تحقيقات دولية للبحث عن قراصنة يحتمل اختراقهم شبكة البطاقات الائتمانية في الإمارات

أكدت مصادر مطلعة في الشركات المصدرة لبطاقات الائتمان العالمية تكليف خبراء في إدارات مخاطر الاحتيال بتحريات دولية بحثاً عن قراصنة يحتمل قيامهم باختراق شبكة الائتمان في الإمارات، بعد ثبوت حالات اختراق فردية في الفترة الماضية· وأوضحت المصادر أنه في حال وجود حالات اختراق ''منظمة'' فإن شركات الائتمان ستقوم على الفور بإخطار مصرف الإمارات المركزي، ''وهو ما لم يحدث حتى الآن''، في حين ستتعامل الشركات المصدرة لبطاقات الائتمان مع كل حالة من الحالات الفردية على حدة مع البنوك· وأشارت المصادر إلى أنه عادة ما ينشط هذا النوع من العمليات في هذا الوقت من كل عام نتيجة سفر العديد من المواطنين والمقيمين إلى بلدان تشتهر بقرصنة البطاقات· وأشاروا إلى أن تحذير البنوك لعملائها يأتي في سياق الإجراءات الروتينية المتبعة في هذا الوقت من كل عام· وتزامنت تأكيدات شركات بطاقات الائتمان مع اعتراف عدد من البنوك بوجود عمليات احتيال محدودة حتى الآن، إلى جانب تحذير نشرته السفارة الأميركية في الدولة على موقعها على شبكة الانترنت، أكدت فيه ''تلقي السفارة تقارير عدة من مواطنين ومقيمين في الإمارات وقعوا ضحية عمليات احتيال عبر بطاقات الائتمان''· وأشار تحذير السفارة الأميركية إلى أن ''كل عمليات الاحتيال التي تعرض لها عدد من الأميركيين تمت في الولايات المتحدة رغم تواجدهم في الإمارات''· ونصحت السفارة بضرورة قيام حاملي البطاقات بالمراجعة المستمرة لحساباتهم المصرفية ومشترياتهم عبر بطاقات الائتمان وتغيير الأرقام السرية للبطاقات· وأكد كمران صديقي مدير عام شركة فيزا الشرق الأوسط لـ''الاتحاد'' أن فيزا تشارك منذ البداية بعمليات التحري عن احتمالات وقوع خروقات في شبكة الائتمان في دولة الإمارات· وأضاف: ''نعمل مع مختلف بنوك الدولة للتأكد من الإجراءات الأمنية المتخذة لمنع حصول أية اختراق لأي من الشبكات المصرفية داخل الدولة''· وقال إياد الكردي نائب الرئيس ومدير ماستركارد في الإمارات إن ''الصورة لا تزال غير واضحة للتأكيد من حدوث اختراق فعلي لشبكة الائتمان في الإمارات''· وأضاف : ''لا يزال قسم إدارة المخاطر يتحرى عن الأمر''، حيث لم تشر التقارير الواردة حتى الآن إلى وجود ''خطر جسيم''· ولفت الكردي إلى أن عمليات الاحتيال على بطاقات الائتمان تتزايد في هذا التوقيت من كل عام حيث يعود المواطنون والمقيمون من العطلات الصيفية التي استخدموا خلالها بطاقاتهم الائتمانية في عمليات الشراء، الأمر الذي يمكن أن يحدث معه استنساخ للبطاقات وبالتالي يجرى عليها عمليات في الخارج وهم موجودون في الدولة، وهو ما يؤكد عدم وجود اختراق، ما يمكن اعتباره ''حالات فردية''· وأوضح الكردي أن ''ماستركارد'' تتعاون مع البنوك لمعرفة تفاصيل أكثر عن احتمالات تعرض عملائها لمثل هذا النوع من الاحتيال الذي ينشط في البلدان التي تشتهر باستقبال السياح الخليجيين مثل ماليزيا واندونيسيا وهونج كونج وغيرها· وأكد الكردي أنه في حال الكشف عن عمليات احتيال واسعة تتم بشكل منظم فإن ''ماستركارد'' ستقوم على الفور بإخطار المصرف المركزي باعتباره الجهة المخولة بالرقابة على البنوك، الأمر الذي ''لم يحدث حتى الآن''· من جهته، أكد جوناثان كامبيل جايمس رئيس إدارة الأمن ومخاطر الاحتيال الإقليمي في الشرق الأوسط، في بنك ''إتش اس بي سي'' مواجهة البنك في الآونة الأخيرة، كغيره من البنوك العاملة في الدولة، بعض محاولات الاحتيال على الحسابات المحليّة من خلال استخدام بطاقات صراف آلي مزورة في الخارج· وأوضح :''قمنا بالاتصال بعملائنا عبر الرسائل النصية القصيرة وطلبنا منهم تغيير أرقام التعريف الشخصي الخاصة بهم من خلال أي من أجهزة الصراف الآلي التابعة لبنك ''إتش إس بي سي'' كإجراء احترازي، وقد قمنا بوضع العديد من الخطط الاستراتيجية الاحتوائية للتقليل من خطر هذه المحاولات''· وأشار كامبيل إلى قيام البنك باتخاذ إجراءات أخرى من شأنها أيضا تخفيف المعاناة والقلق وإعادة تعويض العدد المحدود من العملاء الذين تعرضوا لمثل هذه المحاولات الاحتيالية· واستبعد كامبيل تعرض أي عميل استخدم أجهزة الصراف الآلي التابعة للبنك لأي من هذه المحاولات الاحتيالية، حيث أن أجهزة الصراف الآلي التابعة للبنك تتميز بقدر كبير من الحماية الفعالة ضد أي شكل من أشكال هذه المحاولات الاحتيالية· من جانبه، أكد ويليام كليهور رئيس قسم بطاقات الائتمان للشرق الأوسط واليونان وباكستان في سيتي بنك وجود ''تهديد حقيقي'' يتعرض له حاملو بطاقات الائتمان في الإمارات، وأن ''البنك يأخذ الموضوع على محمل الجد''· فقد قام البنك بإخطار عملائه بهذا الأمر تحوطاً لحدوث أية عمليات احتيال على بطاقاتهم، مطالباً العملاء بإبلاغ البنك في حال حدوث أية عمليات مشبوهة على بطاقاتهم فورا·