الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

النعيمي: قيادة خليفة نموذج لاهتمام الراعي بالرعية

النعيمي: قيادة خليفة نموذج لاهتمام الراعي بالرعية
24 يونيو 2010 01:00
أكد صاحب السمو الشيخ حميد بن راشد النعيمي عضو المجلس الأعلى حاكم عجمان، أن دولة الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله وطن قوي بوحدته، ومستقر بتماسكه، ورائد بإنجازاته، كما أنه نموذج حي لاهتمام الراعي بالرعية.

وأكد صاحب السمو حاكم عجمان في حوار شامل خص به “الاتحاد”، أن المرحلة الحالية تتطلب منح أولوية لتفعيل دور المؤسسات الاتحادية، والمحافظة على منجزاتنا الوطنية.

وأشاد في الحوار الذي لم تنقصه الصراحة، بالتجربة البرلمانية في الإمارات، مؤكداً أن المجلس الوطني الاتحادي ساعد الحكومة في إنجاز الكثير من القوانين، وحل العديد من القضايا.

وتناول صاحب السمو الشيخ حميد بن راشد النعيمي قطاع الصناعة، مؤكداً أنه فرض وجوده بالأسواق المحلية والعالمية من خلال الجودة والقدرة على المنافسة، مشيراً إلى أن منتجات عجمان أصبحت تصل إلى 100 دولة في العالم.
وأوضح أن المخطط التنموي لمدينة “عجمان 2030” يلبي احتياجات المواطنين والمقيمين والزائرين.

وقال “إن شباب الإمارات يؤدي دوراً متعاظماً في مختلف المجالات”، داعياً مؤسسات المجتمع إلى دعمه وتأهيله، للتفاعل مع قضايا مجتمعه، وخدمته في شتى الميادين. ولفت إلى أن كثيراً من الفنانين في الوطن العربي انطلقوا من استوديوهات عجمان. وفيما يلي نص حوار صاحب السمو الشيخ حميد بن راشد النعيمي عضو المجلس الأعلى حاكم عجمان:


التجربة الوحدوية

- عاصرتم إقامة “اتحاد” دولة الإمارات في مراحله الأولى، بقيادة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والآباء المؤسسين، ومضى “الاتحاد” من نجاح إلى آخر.. فكيف ترون هذه التجربة الوحدوية؟ وكيف حققت إنجازاتها؟.

ينبغي أن نقرر، في البداية، حقيقة أن الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ـ طيب الله ثراه ـ هو مَن رسم استراتيجية تأسيس وإقامة اتحاد دولة الإمارات الذي يُعدّ من أنجح التجارب الوحدوية في عالمنا العربي في العصر الحديث.
ولا يخفى أن تجربة الإمارات الوحدوية تحظى بدراسات أكاديمية عديدة في الكثير من مراكز البحوث ومعاهد العلوم السياسية، ليس في العالم العربي وحده، وإنما في العالم كله؛ لما تمتعت به من سمو الغايات، وعمق الأهداف، والمصداقية، حيث تعد بحق نموذجاً يحتذى من الجميع.
وقد مضت هذه التجربة من نجاح إلى نجاح بفضل التكاتف القوي لأصحاب السمو الشيوخ حكام الإمارات، وجهودهم الرائدة، وإيمانهم العميق بقيمة الوحدة كأساس لبناء الدولة الحديثة، حتى يظل هذا الوطن قوياً بوحدته، ومستقراً بتماسكه، ورائداً بإنجازاته.
ومع انطلاقة تجربة الإمارات الوحدوية، وتعميقها، ترسخت فضائل التآزر، وروح التعاون بين أبناء الشعب الوفي الذي استطاع من خلال قادته إنشاء دولة قوية تجمع وتوحد الفكر والجهد.
ولنا في أنجال المغفور له الشيخ زايد القدوة الحسنة، بالسير على نهجه، رحمه الله، والمضي قدماً نحو المزيد من الارتقاء والتقدم والنهوض بمستوى الإنسان الإماراتي، الذي هو رأس المال الحقيقي، والثروة التي نعتز ونفخر بها جميعاً.
ومن أهم دروس تجربتنا الوحدوية، أنها أثبتت أن أبناء الإمارات قادرون على تحمل المسؤولية، والحفاظ على أرض هذا الوطن، والعمل على الارتقاء به، وتطويره، والنهوض بجميع قطاعاته، ومختلف مجالاته.


