الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عيد الفطر .. أيام الفرح

عيد الفطر .. أيام الفرح
24 يونيو 2017 11:24
نسرين درزي (أبوظبي) تزينت مراكز التسوق والمحال التجارية ببهجة عيد الفطر، معلنة احتفالية عامة للمشتريات والهدايا وأجمل لحظات التبضع برفقة الأهل والأصدقاء، حيث لا يمر مشهد على الطرقات وفي الأماكن العامة المفتوحة والمغلقة، إلا وتتراءى منه مظاهر الفرح، استعداداً لاستقبال أول أيام العيد.. زحمة سيارات ومواقف مكتظة وطابور صائمين على «كاونترات» الدفع يتهيؤون للاحتفال بالمناسبة. عيد الفطر على الباب، والجميع يتحضرون له، كل على طريقته، وبالنزول إلى الأسواق والتواجد بين المتسوقين المتحمسين لملء عرباتهم بكل جديد يتسلل الشعور بفرحة عارمة هي نفسها التي تسكن هذه الأيام البيوت والقلوب. فبعد شهر من الصيام تأتي المكافأة بالتجهيز للاحتفاليات الأسرية والتخطيط لشراء الحلويات وأدوات المائدة والمفارش البراقة، عدا عن الملابس والأحذية الجديدة للأطفال والتفنن بأكسسوارات الزينة والحقائب ومستلزمات الأناقة. عيد الفطر سيد الاحتفالات وأكثر أيام السنة ترقباً من الصغار والكبار المحتفين بوقائع وذكريات لا تنسى. وعلى اختلاف مشتريات العيد ما بين الأزياء ومفردات الضيافة، تشكل الاستعدادات حراكاً مجتمعياً محبباً لا يشبه بقية أيام السنة، حيث يعبر كل فرد عن كيفية انصهاره بين المجموعة في هذه المناسبة الغالية. حسومات على الأسعار تحدثت مريم البلوشي التي كانت تتبضع ثياب العيد لأطفالها، عن أجمل اللحظات التي تقضيها في التجهيز لعيد الفطر.. بقولها إن الأيام الأخيرة من شهر رمضان تعني لها تكثيف العبادات وفي الوقت نفسه، التفكير بكيفية إسعاد أفراد أسرتها ومفاجأتهم بكل جديد يغير من مزاجهم، واعتبرت أن أجواء السوق قبيل بضعة أيام من حلول العيد تكون مليئة بالناس من مختلف الجنسيات، مما يشجع أكثر على عيش هذه اللحظات بكل معانيها.. وهي سعيدة لأنها استفادت من الحسومات على الأسعار والتي بدأت في مختلف المتاجر لتحفيز المتسوقين على اختلاف إمكانياتهم. وقالت علياء العامري، إنها تضع جدولاً لتحركاتها قبيل العيد، بحيث لا يمر الوقت من دون الاستفادة من كل دقيقة. وذكرت أنها تفادياً للوقوع في زحمة السير بعد أذان العشاء، فإنها تنزل إلى السوق خلال فترة العصر، حيث الطرقات خالية والمحال غير مكتظة بالزبائن. ومع ذلك، فإن خطتها لم تنجح بالأمس عندما توجهت لشراء البخور لأن ممرات التسوق كانت قد امتلأت باكراً بالعائلات التي تتحضر في الساعات الأخيرة لشراء ما ينقصها من احتياجات العيد. ووصفت فرحتها بأنها لا تضاهى لإحساسها بالرضا الذي يلف الصائمين، ويجمعهم على هدف واحد بغض النظر عن تمايزهم وتعدد بلدانهم. شهر من التحضيرات وأشار محمد النويس إلى أنه يستقبل عيد الفطر بالكثير من الخشوع لكونه من أكثر المناسبات الدينية والاجتماعية التي تعيده إلى سنوات الطفولة وتذكره بأبويه. وهو بالتالي يحرص على ألا تمر هذه الأيام من دون أن يترك في أبنائه أثراً منها، حيث يصطحبهم معه لاختيار الملابس الجديدة والمستلزمات التي يحتاجونها. وهذا ما لا يفعله بالعادة لانشغالاته اليومية