الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تصاميم تنطق بالسحر والأناقة وتعكس ثقافات الشعوب

تصاميم تنطق بالسحر والأناقة وتعكس ثقافات الشعوب
17 ابريل 2012
هناك فنادق تموج بتصاميم هندسية راقية، وتعد تحفة معمارية شاهقة منتصبة على امتداد شارع الشيخ زايد بدبي، وهذا الشارع وما على جانبيه من مناطق تجارية يمثل منصة مهمة يتنافس عليها المبدعون ليقدموا توليفة هندسية مبتكرة تلفت الأنظار، وتحافظ في جوانب منها على الفن التراثي التقليدي الذي يسيطر على ملامح وتفاصيل بعض الأبنية، ويغوص في تفاصيلها. (دبي) - يعتبر فندق «فيرمونت دبي» إيقونة الفن الهندسي المعماري الذي يتجلى سحرا وأناقة، فمنذ افتتاحه في شهر فبراير من العام 2002، عزز مكانته كواحدٍ من المعالم المعمارية الرائدة لما يمتاز به من تصاميم راقية ورموز تقليدية مميزة تمثلت بالمظهر الخارجي، القائم على أبراج الرياح والتي تعرف باسم «البراجيل». ويحتل الفندق موقعاً مميزاً على طريق الشيخ زايد قبالة مركز التجارة العالمي ومركز دبي الدولي للمؤتمرات والمعارض، مع إمكانية الوصول إليه مشـياً على الأقــدام عبر ممر خاص يشبه جسر العبور يعد الأول من نوعه في دبي. كما يظهر الفندق كتحفة معمارية أنيقة بتصاميمه العصرية التي يطغى عليها استخدام الستانل ستيل، والتي تعكس أجمل تجارب الإقامة والأجواء الدافئة والمريحة التي تمنح الضيوف مشاعر ودفء المنزل الحقيقي. «نهر الضوء» ويقول المصمم راقي فليبس: عندما تولت إحدى شركات التصميم الداخلي تنفيذ المشروع في ديسمبر 1999، كانت تصف الردهة بأنها التوسعة الأكبر في دبي، إذ إنها تقسم المبنى إلى قسمين، حيث قامت الشركة بداية بتصميم الجسور التي تصل إلى مستويات المكاتب «الطوابق من 5 إلى 7». ومن ثم خرجت بفكرة وصل هذه المستويات بدعامات فولاذية مصقولة مغطاة بطبقة شفافة مصنوعة من البولي كربونات، والتي تمت إضاءتها باللون الأزرق، لتأخذ تصميماً على شكل ظلالٍ ضوئية كبيرة معلقة وسط الردهة. ويمثل التصميم مجموعة متنوعة من الألوان والأشكال والتراكيب بداية من الردهة الكبيرة ومركزها المرتفع ومنحوتة الضوء والزجاج الشهيرة «نهر الضوء»، وصولاً إلى المناظر والإطلالات الخلابة على الخليج العربي من قاعات الطابق الـ33 الشهيرة، ما يخلق شعوراً مختلفاً في كل موقعٍ ومكان. يعكس الثقافات المتعددة ويضييف فليبس: تحتفظ الغرف الفندقية والأجنحة بتميزها وتفردها من خلال مجموعات التصاميم الملونة الباعثة على الاسترخاء مع تأكيدات جريئة تعكس تأثير الثقافات المتعددة من الجزيرة العربية وأوروبا. وقد تم تجهيزها جميعاً بأنظمة تلفزيون تفاعلي متقدم ومرافق فاخرة لضيوف الفندق من رجال الأعمال. كما تم تصميم الأجنحة لتعطي شعوراً بالفخامة والأناقة ضمن بيئة معاصرة، حتى يجد الزائر البيئــة التي طالما أرداها ان يتواجد فيها، وقد جهزت الأرضيات ببلاط الجرانيت الذي يغطيه قطعاً من السجاد تبرز ألوان وتراكيب الأقمشة المختلفة لتقدم توليفية رائعة من الخامات التي انتقت بعناية ودقة ليشكل بها روح المكان وأجوائه الساحرة التي بلا شك ستبقى عالقة في ذاكرة المرء. أما الأثاث فقد