الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

يوم «الدين».. يجزي الله الناس على أعمالهم

27 يونيو 2017 11:29
محمد أحمد (القاهرة) يوم «الدين»، هو يوم الجزاء والحساب لجميع العباد خالصا لله تعالى لا ينازعه فيه أحد، و«الدين» بمعنى الجزاء ويشمل جميع أنواع القيامة من أولها إلى آخرها. ورد اللفظ في أكثر من سورة في القرآن الكريم وتدل على يوم القيامة، قال تعالى في سورة الانفطار: (إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ * وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ * يَصْلَوْنَهَا يَوْمَ الدِّينِ * وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَائِبِين * وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ * ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ * يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِّنَفْسٍ شَيْئًا وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِّلَّهِ)، «الآيات: 13 - 19». وفي تفسير السعدي، إن الأتقياء القائمين بحقوق الله وحقوق عباده في نعيم، وإن الفجار الذين قصروا في حقوق الله وحقوق عباده في جحيم، يصيبهم لهبها يوم الجزاء، وما هم عن عذاب جهنم بغائبين لا بخروج ولا بموت، وما أدراك ما عظمة يوم الحساب، والأمر يومئذ لله. وروي أنه يجاء برجل يوم القيامة فينظر في أحوال نفسه فلا يرى لنفسه حسنة البتة، فيأتيه النداء، يا فلان ادخل الجنة بعملك، فيقول: إلهي، ماذا عملت؟ فيقول الله تعالى: ألست لما كنت نائما تقلبت من جنب إلى جنب ليلة كذا فقلت في خلال ذلك «الله»، ثم غلبك النوم في الحال فنسيت ذلك؟ أما أنا فلا تأخذني سنة ولا نوم فما نسيت ذلك، وأيضاً يؤتى برجل وتوزن حسناته وسيئاته فتخف حسناته فتأتيه بطاقة فتثقل ميزانه فإذا فيها شهادة أن لا إله إلا الله، فلا يثقل مع ذكر الله غيره. كما ورد اللفظ في قوله تعالى: (كَلَا بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ)، «سورة الانفطار: الآية 9»، يقول الدكتور سيد الطنطاوي في التفسير الوسيط: يخاطب الله تعالى المكذبين بالدين، فيقول، ليس هناك شيء يقتضي غروركم بالله ويجرؤكم على عصيانه لو كنتم تتفكرون وتتدبرون، ولكن تكذيبكم بالبعث والحساب والجزاء هو الذي حملكم على الكفر والفسوق والعصيان. قال الإمام الشعراوي في تفسيره عن قوله تعالى في سورة الفاتحة: (مَلِكِ يَوْمِ لدِّينِ)، «الآية 4»، إذا كانت كل نعم الله تستحق الحمد، فإن (مَلِكِ يَوْمِ لدِّينِ) تستحق الحمد الكبير، لأنه لو لم يوجد يوم للحساب، لنجا الذي ملأ الدنيا شروراً دون أن يجازى على ما فعل، ولكان الذي التزم بالتكليف والعبادة وحرم نفسه من متع دنيوية كثيرة إرضاء لله قد شقي في الحياة الدنيا، ولكن لأن الله تبارك وتعالى هو مالك يوم الدين، أعطى الاتزان للوجود كله، هذه الملكية ليوم الدين هي التي حمت الضعيف والمظلوم وأبقت الحق في كون الله، إن الذي منع الدنيا أن تتحول إلي غابة يفتك فيها القوي بالضعيف والظالم بالمظلوم هو أن هناك آخرة وحسابا، وأن الله سبحانه وتعالى هو الذي سيحاسب خلقه.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©