الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فتيات نادي التراث تبحرن مع السفن

فتيات نادي التراث تبحرن مع السفن
24 يونيو 2010 20:44
يحرص “نادي تراث الإمارات” خلال مهرجانه التراثي الكبير “ملتقى السمالية - صيف 2010) عبر فعالياته المتعددة على تقديم معارض ترصد الحياة البيئية وتتوافر فيها كافة عناصر البيئة البحرية من صناعة السفن وشباك الصيد ومستلزمات الغوص، وعرض مجموعة من المحار واللآلئ ومسمياتها، تأكيداً على إحياء تاريخ الأجداد وتراثهم واطلاع الأحفاد على تفاصيله لحفظها. وقد زارت مؤخراً صغيرات المركز النسائي التابع للنادي معرض البيئة البحرية الذي يقام في الصالة المغلقة بالجزيرة وخلال استقبال إدارة الملتقى لهن، قال النوخذة أحمد بن علي: “خاض أجدادنا البحر وعرفوا عوالمه وخيره وأدركوا من خلاله التواصل بالدول المجاورة للتجارة وطلب الرزق، كما عرفوا كيف يصنعون الوسيلة المناسبة لارتياده كالسفن التي بنوها بعدة أحجام. واشتهر بصناعتها عدد كبير من الرجال في جميع إمارات الدولة”. وتوالت أسئلة الفتيات الصغيرات يستفسرن من النوخذة عن السفن وكيفية صناعتها، يقول ابن علي: “اقتصرت صناعة السفن في بداية الأمر على صنع السفن التي تستعمل لصيد الأسماك والغوص، كسفن البغلة والغنجة والمركب، ثم تطورت مع مرور الزمن فانتشرت أنواع عديدة منها”. ورداً على سؤال شمّة - 6 سنوات، عن المواد التي تصنع منها السفن، أجاب النوخذة: “كان خشب الساج الهندي يستعمل كألواح لهيكل السفينة لما يتصف به من مقاومة للماء، وكذلك كان هناك خشب “اللوريل” الذي يعرف محلياً باسم “الجنقلي” ويستخدم كقاعدة للسفينة، أما عن المواد الأخرى اللازمة لصناعة السفن فكانت حديدية مثل المناشير والمسامير والصواري والأعمدة وغيرها من المستلزمات التي كانت تصنع يدوياً”. من جهته يوضح النوخذة محمد الرميثي للزائرات الصغيرات كيف صاحب بناء السفن وصناعتها ظهور مهن أخرى متصلة بها، يقول: “ظهرت مهن عديدة تتصل بعالم البحر، بعضها لا يزال قائماً حتى يومنا هذا مثل مهنة تفصيل الأشرعة التي كانت تستلزم في صناعتها عدة مواد: القماش والحبال والنايلون - الباراشوت، وإبر الخياطة. وهناك مهنة تركيب الأشرعة، حيث تتم عملية تحديد “النص” أي تنصيف الشراع ورفعه وربطه بالحبال وشدّه جيداً. مما أتاح فرص عمل عديدة لأبناء المنطقة واكتساب خبرات جديدة تتصل بالبحر وركوبه”. يتوافر لأعضاء النادي وزائري المعرض مشاهدة عشرات الصور والكتب في معرض مواز، يهدف إلى ترسيخ المعلومات الشفهية عبر مشاهدتها وقراءتها. حيث يشير أحد إصدارات النادي؛ كتاب “جوانب من التراث البحري في دولة الإمارات العربية المتحدة” لمؤلفه علي إبراهيم الدرورة، إلى أشهر السفن في المنطقة، يقول: “كانت سفينة “البوم” أشهر السفن وهي نوع من السفن الشراعية تتوافر منها فئتان: بوم قطاع - يستخدم للأسفار القريبة. وبوم سفار- للأسفار البعيدة. وقد تميزت بقدرتها على نقل البضائع عبر موانئ الخليج العربي وموانئ الهند وباكستان وأفريقيا، حيث يقدّر طولها ما بين 100و150 قدماً، وتتراوح حمولتها ما بين 300 و750 طناً”. بينما تتابع صغيرات المركز النسائي جولتهن في أركان الصالة التي تضم المعرض، ويلمسن بين تارة وأخرى أشرعة وحبال مجسمات السفن والمحامل والقوارب كما لو أنهن يستعدن وقائع أيام أجدادهن النواخذة والبحّارة الذين صادقوا البحر قبل عشرات الأعوام.
المصدر: السمالية
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©