السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

تفهم الثقافة المحلية واحترام التقاليد يساعدان على اندماج المقيمين في المجتمع

تفهم الثقافة المحلية واحترام التقاليد يساعدان على اندماج المقيمين في المجتمع
18 ابريل 2015 23:15
الإمارات تجربة إنسانية فريدة للتعايش بين جنسيات شتى من ديانات وبلدان مختلفة، لكن ، وبحسب استطلاع أجرته «» هناك بعض التحديات التي يتعين تجاوزها.. ما هي؟! وكيف يمكن تخطيها؟! جينيفير بيل وأنام ريزفي (أبوظبي) يحتاج الوافدون إلى دولة الإمارات والمقيمون فيها إلى معرفة الموروث الثقافي من عادات وتقاليد أهلها قبل أن يأتوا إليها أو يقيموا فيها. وعمدت صحيفتا «الاتحاد» و«ناشيونال» الصادرتان عن «أبوظبي للإعلام»، وبالتعاون مع مؤسسة YouGov للتسويق، إلى استطلاع آراء 1056 من الوافدين والمقيمين، والمواطنين، حول مستوى الاندماج الاجتماعي في الدولة. واتفقت آراء الغالبية العظمى ممن تم استجوابهم على أن من واجب الوافدين أن يعمدوا إلى توسيع معارفهم حول البلد قبل قدومهم. وقالت الدكتورة «جين بريستول- ريز» الأستاذة الزميلة المتخصصة بعلم الأجناس البشرية في جامعة زايد: «يتعين على أي إنسان أن يتعلم مسبقا أقصى ما ينبغي تعلّمه حول ثقافة البلد الذي سيقيم فيه». وأضافت: «ويغمرني العجب والاستغراب وأنا أرى هذا العدد الكبير من الناس، الذين يعيشون هنا لعدة سنوات من دون أن يكلفوا أنفسهم عناء التعرّف على تاريخ البلد الذي يعيشون فيه. ونحن ننتظر منهم أن يتأقلموا مع تقاليده وعاداته وأن يحترموا ثقافته. وإن كان الأمر يتعلق باللباس المحتشم أو بالموروث الثقافي، فإن الناس غالباً ما يتجاهلون الأعراف السائدة». وعندما طرحنا السؤال المهم المتعلق بما إذا كان من الضروري بالنسبة للوافدين الاطلاع على الموروث الثقافي لدولة الإمارات، أجاب ستة من كل عشرة (59 بالمئة) ممن استطلعنا آراءهم بالإيجاب. وعندما سألنا المشاركين في الاستطلاع عما إذا كانت معرفة عادات وتقاليد البلد ضرورية، أجاب 71 منهم بالإيجاب. ويوافق على هذا الرأي بشكل خاص المواطنون الإماراتيون الذين رأى 84 بالمئة منهم أن الوافدين يحتاجون بالفعل لمعرفة المزيد حول الموروث الثقافي والعادات والتقاليد، التي يتمسك بها شعب الإمارات. وقال «خليفة المنصوري»، وهو مواطن في الأربعين من عمره يعيش في المنطقة الغربية إن من واجب الوافدين جميعاً أن يلتزموا بالمبادئ الأساسية المتعلقة بالثقافة العربية وتأثير التعاليم الإسلامية قبل أن يتخذوا قرارهم بالعيش هنا». وأضاف المنصوري: «أعتقد أن من واجب كل إنسان يرغب في المجيء إلى الإمارات أن يؤدي فروضه الضرورية لفهم الثقافة الإسلامية لأهلها. وهذا أمر بالغ الأهمية. وعندما يأتي الوافدون إلى هنا فإنهم يظهرون وكأنهم ضيوف، وعادة ما يتصرف الضيوف على هواهم ووفقاً لثقافاتهم الخاصة». وقالت المواطنة «سميّة البريكي» -23 عاماً: «مما يثير الغضب أن نرى بعض الوافدين وهم يتجاهلون هذه القواعد. وعندما أذهب إلى بلد أجنبي، فإنني أحترم عادات وتقاليد أهله، وأنا أتوقع من الوافدين إلى الإمارات أن يفعلوا الشيء ذاته. ويتحتم عليهم أيضاً احترام التعاليم السائدة في شهر رمضان وأن يلتزموا بها». ويتفق المواطن «حسن محمد النجّاري» مع ما قالته «سميّة» حيث يقول: «إن معرفة تقاليدنا الإماراتية التي نتمسك بها، واجب مفروض على كل من يرغب في العيش هنا، وخاصة فيما يتعلق بارتداء الملابس المحتشمة واحترام تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف وعدم تناول المأكولات والمشروبات جهاراً خلال أوقات الصيام في شهر رمضان». وبدورها، شدّدت المقيمة في أبوظبي «ديالا رؤوفي» على أهمية فهم الوافدين للعادات السائدة في الدولة، وقالت: «من الضروري جداً فهم التقاليد التي يتمسك بها أهل الإمارات قبل أن يأتي الناس للإقامة في الدولة. ومن شأن هذا الفهم أن يساعد على تأسيس مستوى مقبول من احترام تلك التقاليد وتسهيل التعايش بين مختلف الثقافات القائمة على أرض