“الموبايل” ليس بديلاً عملياً لأجهزة تحديد المواقع

في وقت تتسابق فيه شركات تشغيل خدمات الهاتف المحمول “الموبايل” لإضافة وظيفة التوجيه والملاحة من خلال استقبال نظام تحديد المواقع “جي بي إس”، وجد خبراء أن هذه الفكرة قد تنطوي على الكثير من الفوائد، إلا أنها غير عملية، ولا يمكن للموبايل بشاشته الصغيرة أن يقدّم صوراً مفصّلة للأماكن والشوارع. أطلقت شركة محرك البحث “جوجل” مؤخراً نظاماً مجانياً للملاحة عبر الأقمار الاصطناعية بحيث يمكن تحميله على أجهزة الموبايل. وقال خبراء إن هذه الخطوة تهدد كل الشركات التكنولوجية المتخصصة بتطوير وصناعة أجهزة الملاحة الرقمية. ولقد أصابت هذه الفكرة الشركات المتخصصة بتطوير أجهزة الملاحة “جي بي إس”، ومن أشهرها “جارمن” و”توم توم”، بحالة من الخوف على عوائدها فراحت تستثمر في تطوير أنظمة الملاحة المحمولة على “الموبايل”. ويقول أحد الخبراء: “عندما يتعلق الأمر بتطوير نظام تحديد الموقع لتوجيه السيارات، فإن الكلمة الفصل في الموضوع تكون لكل من الهاتف الموبايل درويد الذي أطلقته شركة موتورولا، وشركة فيريزون وايرلس التي عملت على تطويره. وأصبح هذا الجهاز على وشك إحداث انقلاب شامل في تكنولوجيا التوجّه بالسيارات بواسطة نظام تحديد الموقع”. ويقول المحلل إريك توب في مقال نشرته صحيفة إنترناشونال هيرالد تريبيون” لقد اكتشف الناس شيئاً مهماً عندما لاحظوا أن بالإمكان الاستغناء عن خيار إضافة نظام تحديد الموقع إلى السيارات الجديدة التي يشترونها مقابل دفع ما يقارب 1000 دولار، واستبداله بالنظام المشابه المسجّل على جهاز “الموبايل”. وكان هؤلاء يرون في جهاز “الموبايل” المحمل بنظام تحديد الموقع فوائد أخرى مثل انخفاض سعره وإمكان استعارته وإعارته للآخرين عند الضرورة. ووفقاً لتقرير صادر عن شركة “آي سابلي” المتخصصة ببحوث الأجهزة الرقمية، فإن تطبيقات نظام تحديد المواقع في الهواتف المحمولة الذكية، ستشهد عما قريب انفجاراً مدوّياً عندما سينمو معدل عدد مستخدميها من 2.5 بالمئة من جملة مستخدمي جهاز الموبايل في الوقت الراهن، إلى 10.5 بالمئة عام 2013. ونصف هؤلاء المستخدمين للنظام سوف يكونون من حملة الجهاز “آبل آي فون”. ويقول داني كيم المحلل في شركة “آي سابلي”: “لا شك أن سرعة تزايد أعداد مستخدمي نظام الملاحة المحمول على أجهزة الهاتف المحمول الذكية عالية جداً بالمقارنة مع مستوى الإقبال على تشغيل الوظائف الأخرى”. ومازالت الفكرة التي تفيد بأن من الأفضل استخدام جهاز منفرد للقيام بكل الوظائف المطلوبة تلقى القبول الواسع من جمهور المستهلكين. ويضاف إلى ذلك أن نظام تحديد المواقع المحمول على أجهزة الموبايل الذكية رخيص جداً بالمقارنة مع الأجهزة المستقلة المتخصصة بتشغيل النظام ذاته.ولكن، وقبل أن يسبقك مجرّد الإحساس بدقّة هذا الاختيار، يكون عليك أن تعلم أن تطبيقات نظام تحديد المواقع على شاشة الموبايل عامر بنواحي الضعف والقصور. وتكمن أهم نقاط القصور في أن التطبيقات المختلفة التي يحملها الجهاز الذكي “آي فون” على سبيل المثال، تعدّ بسيطة جداً مقارنة بنظام تحديد الموقع الذي يعدّ تطبيقاً عملاقاً من حيث ما يتطلبه من قدرة عالية على المعالجة. ونظراً لأن هذا البرنامج التطبيقي يتطلب تخزين صور مئات الخرائط على ذاكرة جهاز الموبايل ذاته، فإن هذه الأجهزة تحتاج إلى ذاكرة دخول عشوائي لا تقل سعتها عن 1.2 جيجا بايت، وبما يعني أن على صاحب الجهاز التضحية بالمساحات المخصصة لتخزين القطع الموسيقية والصور وغيرها من التطبيقات. كما يعني ذلك أن هذه التطبيقات لا يعود في الإمكان تحميلها مباشرة على الجهاز، بل يجب إمرارها عبر جهاز كمبيوتر شخصي قادر على استقبال بثّ الحزمة العريضة؛ وهذا عمل يتطلب هدر ساعات طوال. وكثيراً ما يضطر صاحب الجهاز إلى تحميل خريطة جديدة وإعادة تحديث النظام بين الحين والآخر، وهذا ما يزيد من مشكلة التحميل الزائد للجهاز وقد يؤدي إلى تعطيله تماماً. ويلخص إريك توب كل هذه المشاكل بالقول: “لا يمكن بأي حال من الأحوال اعتبار جهاز الهاتف الموبايل بمثابة النسخة المصغّرة لأجهزة تشغيل نظام تحديد المواقع جي بي إس”. عن صحيفة “إنترناشونال هيرالد تريبيون” ومصادر أخرى