الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

القلق بين الإيجاب والسلب

18 ابريل 2015 22:25
في أغلب مواقف الحياة، نشعر بالقلق تجاه الأشياء التي نمارسها ونعايشها في حياتنا بشكل يومي، أو من خلال مواقف وفترات زمنية معينة. ومن تلك الفترات التي يشتد فيها شعورنا بالقلق، فترة أداء أبنائنا الطلبة لامتحاناتهم. فما إن تبدأ الامتحانات، حتى تبدأ معها أجواء القلق والتوتر في البيوت، بحيث يعيش الأهل وأبناؤهم الطلبة حالة من الطوارئ. هذه الحال المتعبة، لها آثار سلبية على الأهل والطلبة، فهي بالنسبة للطلبة، تشعرهم بالضغوط الزائدة، وبالتالي تؤدي هذا إلى ضعف تحصيلهم العلمي والمعرفي. كما أن مناهجنا الدراسية، ما زالت تعتمد على الكم، لا الكيف في طرق التدريس. هذه الطرق، وذلك الكم الهائل من المعلومات، من الأسباب التي تجعل الطالب ينفر من الدراسة، مما يُثير المزيد من القلق بين الأهل والطلبة. هناك موقف شاهدته في بداية العام الدراسي، لطالب لا يتجاوز عمره العاشرة كان عائداً من مدرسته، يجر حقيبة كتبه. وما إن نزل الطالب من الحافلة وهو يجر الحقيبة، ولم يكن يحملها حتى راح، يركل برجليه وبقوة الحقيبة، بدلاً من أن يسحبها. أحسست بالشفقة على ذلك الطالب الصغير، لأن الطالب في ذلك التصرف كان عفوياً ومعذوراً، نظراً لما كان يحمله من هم الوزن الثقيل من معلومات الكتب، التي أشعرته بالإحباط، بل أثقلت كاهله، وليس مجرد ما تحمله تلك الكتب بين طياتها من الكم الهائل من المعلومات التي أشعرته بالنفور، من الكتب والدراسة. في مختلف مراحل حياتنا المهنية والعملية، القلق كشعور فطري، بحد ذاته مقبول إذا كان في حدوده الطبيعية، فهو في هذه الحال، يكون محفزاً إيجابياً لكل إنسان، خصوصاً أبناءنا الطلبة، الذين هم بأمس الحاجة إلى التحفيز والمساندة في كل مراحل دراستهم. شعور الطلبة بالقلق الإيجابي يُعطيهم الدوافع لبذل المزيد من الجد والاجتهاد والمثابرة من أجل التفوق في تحصيلهم الدراسي. ولهذا، نحن بحاجة كآباء، في فترة الامتحانات إلى أن نوفر المناخ الملائم لأبنائنا، لكي نمنحهم الاطمئنان والراحة النفسية، التي تمنحهم الثقة، بعيداً عن الضغوط والتوتر، لأن الشعور بالتوتر لدى الطلبة غالباً، ما يؤدي إلى نتائج سلبية. همسة قصيرة: مدرسة الحياة علمتنا كيفية التعامل مع القلق.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©