السبت 4 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الجمادات مخلوقات تعبد الله.. وتغضب لمعصية البشر

27 يونيو 2017 11:29

محمد أحمد (القاهرة) تقوم «الجمادات» مثل البحر والبر والجبال والرعد والرياح والسموات والأرض والشمس والقمر والنجوم، بعباداتها لله تعالى كالتسبيح والسجود والدعاء والصلاة والخوف وشهادتها بالتوحيد، وتتميز بأن لها العديد من الإدراكات كالحب لأهل الطاعة والبغض لأهل المعصية والبكاء، والحنين والشكوى والشوق والراحة والتغيظ، قال تعالى: (تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَ?كِن لَّا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا)، «سورة الإسراء: الآية 44». وكان رد فعل السموات والأرض عظيما لما أدركت زعم الإنسان أن لله ولداً وشريكاً، (وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَ?نُ وَلَدًا * لَّقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا * تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا * أَن دَعَوْا لِلرَّحْمَ?نِ وَلَدًا)، «سورة مريم: الآيات: 88 - 91». أحد هذه الكائنات البحر وهو يستجيب لأمر الله، جاء في الصحيحين أن النبي قال: قال رجل لم يعمل خيراً قط إذا مات فحرقوه واذروا نصفه في البحر ونصفه في البر، فوالله لئن قدر الله عليه ليعذبنه عذاباً لا يعذبه أحداً من العالمين، فأمر الله البحر فجمع ما فيه وأمر البر فجمع ما فيه ثم قال: لم فعلت هذا؟ قال: من خشيتك فأنت أعلم، فغفر له»، وهذا يدل على إدراكه أنه يعظم عليه أن يرى الإنسان وهو يعصي الله مع حلمه سبحانه به، فيتألم لذلك ويتمنى هلاك ابن آدم بل يستأذن الله في ذلك.أما الجبال فتأتي بأفعال تدل على عبوديتها لله، كالسجود، والتلبية، والتسبيح، قال تعالى: (إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ)، «سورة ص: الآية 18»، وضرب الله بالجبل مثلاً على خشيته مع صلابته وافتراض نزول القرآن عليه فإنه يخشع لله عز وجل، قال تعالى: (لَوْ أَنزَلْنَا هَ?ذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ...)، «سورة الحشر: الآية 21»، وأخبر النبي أن جبل أحد يحبه وأصحابه، كما يبادلونه هذا الحب، فقال: «هذا جبل يحبنا ونحبه». والرعد من آيات الله الكونية، يسبح ويخاف من خالقه ليظهر عبوديته، قال سبحانه: (وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَن يَشَاءُ وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ)، «سورة الرعد: الآية 13»، وكان النبي إذا سمع الرعد قال: «سبحان الذي يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته»، ثم يقول: «إن هذا لوعيد لأهل الأرض شديد». والرياح التي نشعر بها ولا نراها، لها إدراك وتخضع لله، وتشفق من يوم الجمعة حيث تقوم الساعة فيه، وقد سخرها خالقها لنبيه سليمان حيث كانت تجرى بأمره قال تعالى: (فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ)، «سورة ص: الآية 36». ونهى النبي عن لعنها بقوله: «لا تلعن الريح فإنها مأمورة». والسحاب أيضاً له إدراك خاص، فيأمره الله بإنزال المطر في مكان ويمسكه عن آخر وهو مسخر ومطيع لأوامر خالقه.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©