الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تحديات الورقي والإلكتروني

تحديات الورقي والإلكتروني
17 ابريل 2013 20:44
شهد المؤتمر الثاني لاتحاد الناشرين العرب، الذي أقيم على يومين بمكتبة الإسكندرية مؤخراً بعنوان «تمكين المعرفة وتحديات النشر العربي» جلسات نقاشية وورش عمل، ناقشت مجموعة كبيرة من الموضوعات المتعلقة بصناعة النشر وما تشهده في ظل المتغيرات العالمية والعربية ومع اتساع دوائر النشر الرقمي؛ ومنها موضوع الإعلام وتمكين المعرفة، وحقوق الملكية الفكرية ومكافحة القرصنة والتزوير، ودور المكتبات العامة في تنمية الكتاب العربي، ومستقبل النشر الرقمي والبيع عبر الإنترنت وغيرها. وقد بدأ المؤتمر بجلسة حول دور الإعلام وتمكين المعرفة، حيث أكد المهندس فتحي شهاب رئيس لجنة الثقافة والإعلام بمجلس الشورى المصري أهمية الكتاب وأنه الوسيلة المثلى للمعرفه لتقديمه لصور الواقع الذي نعيشه من خلال مؤلفه. وقال: إن النشر ليس مجرد عمل لكنه مهمة تستوجب المشاركة بين كل العاملين في هذه الصناعة، وان الإعلام العربي مطالب بدور أكبر للتمكين والارتقاء بالثقافة العربية اللازمة لتشكيل الرأي العام العربي في مختلف قضاياه السياسة والاجتماعية والاقتصادية على المستويين المحلي والدولي. تحدث عز الدين ميهوبي وزير الإعلام الجزائري السابق ومدير المكتبة الوطنية عن الإعلام والقنوات الفضائية والطفرة الهائلة التي حظي بها هذا المجال، مشيرا إلى أنه يوجد الآن بالعالم حوالي خمس وثلاثون ألف قناة تلفزيونية تنشر المعرفة في شتى المجالات. وأكد ميهوبي أن الكتاب في العالم العربي لا يحظى بالاهتمام الإعلامي المناسب كالرياضة والفن على سبيل المثال، وأن الإنترنت ودوره في نشر الثقافة مع تأكيد على عدم الثقة في كل ما ينشر عبر المواقع المختلفة. وتطرق إلى حريه الإعلام والمحاذير والرقابة التي تمارسها بعض الدول. وقال إنه ينبغي أن تكون الرقابة ذاتيه من وسائل الإعلام على اختلافها، وأن تكون المهنية في العمل الإعلامي هي سقف الحرية. وعرف أيمن الصياد رئيس تحرير مجلة «وجهات نظر» الإعلام وحدد وظيفته الأساسية في الإخبار عما يحدث وليس توجيه الشعوب أو تكوين رأي عام، وقال إن أولى خطوات تمكين المعرفة هي الإتاحة وليس المنع وضرورة بناء المصداقية لوسائل الإعلام والتي تتكون لدى المتلقي بتكرار الصدق. وأشار الصياد إلى زيادة المشاركة السياسية للمواطن العربي عقب ثورات الربيع العربي وتحول بعض وسائل الإعلام إلى القيام بما ينبغي أن تقوم به الأحزاب السياسية. وأرجع ذلك إلى ضعف الأحزاب وعدم قدرتها على لعب الدور المنوط بها. دور المكتبات وجاءت الجلسة الثانية لتناقش دور المكتبات العامة ودورها في تنمية الكتاب العربي، حيث تحدث د. شريف شاهين؛ رئيس لجنة الكتاب بالمجلس الأعلى للثقافة في مصر عن أهمية المكتبات العامة، مبينًا أن المكتبة العامة هي بيت الشعب؛ لأنها البيت الثاني للمواطن، وأنها يجب أن تخدم الاحتياجات الثقافية والتعليمية للمواطنين. وأضاف أن للمكتبات العامة دور كبير في تعزيز ثقافة القراءة، وأنه لولا وجود المكتبات لواجه