السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سبع رصاصات فى جسد رجل نبيل في احتفال تأبيني للكاتب العراقي كامل شياع

10 سبتمبر 2008 23:56
قدم عدد من الفنانين العراقيين على خشبة المسرح الوطني في وسط بغداد مسرحية حملت عنوان ''سبع رصاصات في جسد رجل نبيل'' تحكي اللحظات الأخيرة التي سبقت اغتيال المفكر والكاتب كامل شياع· وكان مسلحون أطلقوا النار من مسدسات كاتمة للصوت على شياع مستشار وزارة الثقافة العراقية في 23 أغسطس الماضي على طريق محمد القاسم وسط العاصمة وتوفي قبل وصوله إلى المستشفى· وقدمت المسرحية التي ألفها الكاتب على حسين وأخرجها الفنان كاظم النصار ضمن حفل تأبيني أقامته مؤسسة ''المدى'' للثقافة والفنون والآداب بحضور عدد كبير من المثقفين· وقال حسين ''حولت حزني على رحيل الكاتب الوطني والمفكر الشهير كامل شياع إلى عمل مسرحي يحكي اللحظات الأخيرة قبل مقتله وما الذي كان يفكر فيه لحظة مواجهته القتلة · وأضاف كتبت هذا العمل بعد وفاة الراحل بساعات كلمة وفاء وعرفان لرجل نذر نفسه لخدمة الثقافة العراقية التقدمية التي ترتفع فوق الطائفية والمحاصصة والعنف (··) كان الراحل مشروعا ثقافيا تنويريا''· وشارك في تأدية أدوار العمل كل من الفنانين محمد هاشم الذي جسد شخصية الراحل إلى جانب الفنانين ستار البصري ومازن محمد مصطفى وإسراء البصام ووسام فاخر· وأثناء حفل التأبين، ألقى جلال الماشطة مستشار رئيس الجمهورية جلال طالباني كلمة نيابة عن الرئيس كما ألقى الشاعر عبدالزهرة زكي كلمة نيابة عن مؤسسة المدى· وقال طالباني في كلمته إن الراحل كان واحدا من حملة مشاعل الفكر الإنساني المنفتح على ثقافات العالم المتنوعة والملتصق بالتاريخ الحضاري لشعبنا · وأضاف أنه ''واحد من الرعيل المجيد من المثقفين العراقيين، الذين تساموا على التباينات، والمشاحنات الدينية والمذهبية والإثنية، وعملوا على إرساء صرح ثقافية تتلاقح في ظلها التيارات الفكرية والإبداعية المختلفة من دون أن تقمع أو تلغي الخصائص القومية أو المحلية''· وأكد أنه ''بعد فشل قوى الظلام في تمرير مشاريعها، لجأت إلى أساليب الغدر اللئيمة وبينها اغتيال المثقفين والأكاديميين في محاولة لإخماد مشاعل النور والمعرفة التي تخيف قوى الظلام والجهل''· وشياع كاتب وباحث وناقد أدبي معروف حصل على شهادة الماجستير في الفلسفة· غادر شياع العراق إلى بلجيكا وعاد العام 2003 بعد سقوط نظام صدام حسين حيث تم تعيينه مستشارا في وزارة الثقافة· وعمل مع أربعة وزراء تسلموا هذا المنصب هم على التوالي مفيد الجزائري ونوري الراوي واسعد الهاشمي وأخيرا ماهر الحديثي· من جهته، اعتبر مخرج المسرحية أن ''هذا العمل لحظة تذكر للرجل وتحية محبة له من فناني العراق لمواقفه النبيلة الوطنية في بناء ثقافة قائمة على الأسس الوطنية''· وأضاف النصار أن ''المسرحية تصور اللحظات والساعات الأخيرة قبل اغتياله عند خروجه من شارع المتنبي الشهير وهو يتأبط أحد دواوين الشاعر عبدالوهاب البياتي في طريق العودة إلى منزله· لقد أمضى وقتا في ذلك الشارع الشهير بمكتباته''· ويعد شياع من أبرز المطالبين ببناء حركة ثقافية جديدة في العراق وفق رؤي علمانية منفتحة· والراحل من مواليد الناصرية (375 كلم جنوب بغداد) العام 1951 وعمل في ميدان الترجمة وكتابة البحوث الأدبية والثقافية· وشياع عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي ويعد من أبرز كتاب ومحرري مجلة ''الثقافة الجديدة'' التي تصدر عن الحزب· وقد عمل فيها منذ سبعينيات القرن الماضي قبل أن يغادر البلاد لأسباب سياسية·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©