الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إتقان العمل.. بركة في الرزق

إتقان العمل.. بركة في الرزق
27 يونيو 2017 11:31
حسام محمد (القاهرة) أمر الله سبحانه وتعالى عباده بإتقان العمل سواء كان من أعمال الدنيا أو الآخرة، فقال: (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُون وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ)، «سورة التوبة: الآية 105»، وقد وصف الله نفسه بالإتقان فقال: (... صُنْعَ اللهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ...)، «سورة النمل: الآية 88»، وأكد العلماء أن إتقان العمل أحد مفاتيح الرزق. يقول الدكتور حسن الشافعي، أستاذ الشريعة بجامعة القاهرة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر: إتقان العمل وتجويده واحد من أسباب البركة في الرزق، وقد حثت الشريعة الإسلامية على طلب العمل وتجويده، حيث يقول تعالى: (هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ)، «سورة الملك: الآية 15»، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُؤْمِنَ الْمُحْتَرِفَ»، وقال: «اليد العليا خير من اليد السفلى»، فإذا أراد الله بعبده خيراً بارك له في ما آتاه من رزق، والبركة هي كثرة الخير ودوامه، ولحصول هذه البركة التي هي من الله أسباب إذا حصلها العبد حلت له في ماله ونفسه ولا يخفى أن إتقان الرجل حرفته، وعنايته بها من أهم ما يعين في عمله، ويرغب الناس بالتعامل معه فيعود عليه بالخير الوفير. ومن أسباب حصول البركة في الرزق الأخذُ بالأسبابِ، فالإنسان إذا أراد أن تحل البركة في ماله ورزقه فليتقن عمله كما هو مطلوب منه على الوجه الأكمل، فإذا كان موظفاً عليه الالتزام بأداء ما يطلب منه وعدم التراخي فيه ولا يؤخر مصالح الناس أو يستغل الأموال العامة في مصالحه الشخصية، أو ينشغل عن العمل بالأمور الشخصية، فكل ذلك من أسباب محق البركة في الرزق، فالأجر وهو الراتب في مقابل العمل، فإذا أدى الموظف عمله استحق أجره، وإن أهمل وأخل نقص من أجره وكان ما يأخذه من أجر سحت وحرام. يضيف د. الشافعي: والمتقن لعمله يكسب حب الله تعالى له، وينال كذلك حب الناس واحترامهم، ويقول الإمام علي رضي الله عنه: «قيمة كل امرئ بما يحسن، وما لا يحسن لا يحمد»، فمن أحبه الله أحبه الناس فتحت له أبواب البركة والرزق ويسر له أسباب الغنى، ولذا على من أراد الإتقان أن يراقب الله في عمله والجد والمثابرة والحرص، وأن يبحث عن العمل الذي يوافق قدراته وإمكاناته ومستوى علمه، وقد أوضحت السنة النبوية أن إتقان العمل عبادة قبل أن يكون وفاءً بحق صاحب العمل، فقال صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إن اللَّهَ يُحِبُّ إِذَا عَمِلَ أَحَدُكُمْ عَمَلاً أَنْ يُتْقِنَهُ»، وقال تعالى: ?»?إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا»?.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©