استئناف تجارب محاكاة «الانفجار العظيم»

بعد تأخر دام عاماً استأنف العلماء في أكبر معجل للجسيمات في العالم تجربة لمحاكاة الظروف التي أحاطت بما يعرف بالانفجار العظيم الذي نشأ عنه الكون. وقال جيمس جيلز المتحدث باسم المنظمة الأوروبية للأبحاث النووية المعروفة باسم “سيرن” إن “العلماء انتهوا بالفعل من تجهيز المعدات الخاصة بإطلاق أشعة من الجسيمات ذات السرعات المقاربة لسرعة الضوء في اتجاهين متقابلين داخل وحدة مصادم الهدرونات الكبير المقامة تحت الأرض، وهي الخطوة التي تلي المرحلة التي كانت قد توقفت عندها التجربة الأولى في سبتمبر عام 2008”. وكانت هذه التجربة المهمة، التي تتضمن أحداث تصادم لجسيمات تحت ذرية متسارعة في محاولة للتعرف على المزيد بخصوص نشأة الكون، قد أخفقت بعد 9 أيام فقط من بدايتها بسبب خطأ فني وهو الذي استغرق بدوره وقتا أطول من المتوقع لتلافيه. وقال ستيف مايرز مدير وحدات المعجل بالمنظمة الأوروبية للأبحاث النووية “أصبحنا الآن أكثر قدرة على فهم مصادم الهدرونات الكبير عما كانت عليه الحال قبل عام”. وأنشأت المنظمة الأوروبية للأبحاث النووية قبل 55 عاما ويعمل بها 10 آلاف من الباحثين والعلماء والفنيين في مشروعات بحثية في مختلف وحداتها في العالم. وكانت المنظمة قد نفت نفيا قاطعا تلميحات أشارت إلى أن التجربة الرائدة ستتسبب في فناء كوكب الأرض من خلال أحداث ملايين من الثقوب السوداء ذات القدرة على امتصاص أي مادة. وقال جيلز “لا أساس البتة لهذه الروايات”. وقال رولف هوير المدير العام للمنظمة الأوروبية للأبحاث النووية إن محاولة استئناف هذه التجربة بالمعجل، الذي تكلف إنشاؤه 9.82 مليار دولار ويقع تحت الأرض على الحدود الفرنسية السويسرية المشتركة، تمثل “جهودا جبارة”. وأضاف هوير “أمامنا بعض الوقت قبل أن تبدأ العمليات الفيزيائية لكننا قطعنا شوطا لا بأس به على الطريق في هذه التجربة التي تمثل علامة بارزة”. وقال جيلز “ستبلغ هذه التجربة قمتها عند ما تتصادم أشعة الجسيمات عند مستويات من الطاقة أعلى من أي نوع تم تجربته حتى الآن”. وأضاف أن التجربة ستكون على اشدها على الأرجح في يناير القادم”. وقالت المنظمة إن الخطوة المهمة التالية ضمن هذه التجربة ستتضمن أحداث تصادمات عند مستويات أقل من الطاقة وهي التجربة المتوقع أن تجرى بعد أسبوع من الآن.