الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رمضان سوداني : موائد جماعية ومدائح نبوية

رمضان سوداني : موائد جماعية ومدائح نبوية
11 سبتمبر 2008 00:31
تواظب المذيعة السودانية هبة المهندس على السفر سنويا لقضاء جزء من شهر رمضان المبارك بين الأهل في الخرطوم لأن طعم رمضان في الوطن مختلف · تقول: ''على الرغم من الزحف التكنولوجي الذي غزا العالم بأسره، وسرعة إيقاع الحياة، واندثار العديد من العادات والتقاليد والموروثات الشعبية إلا أن تقاليد الشهر المبارك ما زالت راسخة في وجدان الشعب ابتداء من موائد الإفطار الجماعية في المساجد والمجالس، ومرورا بإعداد الحلقات القرآنية الجماعية وأداء صلاة التروايح، وانتهاء بجمع من شباب الحي الذين يؤدون دور المسحراتي من خلال حمل الطبل والدفوف مرددين أناشيد دينية''· ولا تختلف هديل مع شقيقتها هبة حيث تقول إن شهر رمضان في السودان يتمتع بمذاق خاص وتحديدا المدائح النبوية التي تصدح في المساجد والطرقات عقب صلاة التروايح· ويتنافس السودانيون المحسنون على مد يد العون للفقراء والمساكين بعيدا عن سقط متاع الدنيا الزائل، وفق هديل، التي أكدت أن الحياة الاجتماعية تنشط خلال الشهر الفضيل من خلال تبادل الأطعمة بين الجيران، وحلقات السمر التي يلتف حولها رجال الحي· ويعتبر عبد العزيز علي زوج المذيعة هديل أن المسحراتي هو أجمل طقس رمضاني في الخرطوم، حيث ظل صامدا بطبله الكبير وصوته القوي يردد كلمات ''يا نايم وحد الدايم ··· يا صايم قوم اتسحر''· وتتشابه العادات والتقاليد في شمال السودان وجنوبه وغربه من حيث التجهيزات لاستقباله والتي تبدأ منذ شهر رجب وتبدأ الحركة في الأسواق التي تزدحم ببضائع رمضان المعروفة· وتشير هبة إلى عادة جميلة جدا في السودان تتمثل في تناول الإفطار خارج المنزل حيث يجلس الرجال في الطرقات لتناول طعام الإفطار الجماعي· إذ يقوم كل شخص بجلب طعام من منزله، ويتناول الجميع طعام الإفطار الذي يكون متاحا للفقراء والمساكين ومن يدركهم طعام الإفطار أو انقطعت بهم السبل· وتمتد موائد رمضان في السودان، وفق هبة، إلى جلسة ''الونسة'' التي تستمر حتى أذان العشاء· وفي رمضان، يكثف السودانيون من ممارسة طقوسهم الدينية من قراءة الأوراد والابتهالات، كما تكثف أيضا حلقات الدروس الدينية قبل صلاة المغرب، وبعد الإفطار تبدأ جلسات الإنشاد الدينية· وتقام حلقات الذكر بمصاحبة الطبول والدفوف بعد صلاة التراويح· وتقول هديل: ''اعتدنا في رمضان تجديد أواني المطبخ ابتهاجا حيث نعمل على استبدال الأواني والأطباق القديمة بأخرى جديدة كما انه يتم تزيين البيوت، وطلاؤها وتنظيفها''· وعن المائدة الرمضانية، تقول إنها تضم اللحم المجفف، الذي يتم شراؤه قبل شهر تقريبا من رمضان، ويقطع ويملح ويجفف ثم يفرم ويترك جاهزا للاستعمال، إلى جانب تجفيف البصل وتحميره لتحضير الطبق· يؤكل مع العصيدة ورقائق الخبز، كذلك تضم المائدة طبق ''البليلة'' وهي عبارة عن الحمص وأنواع من البقوليات المسلوقة أو القمح المسلوق وبجانبها توجد ''الويكا''· وتضيف أن مشروب ''الحلو مر'' يتربع على المائدة الرمضانية السودانية يوميا وهو مشروب أحمر اللون يصنع من الذرة المنزلية التي يتم تجفيف أوراقها في الشمس وطحنها وإضافة الأعشاب عليها، ثم يوضع المزيج على النار ليخرج في شكل لفافات، تبل بالماء، ويضاف إليها السكر، وتقدم باردة لتطفئ ظمأ الصائم· وفي شهر رمضان تعمر المساجد وتنشط حلقات القرآن والعلوم الدينية من فقه وتجويد وغيره· فيمكث المصلون، وفق هبة، بين صلاة الظهر والعصر وذلك لتلاوة جزء من القرآن، ويدير الحلقة شيخ حافظ للقرآن، حتى إذا اكتمل رمضان يكون كل منهم قد ختم القرآن تلاوة· وتزيد هبة أن العشر الأواخر من رمضان تشهد تصعيدا في الخشوع والتعبد؛ ففيها صلاة التهجد وتحري ليلة القدر، كما تشهد صلاة التراويح ازدحاما كبيرا من الرجال والنساء والأطفال، وتصلى بجزء من القرآن ويتخللها أدعية وابتهالات·
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©