حماية المنجزات الوطنية

- تمضي مسيرة الاتحاد في ظل القيادة الحكيمة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، في رأيكم ما هي أولويات الاتحاد في هذه المرحلة؟

لا شك في أن مسيرة دولة الإمارات العربية المتحدة تشهد تقدماً وازدهاراً على مختلف الأصعدة: الخليجية، والعربية، والإقليمية، بل والعالمية، بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ـ حفظه الله ـ وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي.
ونحن نتطلع، في هذه المرحلة المهمة، إلى تفعيل دور المؤسسات الاتحادية أولاً، والتعاون في سبيل المحافظة على منجزاتنا الوطنية، وهي كثيرة، لضمان الاستمرار في توفير الحياة الكريمة والمستقرة والهانئة للمواطنين.
ونثق في تضافر جميع الجهود المخلصة لاستمرار مسيرة العمل في بناء دولة عصرية حديثة تجمع بين الأصالة والمعاصرة في كل جوانب الحياة، حتى تظل دولتنا نموذجاً حياً أمام الجميع في اهتمام الراعي بالرعية.


تكامل مؤسسات الدولة

- شهدت عجمان مؤخراً حدثاً مهماً، تمثل في عقد مجلس الوزراء اجتماعاً مشتركاً مع رؤساء ومديري الدوائر في عجمان، فما هي رؤيتكم لدلالات هذا الحدث، وآثاره على مسيرة العمل الوطني؟

نحن نثمن هذه الخطوة، ونقدر لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي وحكومته الرشيدة، حرصهم على متابعة أحوال وشؤون جميع إمارات الدولة ميدانياً.
وسيجد منا هذا النهج دائماً كل الدعم والمباركة، لما يحققه من تعظيم التنسيق والتعاون بين مؤسسات الدولة “الاتحادية” و”المحلية” لخدمة الوطن، ورعاية صالح المواطن في مختلف المجالات.
ولا شك في أن عقد هذا الاجتماع في إمارة عجمان يؤكد أننا جسد واحد يتداعى بعضه إلى بعض، ونؤازر بعضنا بعضاً، كما يعكس اهتمام الحكومة وحرصها على تفعيل التكامل والتعاون المشترك بين المؤسسات الاتحادية والمحلية.
والاجتماع يمثل فرصة طيبة لاستعراض القضايا المتعلقة بتحقيق التنمية المتوازنة بجميع قطاعات الدولة، إضافة إلى دعم التكامل في العمل والمشاريع والخطط التي تلبي احتياجات المواطنين.


التجربة البرلمانية

- هل لنا أن نتعرف على رؤيتكم للتجربة البرلمانية في الدولة، والتي ارتكزت على انتخاب نصف أعضاء المجلس الوطني؟ وكيف يمكن تطويرها مستقبلاً؟

لا يجوز بأي حال أن نغفل أو نتغافل عن حقيقة أن عمل المجلس الوطني الاتحادي خلال الدورات السابقة ساعد الحكومة في إنجاز كثير من القوانين، وحل العديد من القضايا.
لقد أدى المجلس الوطني الاتحادي دوره بصورة طيبة كسلطة اتحادية تضطلع بمسؤوليات وواجبات ضخمة على أكثر من صعيد.
وأرى أن تشكيل مجلس وطني اتحادي على مستوى الدولة بانتخاب نصف أعضائه خطوة جيدة ستتبعها خطوات أخرى مهمة، تساهم في بناء تجربة ديمقراطية ناجحة تتوفر لها مقومات النجاح في الوفاء بدورها الدستوري على الصعيدين التشريعي والرقابي في المستقبل، بما ينسجم ومصالحنا الوطنية، وقدرتنا على التكيف مع المتغيرات المعاصرة.
وأعتقد أنه من الضروري تطوير طرق اختيار أعضاء المجلس الوطني الاتحادي، والعمل على أن يكون المجلس أكثر فاعلية وتأثيراً على صعيد الحياة العامة، سعياً لمشاركة أوسع بين المواطن وصانع القرار في الدولة.


