك التدخين وعمري لم يتجاوز 12 سنة، وبالرغم من مشقة التجربة الأولى علي إلا أنني سرعان ما أصبحت محترف التدخين وأمارسه بشغف ولهفة، وأثناء تواجدي مع رفقاء مدخنين كانت أجواؤنا دائما ملبدة بالدخان السام الذي لا يغادر جلساتنا ، فكانت اللحظة التي شرعت فيها على محاولة التخلص من عادة التدخين، قد تزامنت مع خبر رحيل أحد الأصدقاء بعد أصابته بمرض خطير من جراء التدخين، فكان وقوع الخبر علي كالصاعقة، بعد أن وجدت أن حياة صديق قد انطفأت. فلم أشارك في هذه المسيرة إلا لرغبتي أن أمحوا ذلك السواد الذي يكسو رئتي، وأن أتلذذ بطعم الهواء النقي وابدأ حياة بشكل مختلف عن السابق. قياس الإدمان وعلى هامش المسيرة، أردنا التعرف إلى نسبة تفشي التدخين في المجتمع، فقد أشارت د. وداد الميدور رئيس مكافحة التبغ في وزارة الصحة إلى أن نسبة التدخين بين الكبار أكثر من 18 سنة بلغت 18% وذلك في مسح الأسرة 2003، أما نسبة تدخين اليافعين 12- 15 سنة تصل إلى 30%، وذلك في “المسح العالمي لاستخدام التبغ بين المراهقين 2006”. وتختلف نسبة المقلعين عن التدخين من مركز لآخر ولكن النسبة السائدة هي 16- 20%. وحول خطوات العلاج توضح الميدور أنه عادة ما يتم برنامج الإقلاع عن التدخين وفق عدة مراحل منها زيارة مبدئية لعمل تقييم عام للمدخن وقياس الإدمان ومدى استعداده للبدء، وزيارة ثانية مدى استعداد المدخن للبدء في رحلة الإقلاع عن التدخين عندها يتم الشروع بوصف العلاج، وفقا لحالة كل مدخن وعمره. أما بالنسبة للصغار والمراهقين عادة ما يتم العلاج عن طريق الجلسات النفسية والاستشارية وقلما يحتاج للعلاج. ومن أنواع العلاجات المستخدمة للمدمنين هو معوضات النيكوتين لتقليل أعراض الاستجابة لإدمان النيكوتين، حيث تعد من أشد المواد إدمانا ويزداد الإدمان بزيادة استخدام التبغ وتظهر على المدخن تلك الأعراض مثل عدم التركيز والعصبية والتعرق وتسارع ضربات القلب والصداع. ولكن مع العلاج تقل تلك الأعراض وبدائل النيكوتين تكون على هيئة لاصقات أو علكة أو أقراص. أسباب الانتكاسة وتضيف الميدور قائلة: للأسف الشديد أنه من أهم أسباب الانتكاسة هو مصاحبة المدخنين، وكذلك الاعتقاد الخاطئ بأن التدخين ملاذ وقت التعرض للضغوطات النفسية التي يمكن أن يتخلص منها المرء عندما يشرع في استنشاق الدخان. وأيضا هناك بعض المسببات التي تجعل المقلع يعود مجددا إلى التدخين كضعف تطبيق بعض الإجراءات مثل منع التدخين التام في الأماكن العامة المغلقة، كذلك بيع التبغ بأسعار زهيدة والترويج غير المباشر، حيث تتكرر مشاهد استخدام التبغ بكل أنواعه في المحتوى الإعلامي مثل الأفلام السينمائية، المسلسلات التلفزيونية خاصة الرمضانية، كذلك هناك مشاهد كثيرة في أفلام الكرتون خاصة “توم وجيري” تظهر مشاهد التدخين مقرونة بالبطولة والانتصار. وأنا أطالب جميع مؤسسات الإعلام الراقية ذات الإنتاج الإعلامي الجيد أن تمنع مشاهد التدخين في تلك المسلسلات وتقوم جميع الجهات الصحية وغيرها بعدة حملات طوال السنة لرفع الوعي بين الجمهور. كما أن وزارة الصحة من خلال تقديم خدمات الصحة المدرسية تنشط كثيرا في رفع الوعي بين اليافعين وصغار السن. ولكن دور تلك الحملات يكون مدعوما بتطبيق قانون مكافحة التبغ واللائحة التنفيذية، حيث تعمل تلك الإجراءات للحد من استخدام التبغ.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©