الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

خلفان الكعبي: أسعى إلى تقديم التراث في قالب جديد ودراما الفضائيات تطاردني

خلفان الكعبي: أسعى إلى تقديم التراث في قالب جديد ودراما الفضائيات تطاردني
22 نوفمبر 2009 23:32
عند اقتراب موعد تقاعد خلفان بن نعمان الكعبي، فكر بشكل عملي في كيفية الاستفادة من هذه المرحلة الجديدة في حياته، بما يتناسب مع ميوله ويجعله قادرا على العطاء لنفسه والوطن والمجتمع المحيط به، فوجد ضالته في العمل على تقديم التراث في قالب مميز وجذاب، خاصة وأن شغفه بالتراث يمتد إلى سنوات عمره المبكرة.. كما أنه مجال لصيق بحياته اليومية ويعزز تواصله مع الآباء والأجداد. بعد عمل استمر نحو 20 عاما في القوات المسلحة اعتاد خلفان الكعبي خلالها على النشاط والعمل، تقاعد في عام 2003، فخطط لمجموعة من الأعمال التراثية التي يستطيع من خلالها إشباع رغبته في الاهتمام بالتراث، وفي ذات الوقت يساهم في حفظ هذا التراث ونقله إلى الأجيال الجديدة، لتعريفهم بما كانت عليه حياة الأجداد، وهو ما يرى أنه واجب عليه، وعلى كل من يعشق هذا البلد، وخاصة ممن عاصروا قيام الاتحاد، وكانوا شهودا على نهضة الدولة الشاملة. ديكورات المسلسلات يشير الكعبي إلى أن أهم ما قام به من أنشطة تراثية، تمثل كما يقول «في بناء قرية تراثية لصالح بلدية العين في العام 2008، على هامش الاحتفال باليوم الوطني ذلك العام، وكان قد سبق لي القيام ببناء قرية تراثية كاملة لصالح تليفزيون «سما دبي» عام 2007، وتم استخدامها كجزء من ديكور مسلسل «حظ يانصيب» الذي عرض في رمضان من نفس العام، وكانت القرية على مستوى عال من البناء واستخدمت فيها خامات طبيعية، جعلت كل من يشاهد المسلسل وكأنه عاد به الزمن إلى عشرات الأعوام، وهو ما دفع مسؤولي تلفزيون أبوظبي بعد ذلك، إلى الاستعانة بي في تنفيذ قرية تراثية كاملة لتصبح جزءاً من ديكور مسلسل «دروب المطايا» الذي عرض في رمضان هذا العام، وحاز على إعجاب الجميع، للمستوى العالي لجميع عناصر العمل، ومنها الديكور، بما فيه ديكور المنازل الشعبية التي أنجزتها». بيوت الأجداد يشرف الكعبي في الفترة الحالية على الانتهاء من إنشاء قرية تراثية كاملة داخل نادي العين للهواة، ويسعى من خلال تلك القرية، إلى تقديم كثير من الأنشطة السياحية والفكرية، والثقافية، والترفيهية أيضا. يقول في ذلك: «تتكون القرية من نماذج لبيوت تراثية التي عاش فيها الأجداد، مثل بيوت الشعر وبيوت السعف والطين، فضلا عن عديد من الفعاليات ستقام في تلك القرية، ومنها الفنون الشعبية مثل (الحربية والعيالة واليولة) وكذلك الشلات الشعرية (الغناء غير المصحوب بموسيقى)، وسيتم تخصيص جوائز للفائزين من ممارسي هذه الأنشطة. كما سيكون هناك ركن للأكلات الشعبية المحلية مثل (الهريس وخبز الرقاق). التراث والشعر في ذات السياق يذكر الكعبي، أن هناك عوامل عديدة دفعته إلى هذه العناية بالتراث، وتخصيص جل وقته للاهتمام به، ومن تلك العوامل: «عشقي القديم للتراث وكل ما يتعلق به. ثم اشتغالي