“معضلة” التركيبة السكانية

- تعد “التركيبة السكانية” إحدى المشكلات التي تؤرق الوطن، فكيف ترون السبيل إلى حلها دون الإضرار بالمكتسبات الوطنية؟

الحكومة تبذل اهتماماً كبيراً في سبيل حل هذه القضية، وقد أنشأت المجلس الاتحادي للتركيبة السكانية برئاسة الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية.
ولعل هذا دليل على اهتمام القيادة في أرفع مستوياتها بموضوع التركيبة السكانية؛ لما له من أهمية كبرى، وبما يمثله من “معضلة” ظللنا نعاني منها سنوات عديدة، وحان الوقت لنضع الحلول الناجعة لها.
ولا شك في أنه لا توجد مشكلة بلا حل، ذلك أن المدخل الأول لتحقيق الهدف يتمثل في تحديد جوهر المشكلة، ثم اتخاذ الخطوات السليمة المؤدية إلى حل صحيح يحافظ بالدرجة الأولى على مصالح البلاد العليا.
ونحن نثمن غالياً جميع الخطوات التي اتخذت في هذا الإطار لحل هذه المشكلة، ولعل التراكم في التجارب والبحث والتشخيص يعد حالة إيجابية للوصول إلى الغاية.
إن موضوع التركيبة السكانية من الأمور المؤثرة جداً في حياتنا وعلى مستقبلنا، باعتباره يتداخل مباشرة مع هويتنا، ويمس عاداتنا وتقاليدنا، وينعكس على حياتنا الاجتماعية، وبالتالي على مستقبل أجيالنا.
ولا شك في أنه يتحتم علينا في مواجهة هذه القضية الاهتمام بترشيد العمالة الأجنبية وتنظيمها، بما يكفل الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي، والتعايش بين مختلف الجنسيات والثقافات، وتعزيز فكرة الاعتماد على الذات، والتقليل من استخدام العمالة المنزلية، والاستغناء عن بعض المهن الهامشية.


دعم التنمية المستدامة

- انتهى مؤتمر التخطيط العمراني ـ الذي عقدته دائرة البلدية والتخطيط ـ إلى وضع خطة استراتيجية لإمارة “عجمان 2030”، فهل لنا أن نتعرف منكم على أبرز ملامح هذه الخطة؟

ينبغي أن ندرك حقيقة أن دائرة البلدية والتخطيط تحرص على عقد مؤتمر عجمان للتخطيط العمراني سنوياً، للاستفادة من الخبرات والتجارب العالمية في تحقيق التنمية المستدامة لإمارة عجمان، وجذب الخبرات العالمية، للتعاون في مجالات الاستشارات الهندسية للتنمية العمرانية، وتطوير عملية التخطيط العمراني في الدائرة، وفقاً للتوجهات الحديثة على مستوى العالم.
ومن ناحيتنا، نعمل دائماً على توجيه دائرة البلدية والتخطيط إلى تطوير برامح عملها وآلياتها، بما ينسجم ومخططات التنمية العمرانية لإمارة عجمان 2030.
ونسعى من خلال تلك الجهود إلى جعل الإمارة واجهة سياحية واقتصادية مكملة لبقية الإمارات في الدولة، حيث تعد عجمان واحدة من الإمارات ذات الحركة الدؤوبة.
ولا شك في أن المخطط التنموي لإمارة “عجمان 2030” ـ الذي تم وضعه من قبل مكتب استشاري متخصص ـ سيخدم الإمارة على مدى السنوات القادمة، وسيلبي احتياجات ومتطلبات المواطنين والمقيمين وحتى الزائرين من جميع النواحي.