الناشرين سوق محدود جداً للكتب الصادرة لهم، وذكر عدداً من المشروعات التي تقيمها مكتبات موجودة في دول عربية مختلفة مثل: برنامج نادي الطفل الذي يوفر كتب تتناسب مع الأطفال ويزيد من ثقة الطفل بنفسه، والمشروع الوطني لتجديد الصلة بالكتاب الذي يعيد للأذهان دعم القراءة والتأكيد على أهميتها، وتأسيس المشروع الوطني الثقافي للكتاب الذي تدعمه مكتبة الملك بن عبد العزيز العامة. وأشار إلى أن المكتبات العامة في الوطن العربي تحاول أن تواكب التحديثات على الساحة الإلكترونية لتتواصل مع مجتمع أكبر من القراء، حيث بدأوا في إنشاء صفحات على مواقع التواصل الاجتماعية مثل (الفيسبوك) واستغلوا موقع (يوتيوب) كمساحة لنقل المعلومات السمعية والبصرية، وأنشأوا حلقات تواصل اجتماعي على (جوجل+) و صفحات على موقع (ويكيبيديا). وقال إن المكتبات العامة لن تكون أداة حقيقية للتغير والتنمية الشاملة إلا بوضع أساسيات لتطوير خدماتها، وأكد أهميتها في جمع التراث المحلي الشفاهي والمسجل، وشدد على أهمية التوزيع الجغرافي العادل للمكتبات العامة، وإتاحة الفرصة لجميع أفراد الشعب بمختلف طبقاتهم للحصول على الكتب. وانتقل بحديثه إلى المكتبات في الغرب وكيف يتم دعم وتنمية للقراءة هناك، حيث توضع توصيات لبعض الكتب، وإعلانات عن كتب مازالت تحت الطبع ولم تصدر بعد، وإنشاء أندية وجامعات الكتب التي تشجع المناقشات حول الكتب وأفكارها، وتنشأ معارض من جانب أصدقاء المكتبة من نفس المنطقة أو الحي والتي هي أفكار ليست مطبقة في العالم العربي بعد؛ وأعطى مكتبة شيكاغو العامة كمثال على ذلك. وأكد د. محمد العبادي مدير المكتبة الوطنية الأردنية على حق المؤلف في وجود بيئة تشريعية أمنة. وقال «إن الأردن خرجت من القائمة السوداء والملاحظة في مجال المكتبات في العالم، حيث تقلصت نسبة القرصنة فيها من 88% إلى 57% من سنة 2002 إلى سنة 2012، بينما دخلت كندا في القائمة السوداء». وأوضح أن هناك خطة موضوعة لكي تصل النسبة إلى 50% بعد ثماني سنوات. وتحدث عن إطلاق حملة الألف مكتبة في الريف الأردني، مشيراً إلى أن المشروعات الثقافية في الأردن مازالت في بدايتها وأن الأمل في المستقبل كبير. وشدد على أهمية توفير الدعم المادي للكتاب للوصول للقارئ بأسعار رمزية، وعلى ضرورة معرفة احتياجات القراء، وعمل دراسات معمقة حول أسباب تراجع القراة ومعالجتها، وعقد مسابقات ثقافية في النوادي للترويج للقراءة. وأكد أنه تبعاً للترقيم الدولي تضاعف النتاج الثقافي في الأردن من 2500 كتاب إلى 5000 حيث، إن الرقابة على الكتب ألغيت في الأردن مما شجع المؤلفين إلى كتابة المزيد من الكتب. و أن هناك أكثر من 95 دولة تأخذ نفس النهج. وكشف د. محمد علوان عميد المكتبات بالجامعة الإسلامية في فلسطين عن المكتبات العامة في غزة، عن أن مكتبة الجامعة الإسلامية في غزة هي أكبر مكتبة في القطاع الذي يشجع القراءة ويبث الثقافة في المجتمع، وذلك في ظل ما يشبه الحرب على وجود كتب في القطاع. وأوضح أن من إسهامات المكتبة أنها جعلت الكتب في متناول جميع أبناء الجامعات، والمدارس والدوائر، والوزرات، وأنها عملت على