السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بنوها فأجادوا البناء

22 نوفمبر 2009 23:35
مرت أشهر لم أتجول خلالها في مدينة دبي.. فوجهتي المعتادة تمر عبر الطرق الدائرية البعيدة عن مركز المدينة.. لكنني خلال الأسبوع الماضي قررت التغيير، فدخلت المدينة مرتين، الأولى مساء الخميس، والثانية في ساعة متأخرة من مساء الجمعة. لم أكن أتصور أن الغياب عن دبي لأشهر قليلة، سيشعرني بفقدان الذاكرة، وكأنني جئت إلى مكان لا أعرفه.. ففي كل زاوية مبان جديدة.. طرق وجسور.. حتى الشوارع الواسعة التي كثرت الأقاويل عن خلوها من المركبات.. رأيتها حيوية حتى الصباح.. بمجرد أن رأيت ذاك البرج القديم.. مركز دبي التجاري العالمي.. تذكرت الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم – طيب الله ثراه – الذي وضع اللبنات الأولى لمركز المال والأعمال في الشرق الأوسط.. وبعد لحظات تذكرت الشيخ مكتوم بن راشد – رحمه الله – الذي شهدت الإمارة في عهده نقلات نوعية.. ثم ما لبثت عيناي أن انتقلت إلى ما بعد برج التجارة.. ناطحات سحاب يتوسطها مسار المترو وشبكة جسور وطرق حديثة.. رأيت المصانع والشركات العالمية في المنطقة الحرة لجبل علي.. وقبلها مراكز التسوق ومدينتي الإعلام والإنترنت والمارينا.. عندها وجدت في ذهني صورة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم واقفة أمام كل هذه الإنجازات.. فقلت في نفسي «بنوها فأجادوا البناء». وبينما كنت على شارع الشيخ زايد متجها إلى العاصمة الجميلة أبوظبي.. تذكرت بعض المتملقين.. الذين يحبون الحديث عن أزمة المال ويراهنون على نهاية قصة نجاح دبي.. تساءلت: ألا يملكون نعمة البصر؟.. ألا يرون ما رأيته؟.. ثم اكتشفت الخلل.. لا بأس.. فهم يرون خيالا صنع في أذهانهم تحت تأثير الأفلام التي تتحدث عن نهاية العالم.. وأحدها يعرض في السينما هذه الأيام. لا أنكر تأثر دبي ودولة الإمارات بالأزمة.. لكن التأثر لا يعني النهاية ولا السقوط.. وتلك المشاريع العملاقة ستؤتي أكلها في قادم الأيام.. لتصبح دبي أكثر قدرة على لعب دورها المعتاد.. بجانب أخواتها من بقية الإمارات.. أما المتملقون.. فعليهم تقليل مشاهدة أفلام الخيال.. وبدلا من ذلك عليهم تعلم أساليب التعايش مع الواقع.. وتحسين قدراتهم في الملاحظة والتركيز.. وإذا كان أحدهم مبتلى بعمى الأبصار.. فعليه بالعلم وبصيرة العقول.. فإن لم يستطع فأخشى أن يعجز أطباء العالم عن مداواته.. فيحمل مرضه حتى الممات. hussain.alhamadi@admedia.ae حسين الحمادي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©