الأزمة المالية العالمية

- كيف ترون آثار الأزمة المالية العالمية خلال العامين الماضيين؟ وما هي الحلول التي وضعتموها من أجل الحد من نتائجها السلبية؟

في الحقيقة.. لقد تعاطت القيادة السياسية في دولة الإمارات العربية المتحدة مع الأزمة المالية العالمية بكثير من الواقعية، والإدراك المبكر لحقيقة تلك الأزمة، والآثار المترتبة عليها.
وقد جاءت المعالجة بحزمة من الإجراءات المالية والمصرفية الجادة والفعالة، الأمر الذي انعكس إيجاباً، وساعد على تجاوز الكثير من التداعيات السلبية للأزمة، وقد كان تأثر عجمان بهذه الأزمة محدوداً.
ونحن نعطي الأولوية للمشاريع الصناعية والسياحية المجدية، وهناك مشاريع يجري استكمال تنفيذها حالياً، وهي تسير بشكل جيد.


السوق وعجمان

- أشرتم إلى إعطائكم أولوية لمشاريع معينة، فما هي الأنشطة الصناعية والتجارية التي وجهتم رجال الأعمال إلى تغيير أنشطتهم إليها لتتناسب مع السوق وعجمان في المرحلة الحالية؟

لا يخفى أن الصناعة مكون رئيسي من مكونات الاقتصاد، وخيار استراتيجي تعقد عليه الآمال، والرقي بالصناعة الوطنية وتطويرها "نوعا وجودة" جزء من الأهداف الاستراتيجية لإمارة عجمان، دعما للاقتصاد الوطني، وتوظيفاً للمدخرات، وتنويعاً لمصادر الدخل القومي، وتوفيراً لوظائف جديدة في سوق العمل.
وقد استطاع قطاع الصناعة فرض وجوده في الأسواق المحلية والعالمية من خلال تطوير المواصفات والمقاييس، والتزامه بمعايير الجودة والدخول في سوق المنافسة، ومواجهة تحديات العولمة.
وتُصدّر منتجات عجمان حالياً إلى نحو مائة دولة، كما وصلت الإمارة خلال فترة وجيزة إلى المرتبة الثالثة بين إمارات الدولة من حيث حجم وعدد المصانع العاملة.
ولإيماننا بضرورة تكامل القطاعين العام والخاص في المشروعات الصناعية والتجارية، فإننا نوجه القطاعين بالتركيز في مجالات التطوير التجاري، والسياحة، والتعليم، والنقل، والصناعات الخفيفة.


مشروع الصرف الصحي

- على الرغم من نجاح مشروع الصرف الصحي الذي انعكس إيجاباً على المناطق السكنية والتجارية والاستثمارية، فما هي ملاحظاتكم حول المشروع؟

لا بد من تأكيد حقيقة أن الصرف الصحي من المشاريع المهمة والحيوية للإمارة، ولا بديل عنه، ذلك أنه سيعزز البنية التحتية للإمارة، ويساهم في حماية البيئة.
وسيتم استغلال المياه المعالجة في تشجير الإمارة، وتجميلها، وإعادة الاخضرار لمزارعها وحدائقها العامة.
وقد تم الاتفاق مع إدارة إحدى الشركات العالمية العاملة في مجال الصرف الصحي على وضع خطة توسعية، لاستيعاب المشروعات القائمة، والمشروعات المخطط إنشاؤها بالإمارة على مدى السنوات العشر المقبلة.
وتتم مراجعة أعمال شركة الصرف الصحي وملاحظة الظروف والحالات المجتمعية بين فترة وأخرى، وتقدير تلك الحالات.


دور متعاظم للشباب

- ما هي الرسالة التي توجهونها إلى الشباب الذي يعيش في عالم مليء بالتحديات على مستوى الفكر والهوية، وكيف ترون واجب مؤسسات المجتمع لتأهيله وحمايته؟

من الأمور التي تسعدنا دائماً أن شباب الإمارات يؤدي دوراً متعاظماً في كل الساحات، وعلى جميع الأصعدة، وفي مختلف المجالات والميادين. وينبغي على مؤسسات التعليم إتاحة فرص تعليم نوعي يلبي احتياجات سوق العمل المستمرة، والتأهيل بالداخل والخارج، والمشاركة المجتمعية بصورها كافة.
كما يجب على المؤسسات الثقافية والشبابية والإعلامية ترسيخ قيم الولاء، وتنمية الهوية الوطنية لدى الشباب من خلال دفعهم للمشاركة والمساهمة في تحمل المسؤولية، وبهذا نقدم جيلاً منسجماً مع روح المحبة والتعاون التي يتسم بها مجتمع الإمارات.


