الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

حمدان بن زايد يؤكد دعم الشؤون الإسلامية لبناء مؤسسة وقفية عريقة

حمدان بن زايد يؤكد دعم الشؤون الإسلامية لبناء مؤسسة وقفية عريقة
10 سبتمبر 2008 02:34
أكد سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وقوف قيادة الدولة الحكيمة ودعمها ومشاركتها الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف ''في طموحاتها المشروعة لبناء مؤسسة وقفية مهمة في المجتمع، لها مشاريعها الاستثمارية والإنتاجية الكبيرة، التي تؤهلها للقيام بالواجب التنموي لصالح الأجيال المتعاقبة في هذا الوطن العزيز''· وقال ''إن شعب الإمارات وقيادته الحكيمة معتادون أن يمنحوا بسخاء ويتسابقوا في كل المشاريع الخيرية، وأن يؤسسوا للمستقبل الهانئ انطلاقا من رغد الحاضر وازدهاره''· مشيرا إلى أن الأوقاف هي الميدان الخيري والحضاري المناسب لهذا الأمر· وجاءت تصريحات سموه خلال كلمة له ألقاها بالنيابة عنه رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف الدكتور حمدان المزروعي في ندوة نظمتها الهيئة أمس بعنوان ''التثقيف الوقفي وآثاره'' في المجمع الثقافي بأبوظبي، في إطار حملة الوقف الثانية التي يرعاها سموه وحملة ''أسبوع وقف الإمارات''· وأشاد سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان في كلمته بجهود الهيئة وتخطيطها السليم وطموحاتها المشروعة لخدمة الوطن وأبنائه في التنمية الاجتماعية والإنسانية والثقافية التي تسعى إليها من خلال حملة ''أسبوع وقف الإمارات'' وغيرها من الجهود المبذولة في هذا السبيل· وقال ''ان الوقف في العصر الحديث صار يحظى بمكانة مرموقة في كل أمة، لأنه أصبح مؤسسة إنسانية وخدمية وإنتاجية وتعليمية متطورة، يدعم عددا كبيرا من المراكز البحثية والتعليمية والطبية في أرقى جامعات العالم والمؤسسات الخدمية الأخرى''· وأردف سموه ''تعلمنا في الإمارات من الوالد الراحل تغمده الله بواسع رحمته أن نبني للأجيال الحاضرة والقادمة في داخل الوطن وخارجه المساجد والجامعات والمكتبات والمستشفيات والأسواق الوقفية كمعطى من معطيات الدعم المتواصل من الدولة إلى شتى بلدان العالم العربي والإسلامي وغيرها''· وأشار إلى مواصلة صاحب السمو الشيخ خليفة بـــن زايـــد آل نهيان رئيس الدولة ''حفظه الله''، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وإخوانهما أصحاب السمو حكام الإمارات، والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، قوافل العطاء والبناء ومن أبرزها الدعم الكبير للهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف· وقال سموه ''نريد لها (للهيئة) أن تكون إحدى المؤسسات الوطنية الكبرى القائمة على رعاية بيوت الله، وبناء وصيانة ومنارات هداية وإرشاد، والراعية كذلك لنشر كتاب الله عز وجل طباعة وتلاوة وتعليما من خلال مراكز تحفيظ القرآن الكريم والمعاهد الشرعية التي تنشر الفقه والتراث، وترفد المساجد بالكوادر الوطنية المؤهلة تأهيلا شرعيا ملائما، كي يتربى الأجيال على مكارم الأخلاق والحفاظ على هويتنا الأصيلة، والولاء لوطننا العزيز''· وأكد الدكتور محمد مطر الكعبي مدير عام الهيئة العامة للشؤون الاسلامية والأوقاف أن الهيئة بدأت تلحظ نموا متسارعا في حجم إيرادات الوقف وأعداد المشاريع الوقفية عاما بعد عام ''بفضل الله سبحانه وتعالى وحب الخير والبذل والعطاء الذي عُرف بها شعب الإمارات الأصيل''· وقال الدكتور الكعبي إنه انطلاقاً من توجيهات صاحب السمو الشيخ خليفـــة بن زايــــد آل نهيان رئيس الدولة ''حفظه الله'' في دعم المؤسسة الوقفية، وتنفيذا للخطة الاستراتيجية للحكومة الرشيدة انطلقت حملة الوقف الثانية ''أسبوع وقف الإمارات'' تحت رعاية سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء، بعد نجاح الحملة الأولى العام الماضي التي رعاها الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة· موجها الشكر إلى أصحاب السمو والشيوخ على جهودهم ومتابعتهم واهتمامهم لأعمال الهيئة وللدعم المتواصل لمشاريع الوقف ولمتابعتهم الحثيثة لكل خطوة تتقدم بها الهيئة إلى الأمام من أجل تحقيق أحدث وسائل التنمية الوقفية· وأشار مدير عام الهيئة إلى أهداف حملة الوقف التي تتمثل في تثقيف المجتمع بأهمية المشاركة في الوقف ومآثره وغرس حب المشاركة والمساهمة في البناء، بالإضافة إلى إعطاء الفرصة للجميع في المشاركة لاستثمار دنياهم لآخرتهم والتواصل مع المحسنين لفعل الخيرات، وإشراك الطلبة جيل المستقبل لتأصيل القيم النبيلة فيهم· وعدد الكعبي أنواع المصارف الوقفية التي تعكس رسالة الأوقاف الإنسانية والحضارية وهي مصرف كفالة الأيتام والفقراء، ومصرف رعاية طلاب العلم، ومصرف الرعاية الصحية، ومصرف أعمال الخير، ومصرف بناء المساجد ورعايتها، ومصرف نشر القرآن الكريم وعلومه، ومصرف وقف الأم، ومصرف وقف الأب، ومشروع السهم الوقفي، ومصرف نظافة المساجد· وشارك في الندوة التي حضرها حشد من النخب الثقافية والاجتماعية في الدولة، الدكتورة المواطنة عفراء جمعة مبارك القبيسي، وكل من فضيلة الشيخ منصور عبيد الرفاعي والدكتور الجيلانيا لمريني والدكتور ناجي العربي وجميعهم من ضيوف صاحب السمو رئيس الدولة (حفظه الله)· وتمحورت الندوة حول أثر الوقف في مجتمع الإمارات، والوقف في رؤية الفقهاء، وحاجة المجتمع الخليجي للوقف، وتجربة مصر في التواصل التاريخي بين مؤسستي الأزهر والأوقاف· وتحدثت الدكتورة عفراء القبيسي الخبيرة الاقتصادية في دائرة التخطيط في أبوظبي عن أثر الوقف في مجتمع الإمارات، واقترحت ضرورة العمل على تقييم الوقف الاجتماعي طبقا لسعره العادل والإفصاح عن مفرداته في مركز مالي وبشفافيــــة كاملة· وشددت القبيسي على ضرورة توفير آلية عملية للتنسيق بين جهود المؤسسات المختلفة للرعاية الاجتماعية والوقف في المجتمع لدعم وتعزيز دور هذه الجهات فيـه· ورأى الدكتور ناجي العربي، الأستاذ بكلية الآداب بجامعة البحرين أن المجتمع الخليجي يحتاج إلى تنمية أنواع جديدة من الوقف حتى يخف العبء عن كاهل الدول لكي تتفرغ لمهام أخرى في مجال توفير الرفاهية الاجتماعية لمواطنيها· وقال إن النظرة إلى دول الخليج بأنها دول غنية قادرة على توفير كل شيء لمواطنيها يجب أن تتغير ''حيث إننا اليوم بأشد حاجة لتحريك همم أصحاب المال لتنمية جانب الوقف وإعادة عصره الزاهر، خاصة مع موجة الغلاء والتضخم التي يعيشها العالم الآن في كل مجالات الحياة، والتي امتد أثرها واضحاً على الطبقات الفقيرة التي تعيش الآن حالة مأساوية يرثى لها''· من جهته عرض فضيلة الشيخ منصور الرفاعي عبيد للتجربة المصرية في مجال الوقف· وأشار الى أن أهل مصر أوقفوا أوقافاً داخل وخارج الديار المصرية لصالح الأزهر الشريف ولبناء المساجد ولصور عديدة من الوقف مثل ''إطعام الناس والحيوانات بل وإطعام الطيور في السماء''· وقال إن تجربة الأوقاف في مصر بدأت عام 1006 ميلادي عندما بنى الفاطميون الأزهر الشريف حيث أوقف الناس عليه الأوقاف العديدة من أجل حث الطلاب على للاقبال على التعليم الديني ، مشيراً الى أن هناك اليوم في مصر 650 ألف حجة وقفية ومن يراجعها يجد العجب، فهناك وقف الغاضبات ووقف المطلقات ووقف طلاب العلم الفقراء· وتحدث الدكتور الجيلاني المريني الأستاذ الجامعي في المملكة المغربية في موضوع الوقف في رؤية الفقهاء وشرح للقواعد المتعلقة بالوقف، ومنها الحاجة المعتبرة شرعا في الوقف، والوقف على حفظ الدين والنفوس والعقول والوقف على حفظ النسل·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©