تم اختياره كقطع فردية ذات هوية وطابع خاص جُمعت معاً لتوفر بيئة أنيقة ودافئة منسوجة بمعاني الراحة والاسترخاء مستلهمة فكرتها من الحديث تارة بطابعه العصري المبتكر والوثير والمكتنز بالوسائد، وروح النمط الكلاسيكي البسيط التي تتجمل به بعض قطع الأثاث. واجهات زجاجية عملاقة ويشير فليبس قائلاً: لا يمكن أن نترك مجالا للشك، أن كل زاوية من المكان تنطق إبداعا ودفئا، فعندما فرشت الأرضيات بقطع السجاد والموكيت، كونت خطوطا وزخارف لونية غاية في الفخامة والجمال، كما أن الجدران زينت بخامة الخشب الداكن الذي يسير على نفس النغمة، وهو لحن عزف على فراغات المكان وردهاته، وبات باعثاً على الراحة والهدوء في تكويناته وتفاصيله الحالمة، تلك النغمة الآسرة التي يطرب لها كل ضيف. وقد صمم الفندق بالأسلوب المعماري الحديث، فظهرت الواجهات الزجاجية العملاقة لتخلق نوعا من الاتساع، وتسلسلت الاضاءة الطبيعية بكل هدوء وراحة على المكان، كما زادت من أناقة الغرف بالاطلالة الفريدة والرائعة التي تنقل المرء إلى تذوق لحظات لا تنسى من المشاهد والصور، التي تبقى عالقة في ذهنه يسترجع لحظاتها ما إن وقف على عتبات هذا الصرح المعماري الذي يحتضن بيئة فنية راقية تتمازج وتتناغم مع بعضها البعض لتقدم للضيف أيقونة جمالية رائعة من التصاميم. جداريات فريدة ويوضح فليبس: للفن بصمة خاصة في أغلب محطات المكان، حيث توسدت التصاميم التي أثرت وأغنت الجدران بثقافات الشعوب، لتحلق بالضيف إلى محطات تاريخية وتراثية المعالم، وتعد الجداريات المعروضة في المبنى الخارجي ومنتجع السبا، والتي تم تصميمها بأسلوب فني بديع، كنزاً حقيقياً، فقد حصلت هذه الجداريات على العديد من الجوائز لقدرتها المذهلة على تجسيد المشهد العربي بنمط رومانسي، من خلال استخدام نماذج وتصاميم معقدة تشكل طيفاً واسعا من الألوان، لتصبح هذه التقنية الفنية المتخصصة بالفندق كنزاً فريداً يستمتع به الزائر لعدة سنواتٍ قادمة. وفي عام 2005، تم إنشاء مفهومٍ جديدٍ كلياً للترفيه وتناول الطعام في الطابق الثاني من الفندق، والذي استحق عن جدارة اسم «طابق التبادل»، إذ تضم هذه المساحة ثلاثة وجهات مميزة ومتكاملة لتناول الطعام في مساحة واحدة، والتي تتضمن «ذا إكستشينج جريل» الشهير، وردهة «سين سين» الأنيقة. والذي كان الهدف من إدخالها، هو إنشاء منفذ لتناول الطعام يلائم المظهر الحديث والأنيق للفندق، مع تنويعه لمجموعة الأطعمة والمشروبات المتوفرة لديه. رحلة استكشاف للجمال كان المهندس المعماري البريطاني الشهير «بول بيشوب»، الذي عمل في مشاريع تجارية فاخرة أخرى في دبي، بما في ذلك عدة مكاتب لوكالة إعلانات شهيرة، قد تولى مهمة إنشاء عدة مواقعٍ حديثة ورائدة بالفندق، باستخدام الخطوط النظيفة والكروم والزجاج. ويعد فندق «فيرمونت دبي» مبنىً استثنائياً حقاً، إذ يحظى كل جزءٍ منه بلمسةٍ فنيةٍ متميزة وجو ساحر، ويعد التجول فيه بمثابة رحلة استكشاف لأدق التفاصيل التي تأسر البصر وتساعد في تكوين صورة أكبر عنه بوصفه تحفة المدينة المعمارية التي تتألق برقي على شارع الشيخ زايد.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©