الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

هواية مارسها السياسيون قبل غيرهم..

هواية مارسها السياسيون قبل غيرهم..
22 نوفمبر 2009 23:37
صيد الطيور هواية يمارسها معظم فئات الشعب اللبناني، وهذه الهواية اتقنها سياسيون كبار في الفترات الماضية، وارتبطت اسماؤهم بهذا «الادمان»، ابرزهم الرئيس اللبناني الراحل كميل شمعون، ورئيس الوزراء الراحل صائب سلام، وغيرهما من الاسماء التي لمعت في عالم السياسة والمال والرياضة، فكانت هوايتهم في الصيد لا تقتصر على المناطق اللبنانية، بل شملت معظم دول العالم حتى وصلت الى مجاهل أفريقيا. وكما أن اللبنانيين مشهورون بالحصول على الطريدة بطريقة ذكية وبفن الرمي والتسديد، كذلك تكون رحلات الصيد مليئة بالإثارة والتحدي. ويتنوع الصيد البري من خلال رغبة كل صياد، فمنهم من يسعى وراء صيد الحيوانات البرية، كالأرانب والغزلان والخنازير وحتى الحيوانات المفترسة والمتوحشة، ومنهم من يسعى وراء صيد الطيور البرية. مواسم وأنواع للصيد مواسمه وأوقاته، حيث تتنوع الطيور وفقاً للطقس والمناطق، وابرز هذه المواسم، موسم المطوق، حيث يبدأ موسم صيد طيور المطوق في اوائل نوفمبر من كل عام ويستمر حتى آخره. ويأتي «المطوق» في زمن يقدم فيه الفلاحون على زراعة الحقول بالقمح والشعير والذرة، ومقدمه يعد نقمة للمزارعين والفلاحين وثروة للصيادين الذين يتربصون به. ويشبه طير المطوق العصفور في حجمه ولونه يميل الى الرمادي والبني، وهو وديع في طيرانه واليف الى حد ما، لكنه يصطدم بالصيادين الذين يملأون السهول ويتربصون به. طيور محنكة وهناك نوع من المطوق يسميه الصيادون «القديس» وسبب هذه التسمية حنكة ذلك الطير وصعوبة صيده من قبل الصيادين، لانه يطير بين لحظة والأخرى، حين يشعر أن احداً ما قادم باتجاهه، ويرسل صوتاً عالياً يجعل من باقي افراد سربه يفرون مذعورين خائفين. في مواسم صيد المطوق يمتلئ سهل البقاع بمئات الصيادين القادمين من مختلف المناطق اللبنانية، محملين بالذخائر وأنواع من الاسلحة والوسائل الحديثة، مستخدمين «أشرطة كاسيت» بصوت المطوق، لخداع الطيور وجذبها الى مصدر المطوق. طيور زائرة أما موسم طيور «الترغل» وهذا النوع يشبه طيور الحمام الداجن في حجمه، ولونه يميل الى الرمادي الأغبر، وهو من الطيور التي تزور لبنان على مرحلتين: الأولى في منتصف شهر ابريل، ويستمر حتى شهر يونيو، والمرحلة الثانية تبدأ في أواخر شهر سبتمبر من كل عام. وهناك ايضاً موسم «الوروار» الذي يبدأ في اوائل شهر اكتوبر، ويستمر حتى نهاية شهر نوفمبر، حيث يمضي هذا النوع من الطيور فصل الشتاء في افريقيا ويقصد اعتدال المناخ في لبنان. ويقتات طير الوروار بالنحل والبرغش والدبابير، ويمتاز بسرعته في التقاط فريسته، اما اكثر ما يخشاه هذا الطير فهو طائر الصقر والعقاب اللذان يشكلان خطراً عليه، نظراً لكبر حجمهما، الا ان منقار طير الوروار يشكل سلاحاً مهماً لا يمكن مقاومته. أما طيور «الهدهد» فهي من الطيور الجمالية والوديعة، وفي التاريخ قصص قديمة تتحدث عنها، وتتميز بألوانها الرائعة، وتبني أعشاشها في فجوات الأشجار وفي أكوام الحجارة. وموطن «الهدهد» الأصلي هو جزيرة مدغشقر ويقتات من الحشرات التي يصطادها من بين الأعشاب والحجارة بمنقاره الطويل. ويؤكد علماء الطيور ان «الهدهد» يفرز مادة فاعلة لها رائحة تساعده في الدفاع عن نفسه، ومصدر هذه الإفرازات «الغدة الزمكية» ومقرها في اسفل جسمه وهذه الرائحة مثيرة للاشمئزاز لا تشجع المغير على اتمام غارته. واصبح هذا الطير عرضة للانقراض وإعداده تتراجع باستمرار بسبب القضاء على آلاف الهكتارات من الاراضي التي يتجول فيها وقطع الأشجار الملائمة لبناء الأعشاش والاستخدام المفرط لمبيدات الحشرات، إضافة الى صيده. ومن الطيور الأخرى التي ينتظرها الصيادون «طيور السفري» و»السمن» و»الشحارير» الشتوية، وأسراب «الزرازير» التي تتصف بالجبن والخوف. رحلات الصيد تتم لدى «المدمنين» يومياً وبنسبة اقل اسبوعياً، وبالرغم من قرار منع صيد الطيور في لبنان، الذي اثار ردود فعل شاجبة في الاوساط الشعبية والاجتماعية، نظراً لوجود عدد كبير من ممارسي هواية الصيد في ذلك البلد الذي تكثر فيه أنواع عدة من الطرائد، الا ان «الادمان» على الصيد لم يشجع معظمهم على التقيد بهذا القرار حتى ولو تعرضوا الى مساءلة قانونية وملاحقة قضائية، فالمتعة في رصد الطيور والعصافير ومتابعتها في التلال والأودية والسهول، حتى انك تنسى نفسك حين تلحق بطريدة ما، فتجد انك ابتعدت عدة كيلومترات من حيث لا تدري وهذا ما ينسيك التعب والجهد. حكايا لا تنضب تقصد بلدة شتورة، المحطة الاولى لتجمع الصيادين التي يصلونها فجراً للتزود بالخرطوش والمعدات الخاصة برحلات الصيد، ولتذوق «ترويقة» السحلب والكعك والمناقيش بالزعتر. وتسود تجمعات الصيادين «دردشات» وبعضها تهكمات عن نوادر وقصص شهدها بعض الصيادين خلال رحلتهم. حكايات تحمل في طياتها روايات المغامرات مع إضفاء حبكة الإثارة حول البراعة والمهارة، لان ليس كل من حمل بندقية صيد اصبح صياداً. البعض يروي انه كان يرمي اكثر من طير بـ»ضرب» واحد، والبعض تعدى الرقم القياسي حين رمى بطلقة رف من الطيور بكامله. ويتندر احدهم بذكر اسم صياد زميل له لا يتمتع بالمهارة المطلوبة في التسديد والتصويب وسرعة إصابة الطير، ومع ذلك تبقى «الغلة» من الطيور وافرة والجعبة مليئة، وإذا عرف السبب بطل العجب، والنتيجة انه يشتري ما يعلقه على سترته من انواع مختلفة من المطوق والترغل والسمّن من بعض الصيادين، ويتباهى بأنهم من نتاج بندقيته التي تطلق النار اوتوماتيكياً عند مرور اي طائر بقربها !!!
المصدر: بيروت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©