ولتخصيص مساحة مختلفة يميز بها بهجة العيد عن سواه من الأيام. وروت ليلى عبدالرحمن قصتها مع التجهيز للمفاجآت السارة والتي أكثر ما تؤكد عليها خلال عيد الفطر. وذكرت أنها في كل سنة تفكر بمبادرة جديدة تبهر بها أطفال الأسرة لمكافأتهم على صيامهم شهر رمضان بالكامل. وهذه المرة استغرق التحضير لمشروعها شهر كامل لأنها استعانت لإتمامه مع ذوي الأطفال. وبعدما جمعت العيدية مسبقاً، وهي أموال نقدية من أكبر عدد من أفراد الأسرة المشجعين والداعمين لفكرتها قسمتها بين الأطفال على شكل أظرف لحسابات مصرفية بتوقيع من الأهل، وبذلك فكرت في تعويد أطفال العائلة على المسؤولية المالية منذ الصغر. وأكدت أن الأمر على صعوبته إلا أنه أسعدها كثيراً وهي تترقب حلول أول أيام العيد لترفع الستار عن مفاجأتها الكبرى، وتقدم بطاقة توفير مصرفية لكل من أطفال العائلة وعددهم 15 طفلاً. ميزانية خاصة وتحدث منصور العوضي عن ميزانية خاصة يجهزها لعيد الفطر لا تقل عن أيام رمضان لأنه يتوقع زيارات مضاعفة من الأقارب ومشاريع خروج كثيرة مع زوجته وأبنائه. وقال إن العيد لا يعني فقط الملابس الجديدة التي يشتريها للكبار والصغار من أفراد أسرته، وإنما فرصة لإكرام الضيوف وتجديد أثاث البيت بما يلزم من قطع تعم بهجتها المكان. وشرح عن ظروفه خلال الأيام الأخيرة من رمضان، حيث تتكاثر عليه الطلبات من عائلته، ما يجعله مضطراً لإسعاد الجميع ضمن إمكانياته المادية. واعتبر أن فرحة العيد لا تكتمل إلا بالعطاء وتقديم الهدايا المتفاوتة للأفراد والعائلات بحسب الحاجة، ولاسيما أن هنالك الكثير من الفئات المتعففة التي لا تطلب ويسعدها أي شيء جديد. الأمر نفسه بالنسبة لعبدالله اليماحي الذي يشعر أنه يدخل في مرحلة تجديد كاملة قبيل حلول عيد الفطر بأيام. وذكر أن طبيعة المناسبة تفرض على الجميع الحاجة للتغيير وتجهيز البيت لاستقبال الضيوف وتكريمهم بأسلوب غير معتاد. وهو يحرص على شراء أنواع البخور والعطور بنفسه، حيث يجهزها بالتنسيق مع زوجته ويعرضها في المجلس على صوان فخمة تليق بأجواء العيد. وقال عبدالله، إنه بدءاً من 20 رمضان يكثف زياراته إلى المراكز التجارية مع أفراد عائلته لاختيار لوازم العيد، في حين أنه يخصص اليومين الأخيرين لشراء الحلويات والشوكولاتة. وهذا ما يضعه دائماً في دائرة الاحتفال بالعيد بأجمل صوره التي تتزين بابتسامة الرضا من جميع من حوله. وسط المجموعة وتحدثت الاستشارية النفسية الدكتورة دولي حبال عن أهداف التسوق التي تختلف من شخص لآخر، وتجتمع على حقيقة واحدة. وهي الشعور بالسعادة والاستمتاع بأشياء جديدة تكسر الروتين وترفع المعنويات. وأوضحت أهمية الانعكاسات الإيجابية على النفس مع شراء الملابس الجديدة للعيد للكبار كما للصغار. فعدا عن السنة النبوية التي تدعو إلى ذلك، فإن مجرد النزول إلى السوق قبيل العيد والتجول بين رفوف العرض كما يفعل الجميع يعني أن الشخص بخير. ونصحت الدكتورة دولي حبال بعدم تفويت هذه اللحظات الجميلة، حتى وإن ذهب الشخص للتسوق بمفرده. فهو وسط المجموعة يشعر بأن حضناً كبيراً يلفه وبأنه محاط بالدعم وبانتماء فعلي لمعاني العيد.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©