بمجال الشعر الشعبي ووجود عديد من المشاركات الشعرية لي سواء داخل الدولة أو خارجها، وهناك علاقة وثيقة بين كل من التراث والشعر، لأن كلاً منهما يعتمد على ما قدمه القدامى ويربطنا بالماضي، الذي لولاه ما كان هذا الحاضر المبهر الذي نعيشه الآن». ويلفت الكعبي إلى نقطة هامة، إذ يقول: «تركيبتي الشخصية المتماهية مع الشعر والتراث، منعتني من الخوض في أي مجال آخر، كأن أفتتح مشروعا تجاريا، أو شيئاً من هذا القبيل، إيمانا مني بأن هناك أشياء كثيرة تفوق أهميتها مجرد جمع المال، وعلى رأسها: الاهتمام بتراث الأجداد وإبراز قيمته الحضارية في تأصيل الهوية الإماراتية، خاصة في مواجهة الزحف المعلوماتي القادم إلينا من كل الاتجاهات سواء عبر الفضائيات أو غيرها من وسائل الإعلام المختلفة». علاقات الصداقة تأثرت بعض العلاقات التي تربط الكعبي بزملاء العمل إثر تقاعده وحدوث بعد جغرافي بينهم، لكنه يقول: «علاقتي بأصدقائي أصبحت أقوى وصار هناك متسع من الوقت لدي للسؤال عنهم وزيارتهم، فضلا عن كوني إنسان اجتماعي بطبعي ولي أصدقاء عديدين خارج محيط العمل في الحياة العادية أو في الحياة الثقافية، بصفتي من المهتمين بالشأن الثقافي، وأحرص دائما على الوجود في كافة الأنشطة والفعاليات الثقافية، وخاصة ما يتعلق منها بالشعر، وهو ما دفعني إلى السفر في رحلات خارجية، للمشاركة في بعض من تلك الفعاليات». نشاط وفاعلية لدى الكعبي عدة مشاركات ومساهمات في مجال التراث والشعر خارج الدولة يشير إليها قائلا: «زرت سوريا في عام 2007، بصحبة وفد من شعراء الدولة للمشاركة في مسابقة «شاعر الشعراء» ضمت شعراء من كافة الدول العربية، كما شاركت في أمسية شعرية بمصر عام 2003، أثناء سباق القدرة الذي أقيم هناك، وقد حضر تلك الأمسية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي. كما زرت كذلك كوسوفو برفقة مجموعة من الشعراء، وساهمنا جميعا في إقامة أمسية شعرية نظمتها قوة حفظ السلام التابعة للإمارات عام 2004، فضلا عن مشاركات أخرى في كل من قطر وسلطنة عمان». ويوضح الكعبي أن نشاطه الكثيف والفعاليات العديدة التي قام بها بعد تقاعده، أشعرته أن لهذه الفترة جمالها، وعطاءها المختلف عن فترة العمل، ولم يتسلل إليه الملل في أي وقت، يقول في ذلك: «قد يرى البعض في الإحالة إلى التقاعد كأنها نهاية العالم، فتتكاثر عليه الأمراض وتزحف الشيخوخة إليه، وتؤثر في صحته النفسية والجسمانية، بينما لو أحسن استغلالها، ربما كانت بالنسبة له أفضل سنوات العمر، وهذا يتوقف إلى حد كبير على ما يفعله ويخطط له في هذه المرحلة العمرية، المصحوبة بقدر كبير من الخبرات والتجارب، الواجب استغلالها بأفضل شكل ممكن». جديد X جديد لفت الكعبي إلى أنه سيركز جل مجهوده، في القرية التراثية التي أنشأها في نادي العين للهواة، وسيسعى إلى تفعيل كافة الأنشطة والفعاليات بها، من أجل تحقيق الفائدة والمتعة لكل من يرغب في زيارة تلك القرية، لكل من يقيم على أرض الإمارات.
المصدر: العين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©