تزويد الكتب العربية والأجنبية، وعملت أيضاً على تنظيم المعلومات وفق المقتنيات الحديثة وتكنولوجيا المعلومات لتحقيق الفائدة المرجوة منها لأي باحث، بالإضافة إلى استقبال الرحلات المدرسية والجامعية وتمديد فترة فتح المكتبة. النشر الرقمي وفي الجلسة النقاشية «مستقبل النشر الرقمي والبيع عبر الإنترنت»، تحدث ريتشارد شاركين؛ مدير بلومزبري ونائب رئيس اتحاد الناشرين الدولي عن الثورة العالمية للكتب الإلكترونية: الماضي، الحاضر، والمستقبل، كاشفا عن أن نسبة بيع الكتب الإلكترونية ازدادت بشكل كبير في الولايات المتحدة الأمريكية من عام 2010 إلى عام 2012. الأمر الذي جعل عقل الناشر الأميركي في قلق وحيرة وخوف من المستقبل وتكنولوجيا الكتب الرقمية. وأكد أن هناك شركات كبيرة أصبحت تضم الكتب الإلكترونية وحتى أجهزة القراءة المتاحة عليها معظم الكتب الإلكترونية حالياً مثل: شركات أمازون، جوجل، إي - باي، وميكروسوفت. وأوضح أن أقل نسبة بيع للكتب الإلكترونية هي في: فرنسا، ألمانيا، إسبانيا، واليابان، أما أعلى نسبة توجد في: الهند، الولايات المتحدة، وأستراليا. وقال «إن هناك أسباباً عدة وراء بيع الكتب الإلكترونية منها: رخص ثمنها، سهولة حملها، وإتاحتها في أي مكان دون أن تأخذ أي مساحة، ما يجعل هناك المزيد من القراء يتجهون لشراء الكتاب الإلكتروني». وتحدث الدكتور صلاح شبارو مدير موقع النيل والفرات بلبنان والذي عمل لمدة 14 عام في مجال الكتب الإلكترونية، ويوجد على موقعه أكثر من نصف مليون كتاب، عن تجربة بيع الكتب العربية الإلكترونية على الإنترنت وكيفية إنشاء حلول متكاملة وعرضها على دور النشر، وإمكانية تحويل أي كتاب لأي دار نشر لكتاب إلكتروني. وقارن بين خصائص الكتب الإلكترونية ومدى اختلافها عن الورقية، ولماذا يفضلها القراء الآن؛ وأرجع ذلك لرخص الثمن، وسهولة الوصول إليه بدون بذل أي مجهود، والبدء في القضاء على القرصنة حيث إنها توفر حماية فعلية للناشر العربي، وتوفير سوق واعد وحلول أكبر من الكتب المطبوعة، وسهولة إتمام طلب تحميلها، وأنه يمكن للقارئ أن يشتري كتابين أو ثلاثة بدلاً من واحد. وأكد أن السبب الرئيسي وراء انتشارها هو انتشار الأجهزة بمختلف أنواعها وتطويرها. وفي نهاية حديثه، تطرق لمشكلة القرصنة في الشرق الأوسط، وقال إن الحل هو أن تمنع المواقع المقرصنة من الظهور على مواقع البحث، أو أن ُتعلم مواقع البحث زوارها بالمواقع المقرصنة. وأكد على أهمية تفعيل الحل؛ لأنه إذا لم يتم ذلك سيعرض كل معارض النشر للخطر. من جانبه، أوضح محمد البغدادي أهمية النشر الإلكتروني وكيفية تنفيذه من خلال المؤسسات التعليمية والأكاديمية. وشدد على تحقيق حماية الملكية الفكرية حيث سيؤدي ذلك إلى استفادة المستخدم، والناشر أيضاً، وأن هذا سيؤدي أيضاً إلى ضمان توفير مردود للناشر. وأكد أن هدفه الأساسي هو التوزيع الدولي للخروج من نطاق الشرق الأوسط. وشدد على أهمية أن يكون هناك محتوى موثوق من الناشر والمؤلف، وأن الوصول يجب أن يكون في أمان. وأشار إلى أن قراءة النص الكامل ليست مهمة ولكن المهم هو الوصول لمعلومات دقيقة جداً، وإمكانية