تواصل إبداع الأجيال

- تشتهر عجمان بتنوعها الثقافي وتميزها بالبيئة الشعرية التي أنتجت أسماء لامعة، فكيف يمكن إعداد أجيال جديدة للتواصل مع هذا التاريخ الأدبي الحافل؟

نقدر العطاء الإبداعي والفكري لكل الذين ساهموا في نهضتنا الثقافية، وكذلك جهود الذين ساهموا بدور في الـحفاظ على هويتنا المحلية والعربية.
وكما تعلمون، فإن كل بلد يفتخر بعلمائه ومفكريه وأدبائه وأهل الرأي؛ لما يمثلونه من علامات الرقي و التحضر.
وهناك دول كثيرة توقر شخصياتها العلمية والأدبية والفكرية والتربوية، من خلال إطلاق أسمائهم على شوارع أو ساحات في المدن، أو تسمية قاعات درس أو مكتبات.
وقد جسدنا ذلك في نهج تكريم المبدعين؛ لما للتكريم من أهمية ليس للأديب فحسب، بل أيضا للأدب والإبداع الإنساني بصفة عامة، والتكريم هنا له أشكال كثيرة، وطرق مختلفة، وصور متعددة.
هذا النهج يشعر الجيل الجديد من أصحاب المواهب الإبداعية بأن ما يقدمونه يجد الحفاوة والاحتفاء، الأمر الذي يشكل حافزاً قوياً لهم، ومعيناً على الحماس والرغبة في الاقتداء بهؤلاء الرواد.


تفعيل النشاط الثقافي

- في رأيكم، ما هي مكونات الرؤية الثقافية التي تسعى إمارة عجمان لإيصالها إلى الساحتين المحلية والعربية؟

رؤية عجمان الثقافية جزء من الرؤية الشاملة لدولة الإمارات العربية المتحدة في استراتيجيتها الثقافية التي تُعنى بدعم وتفعيل النشاط الثقافي، ورعاية جميع المبدعين، والعناية بالتراث الأصيل لمجتمع الإمارات، وتواصله مع محيطه العربي والعالمي بالطرق والوسائل الحديثة.
وتعنى عجمان بشكل خاص بالاهتمام بالمشاريع التي تشكل البنية التحتية للعمل الثقافي الناجح والمتطور.


الإنتاج الإعلامي

- دعمكم للإنتاج الإعلامي والتلفزيوني يعود إلى فترة الثمانينات من القرن الماضي، حيث شجعتم انطلاقة أول استوديوهات خاصة من عجمان، فهل لديكم خطط للنهوض بهذا المجال؟.

لا شك في أن عجمان شهدت انطلاقة قوية في مجال الإنتاج البرامجي والتليفزيوني، وخاصة الدراما والمنوعات، فقد كانت عجمان سباقة في هذا الميدان الثقافي والإعلامي.
وكثيرون من رموز الفن والثقافة في الوطن العربي انطلقوا وعُرفوا واشتهروا من خلال أعمال فنية وثقافية وإعلامية تم إنتاجها في استوديوهات عجمان.
وتجرى حالياً دراسات عدة بواسطة بيوت خبرة، وجهات متخصصة، تستهدف النهوض بهذا المجال في عجمان من جديد، ونأمل أن ترى نتائج تلك الدراسات النور مستقبلاً.


رسالة الإعلام

دعا سموه وسائل الإعلام إلى التطرق إلى كل ما يهم مصلحة الوطن والمواطن، مشيراً إلى أنه يجب على الإعلام أن يتقصى أحوال أبناء الوطن من أبوظبي حتى الفجيرة، وأن يتناول قضاياهم ويطرح همومهم ومشاكلهم. وقال سموه “إن المواطن يريد الاحتياجات الأساسية كالمسكن الملائم والتعليم النوعي والخدمات الصحية المتقدمة والوظيفة، والإعلام وسيلة أساسية لنقل هذه الاحتياجات لأولي الأمر حتى يضعوا الخطط والبرامج المناسبة لتلبيتها”.
وأضاف سموه: “يسعدني كثيراً رؤية نماذج من أبناء الوطن من ذوي الكفاءة يقتحمون مجال الإعلام ويعملون في ميادينه كافة، ويؤدون رسالته بكل إخلاص وتفان في خدمة وطنهم”.


