الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الجنيه الاسترليني يصمد في مواجهة «الرياح العكسية»

الجنيه الاسترليني يصمد في مواجهة «الرياح العكسية»
17 ابريل 2012
يبدو الجنيه أن الاسترليني في وضع قوي على الرغم من ضعف النمو وتوقعات طرح “بنك انجلترا” للمزيد من برامج التيسير النقدي وشبح خفض الائتمان الذي يهدد الاقتصاد في بريطانيا. وسجل الجنيه مؤخراً ارتفاعاً لم يشهده منذ 14 شهراً على الصعيد التجاري، وارتفاعاً لم يشهده منذ 3 أشهر مقابل الدولار ومنذ 5 أشهر مقابل اليورو. ويعزي العديد من المستثمرين قوة الاسترليني لضعف منافسة اقتصادات الدول الصناعية الأخرى في ظل ضعف اليورو نتيجة لأزمة ديون المنطقة وفقدان الدولار لجاذبيته وتعثر الين للمعاناة التي تلاقيها اليابان في سبيل تحقيق النمو. ويقول نيل ميلور، استراتيجي العملات في مؤسسة “بي أن واي ميلون” للخدمات المالية وإدارة الأصول، “حقق الاسترليني عدداً من الأرقام القياسية في الآونة الأخيرة، حيث كان العملة الأفضل أداء في مارس مدعوماً بنمو قطاعي الصناعة والخدمات. لكن هل في مقدور الاسترليني تحقيق المزيد من الزيادة في قيمته أم أنه سيخضع لضغوطات البيع وسط استمرار المخاوف المتعلقة بنمو بريطانيا، وما إذا كان “بنك انجلترا” سيزيد من برامج التيسير النقدي؟. وربما يكمن السبب الرئيسي في “منطقة اليورو” ومدى تأثيرها على اقتصاد بريطانيا. كما من المرجح استفادة الاسترليني مقابل اليورو في حالة ارتفاع وتيرة المشاكل الاقتصادية في كل من إسبانيا وإيطاليا، لكنه يعاني في زيادة أرباحه مقابل عملات مثل الين والفرنك السويسري. ودعم ارتفاع الإيرادات الإسبانية الجنيه الاسترليني مقابل اليورو، حيث ساعدت المخاوف المتعلقة بمنطقة اليورو على تدفق الاستثمارات ناحية الاسترليني كملاذ آمن. لكن ربما يكون في تفاقم أزمة منطقة اليورو فوائد مختلفة للاسترليني مقابل الدولار والين والفرنك السويسري، خاصة أن الاقتصاد البريطاني مرتبط بشدة بالعملة الموحدة، لا سيما أن 50% من تجارة بريطانيا مع منطقة اليورو. وأضاف نيل ميلور، “ليس من المرجح ارتفاع الاسترليني أكثر من ذلك مقابل اليورو، خاصة مع توقع جولة أخرى من أزمة (منطقة اليورو)، لكنه ربما يرتفع مقابل العملات الأخرى. كما من الممكن أن يستفيد الدولار من حالة النمو التي من المتوقع أن يشهدها الاقتصاد الأميركي في المستقبل القريب”. وذكر بعض المستثمرين والاستراتيجيين أن الاسترليني سيستفيد من بيئة المخاطر، حيث لا تتوافر ملاذات أخرى يمكن اللجوء إليها في حالة الأزمات، خاصة أن الفرنك السويسري والين فقدا جاذبيتهما للبعض، نتيجة للمخاوف حول تدخل “بنك سويسرا الوطني” وللظروف التي يمر بها الاقتصاد الياباني. وفي ما يتعلق بالعملات الأخرى، فإن عملات الدول الاسكندنافية ليست سائلة بما يكفي لتشكل ملاذاً حقيقياً، بينما من المتوقع أن تتلقى عملات شرق أوروبا ضربة مع تفاقم أزمة “منطقة اليورو”، نتيجة أن روابطها أكثر قوة مع غرب أوروبا من الاسترليني. وباختصار، كلما زادت حدة أزمة “منطقة اليورو”، كلما كان ذلك في مصلحة الاسترليني. وعلى العكس، ربما يكون في تحسن الاقتصاد على نحو عالمي وفي منطقة اليورو، فائدة للاسترليني، على الرغم من أن مثل هذا السيناريو من الممكن أن يعمل على جذب البعض نحو عملات السلع التابعة لبلدان مثل أستراليا وكندا ونيوزيلندا وجنوب أفريقيا والنرويج. لذا، يكمن القلق الحقيقي الوحيد في خفض بريطانيا من تصنيف (AAA) مصحوباً بجولة أخرى من برامج التيسير النقدي الصارمة، إلا أن هذه السيناريوهات تبدو بعيدة عن الحقيقة على الأقل في الوقت الراهن. ويقول مارك شاندلر، استراتيجي العملات في مؤسسة “براون براذرز هاريمان” المالية الأميركية “يتميز الاسترليني على صعيد التوازن باستقرار واضح أو زيادة في قيمته مقابل اليورو. كما يشكل ملاذاً قوياً يدعم موقفه مقابل العملات الأخرى أيضاً”. ولا يتوقع شاندلر، كغيره من الاستراتيجيين الآخرين، تعافياً كبيراً في نمو اقتصاد الدول الصناعية. ومن المرجح أن يشهد اقتصاد كل من بريطانيا وأميركا تعافياً بطيئاً، مع استمرار مشاكل منطقة اليورو في عرقلة بريطانيا على وجه الخصوص. وفي هذه الحالة، يظل الاسترليني من الخيارات الجاذبة، حيث يبدو في الوقت الحالي على الأقل، مستمراً في كسب المنافسة التي لا تتسم بالصعوبة. نقلاً عن: «فاينانشيال تايمز» ترجمة: حسونة الطيب
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©