البحث الصحيح. وقال إن هناك خدمة على موقعة لعمل اشتراكات للمستخدمين لقراءة الكتب على الإنترنت. وتحدث عن القرصنة والكتب الإلكترونية مؤكداً أن الكتب الإلكترونية تضع حداً للقرصنة، حيث تسمح للناشر بمعرفة أي شخص حمل أي كتاب أو قرأه، أو حتى حمل أي كلمة؛ لأن كل حركة على المواقع أصبحت مراقبة. الحرية أولا أما جلسة «حرية النشر دعامة لتقدم صناعة النشر والإبداع»، فأكد فيها واي إس تشي؛ رئيس اتحاد الناشرين الدولي، إن حرية التعبير من الحقوق البديهية التي يجب أن يتمتع بها الإنسان، وهي ترتبط بحرية النشر، التي يتم من خلالها توصيل أفكار الإنسان. وشدد على أهمية إتاحة نشر الأفكار وألا يتم حجبها أو تحجيمها، وأن الإنسان يجب أن يتمتع بحرية نشر الأفكار في الوقت والكيفية وللأسباب التي يراها. وأوضح أن اتحاد الناشرين الدولي يقع على عاتقه مسئولية حماية حرية التعبير وحرية النشر والناشرين، من خلال مراقبة عمليات النشر ومساندة هؤلاء الذين يناضلون من أجل حقهم في حرية النشر. وأكد واي إس تشي أن الأنظمة السلطوية تحاول الحد من نشر الأفكار ووضع سقف للإبداع، وأن الحرية تعد أساسية من أجل تنشيط الاقتصاد، حيث إن الابتكار يدعم الاقتصاد. وقال إنه اليوم، لا تزال الكتب ُتمنع من النشر، ويتم تدمير المكتبات وتهديد المؤلفين والصحفيين، ولا بديل إتاحة حرية التعبير وحرية استخدام المعلومات التي لا يتم إتاحتها إلا من خلال الناشرين. وقال إن اتحاد الناشرين الدولي راقب بكل تفاؤل الأوضاع في الدول العربية عقب ثورات الربيع العربي، إلا أنه لم يتم لمس أي تغيير في السياسات والأنظمة المتبعة لتحقيق أقصى قدر من الحرية في التعبير والنشر. وأعرب عن أمله في أن تنشئ الدول العربية لجان لحماية حرية النشر من أجل القضاء على القيود المفروضة على النشر. وتحدث بيتر جيفلر رئيس لجنة الملكية الفكرية باتحاد الناشرين الدولي عن تجربته في التصدي للقيود المفروضة على حرية النشر في الولايات المتحدة الأمريكية، مؤكداً أن الحكومات كلها ستظل تحاول أن تتحكم في المعلومات، وبذلك محاربة الناشرين الذي يحاولون توصيل هذه المعلومات، مشدداً على أن الناشرين يقع عليهم مسئولية نشر المعلومات لتوصيلها للناس. وفي كلمته، قال د. بن سالم حميش، إن الناشر هو حامل الثقافة، وإن الحرية أساسية كدعامة لنشر الثقافة، لكن من دون مسئولية تتحول لفوضى وتسيب. وشدد على وجود رابط مهم بين الحرية والمسئولية، وأنه في عالم النشر يوجد ضعف في المهنية، حيث يعتبره البعض وكأنه تجارة. وأكد أهمية التصدي للممارسات الخاطئة التي يمارسها بعض الناشرين. ورأى أهمية أن تكون حرية النشر المسئولة مشخصة في لجان «القراءة والتقييم» المكونة من ذوي الاختصاص والمتحلين بالاستقامة والموضوعية الخلقية. وشدد على وجوب تمكين دور النشر للكتاب بالتعريف بأعمالهم والترويج لها إعلامياً، واستخدام التكنولوجيا الحديثة أيضاً في هذا الإطار، واحترام حقوق المؤلف وحماية الملكية الفكرية واحترام الحقوق، الأمر الذي يؤدي بدوره إلى تحفيز الكتاب على الاستمرار.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©