حميد النعيمي.. أمانة واقتدار في تولي المسؤولية

صاحب السمو الشيخ حميد بن راشد النعيمي، من مواليد إمارة عجمان عام 1933م، نهل التعليم في بواكير حياته من المسجد، حيث حلقات الدرس، تعلم القرآن والحديث والتوحيد وأصول الفقه، إضافة إلى القراءة والكتابة وكذلك من “الكٌتّاب”.
واصل سموه تلقي التعليم على يد نخبة من علماء الدين واللغة والرياضيات، تدرب على شؤون الحكم والإدارة منذ يفاعته، فقد كان الساعد الأيمن لوالده وأكثر أبنائه الذكور الأحد عشر اقترابا منه والتصاقاً به، ومنذ عام 1960 اختاره وليا للعهد فتولى الأمر بأمانة واقتدار وشارك والده وضع اللبنات الأولى لعجمان الحديثة.
خلف صاحب السمو الشيخ حميد بن راشد النعيمي والده المغفور له الشيخ راشد بن حميد النعيمي، الذي حكم إمارة عجمان لمدة (54) عاما منذ عام 1928 إلى أن اختاره الله إلى جواره عن 79 عاما في الثامن من ذي القعدة 1401هـ الموافق السادس من سبتمبر 1981 وقد تولى صاحب السمو الشيخ حميد الحكم اعتبارا من ذلك التاريخ ولا يزال.
وساهم سموه مع والده الراحل الشيخ راشد بن حميد في دفع وتحقيق المسيرة الاتحادية، وشارك في المجلس الأعلى للاتحاد نيابة عن والده في أغلب الأوقات وأكثر الاجتماعات من أجل تحقيق اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة وتحقيق مصلحة بلده.
ولسموه معرفة واسعة بأنساب أهل عجمان، ومتابع جيد لكل الأحداث والتطورات والمستجدات على كافة الأصعدة، وله أربعة أولاد.
ويعتبر صاحب السمو الشيخ حميد بن راشد النعيمي الحاكم العاشر لعجمان، عرف عنه طيب التعامل مع الناس كافة، فهو دائم الابتسام، ُيقابل زواره بالبشاشة والبشر، ويتعامل مع معاونيه ومرؤوسيه بكل احترام. ولا يحتاج المتردد على مجلس صاحب السمو الشيخ حميد إلى وقت كبير لكسر حاجز الرهبة، فالحفاوة التي يعامل بها صاحب السمو الشيخ حميد زواره تعطي للزائر إحساسا بالدفء وكأنه يزور مكانا مألوفا وقريبا.


مكانة عالمية مرموقة

أكد صاحب السمو حاكم عجمان أن دولة الإمارات العربية المتحدة حازت مكانة مرموقة إقليمياً وعربياً وعالمياً، بفضل الرؤية الثاقبة والسياسة الحكيمة التي انتهجها المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مؤسس الدولة “طيب الله ثراه”، الذي بذل الكثير من الجهود لترسيخ مكانة وسمعة الإمارات إقليمياً ودولياً، مضيفاً أن هذه المسيرة يكملها بكل اقتدار صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله”.


الوفاء سمة أبناء الإمارات

تطرق صاحب السمو الشيخ حميد بن راشد النعيمي خلال حواره مع “الاتحاد” إلى طبيعة العلاقة التي تربط بين الشعب وقيادته في الدولة، مؤكداً أن شعب الإمارات طيب ومخلص ويوالي قيادته، والقيادة تقدر شعبها ولا ترضى أن يعاني من أي نقص أو احتياج.
وأضاف: “دولتنا تنعم بالخير الوفير والحمد لله، وتلبية احتياجات المواطن، هو ما تسعى إليه القيادة الرشيدة في الدولة وتضعه نصب عينيها، حتى ينعم الجميع بالأمان والاستقرار والعيش الرغيد”.


استراتيجية الحكومة الاتحادية

أشاد صاحب السمو حاكم عجمان باستراتيجيات وبرامج الحكومة الاتحادية التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وينفذها فريق العمل من أصحاب السمو والمعالي وزراء الحكومة الاتحادية، مشيراً إلى أن هذه الاستراتيجية تعمل على تفعيل العمل الوطني المشترك بكل جوانبه ومجالاته.
وأضاف: “إننا متفائلون لما ستثمر عنه هذه البرامج الوطنية من إنجازات تصب في مصلحة الوطن والمواطن وسيشعر بها الجميع.”


مشكلة «البدون»

في رده على سؤال حول مشكلة “البدون” أو من لا يحملون أوراقاً ثبوتية، أكد صاحب السمو الشيخ حميد بن راشد النعيمي عضو المجلس الأعلى حاكم عجمان، أن مشكلة البدون لم يعرفها المجتمع الإماراتي قبل وقوع أحداث غزو الكويت، حينها بدأت هذه المشكلة تظهر وتتفاقم. وقال: قامت دوائر الجنسية والإقامة في إمارات الدولة كافة بحصر أعداد هؤلاء، وتشكلت لجان، وطرحت حلول، ولكن في أي حال من الأحوال يجب أن تحل هذه المشكلة بشكل جذري، لا يجب أن يعيش بيننا أناس لا يحملون أوراقاً ثبوتية أو يقيمون بصورة غير مشروعة.


أهم إنجازات عجمان

لعل من أبرز الإنجازات في عجمان ما حدث في قطاع التعليم العالي بالإمارة، فقد بدأت الانطلاقة الفعلية في هذا القطاع عام 1988م عندما أصدر سموه مرسوما بإنشاء كلية عجمان الجامعية للعلوم والتكنولوجيا، كأول مؤسسة خاصة للتعليم العالي على مستوى الدولة والمنطقة، ثم جاء إنشاء كلية الخليج الطبية في 28 يناير 1998 وتمت الموافقة على اعتمادها من قبل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي.
وأنشأت مستشفى ومركز أبحاث كلية الخليج الطبية في أكتوبر 2002، وجامعة بريستون في 2001، والكلية الدولية للقانون وإدارة الأعمال والتكنولوجيا في عام 2000.
وشهدت إمارة عجمان في عهد صاحب السمو الشيخ حميد بن راشد النعيمي طفرة عمرانية كبيرة، بلغت ذروتها خلال السنوات الثلاث الماضية، إذ تشير الدراسات التي أعدتها الشركات المتخصصة في مجال الاستثمار العقاري إلى أن الإمارة احتلت المركز الثالث، بعد إمارتي أبوظبي ودبي، بحجم الاستثمارات للمشاريع المعلنة خلال عام 2007. مما جعل الإمارة منافسا عقاريا بارزا بين الإمارات الأخرى. وقد أطلقت الإمارة العديد من المشاريع العقارية العملاقة بلغت كلفتها حوالي 40.8 مليار درهم.
وتعد مشروعات: عجمان 1 والزوراء ومرسى عجمان ومدينة الإمارات وكورنيش عجمان وواحة عجمان من بين أبرز المشروعات العمرانية في الإمارة.
ولابد من الإشارة إلى أن حكومة عجمان اعتمدت التخطيط أساسا لعملها، وبخاصة التخطيط العمراني فهي تعمل على خطة للتنمية العمرانية لغاية 2030م، كما أصبحت المؤتمرات السنوية المعنية بالتخطيط العمراني سمة من سمات العمل.
كما تم تطوير الخدمات والبنى التحية اللازمة للتنمية من بين ذلك إنشاء جسور جديدة ومشاريع طرق وإنارة للشوارع وخدمات الصرف الصحي والخدمات المصرفية والمواصلات العامة والاتصالات وتطوير المباني الحكومية، فضلاً عن السعي لزيادة إنتاج الطاقة الكهربائية والماء في الإمارة لتكفي حاجة الإمارة حتى سنة 2030.
من جانب آخر، يتم الآن التخطيط لثلاثة من المشروعات السياحية من المقترح أن يقام الأول منها في المياه الإقليمية في الإمارة، بينما يقام المشروعان الآخران في المناطق النائية التابعة للإمارة في المنامة ومصفوت.
المصدر: عجمان
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©