الوطن». وأشارت المقيمة المصرية «سالي أنطون» إلى أن من واجب الوافدين إلى الإمارات أن يحرصوا على احترام الحقيقة القائمة من أنهم يعيشون في بلد عربي. وأضافت: «العيش هنا يختلف عما هو الحال في أوروبا من حيث احترام مواقيت الصلاة وارتداء الملابس المحتشمة في بعض الأماكن. وبالنسبة لي، لا أجد مشكلة في اتباع هذا السلوك لأنني آتية أصلاً من بلد عربي، ولكن الأمر يختلف بالنسبة للوافدين، الذين يأتون من الدول الغربية، لأنهم يرون في هذه العادات والتقاليد شيئاً جديداً ربما يتناقض مع مفهوم الحرية الذي اعتادوا عليه». وأشار «علاء الدين غزواني» مدير قسم البحوث في موقع «YouGov» إلى أن استطلاع الآراء أظهر أن الغالبية العظمى من المقيمين الذين شاركوا فيه يعترفون بمسؤولياتهم في معرفة وفهم التقاليد السائدة في دولة الإمارات. الثقافة الغربية تطغى.. لكن «العربية» تقاوم.. فهل تصمد؟! الثقافة العربية طوق نجاة يساعد المجتمع على تعزيز هويته، لكن كيف يمكن حمايتها من خطر الأفول والتراجع الذي يثير مخاوف كثيرين؟! عبر نصف المشاركين في الاستطلاع عن شعورهم بالحاجة لبذل المزيد من الجهود لحفظ التراث الثقافي العربي للدولة، فيما رأى نصفهم الآخر أنه لا ضرورة لذلك أو أنهم لا يدركون مدى أهمية الأمر. ويشعر 61 بالمئة من الإماراتيين المشاركين في الاستطلاع أن الثقافة العربية في الإمارات تعاني من التقهقر والتراجع وربما الاندثار أيضاً. ويعتقد المواطن الإماراتي «حسن محمد النجار» الذي بلغ عامه الثلاثين، بأن الإرث الثقافي العربي يعاني من التراجع والاختفاء. وهو يقول: «إن الأمر يتعلق بجيل جديد. ولا يزال بعض الناس حريصين على التمسك بإرثهم العربي خلال حياتهم العملية. وأعتقد أن هذا الأمر يبدأ من داخل الأسرة وحيث يكون من واجب الأجيال الجديدة من الشباب أن يقتدوا بجهود أجدادهم للحفاظ على هذا الإرث. ونحن نلاحظ كيف أن الأجيال الشابة تنساق مع التيار أكثر من الأجيال السابقة، إلا أن ذلك لا يعني بأن علينا أن ننساق وراءه وننسى ماضينا». وعبّر المواطن «محمد خمّاس» المدير التنفيذي لمجموعة الأهلي القابضة عن أنه لا يعتقد أن الثقافة العربية في حالة تراجع، ولكنه يرى حاجة لبذل جهود أكبر لحفظ وصيانة اللغة العربية. وقال: «نحن نفقد اللغة العربية تدريجياً خلال نشاطاتنا اليومية من مستوى المدراء التنفيذيين وحتى مربيات الأطفال لأن هناك عدداً كبيراً من الجنسيات تعمل في الإمارات حتى أصبحت الإنجليزية هي اللغة السائدة». وأضاف: «لقد فقدنا القدرة على التواصل مع لغتنا العربية ولا بد من الاهتمام بهذا الموضوع أكثر. وفي المدارس الحكومية هناك اهتمام باللغة العربية إلا أن المدارس الخاصة لا توليها ما يكفي من الاهتمام». وأشار السيّد «خمّاس» إلى أن «شركة الأهلي للنشر والتوزيع» تتولى مهمة إنتاج كتب شعبية عالمية هزلية مثل «رجل مارفل الحديدي» و«الرجل العنكبوت» و«المنتقمون» من أجل الترويج للقراءة بالعربية. وقال: «من خلال هذه الحكايات الهزلية الشعبية المترجمة إلى العربية، ننشد التأكد من أن الشباب العرب سوف يحققون التواصل مع ظاهرة الانفجار الثقافي التي تسود العالم بلغتهم الأصلية». التأثر بالثقافة الغربية وتوصلت صحيفة «الاتحاد» من خلال الاستطلاع أيضاً إلى أن ما يربو على نصف المقيمين في الدولة يعتقدون أن الإمارات واقعة الآن تحت التأثير القوي لثقافة الغرب. وأكد السيد «خمّاس» ضرورة النظر إلى هذا التأثير الغربي باعتباره يشكل مؤشراً إيجابياً. وقال: «لقد تعلمنا كيف نرعى الناس الذين يتبنّون ثقافات مختلفة. إلا أن اتباع أو عدم اتباع العادات والتقاليد الإماراتية، ولأي مدى يتبعها الناس في حياتهم اليومية، هو اختيار خاص بهم». وأضاف: «هناك الكثير من أوجه التشابه بين سلوكيات الهنود والإماراتيين، والآسيويون هم من أكثر الجنسيات تواجداً هنا. وأنا أعتقد أننا بحاجة للانفتاح أكثر على الوافدين الغربيين، وأن نشجعهم على الانفتاح علينا». وشددت الدكتورة «جين بريستول- ريز» على ضرورة العناية بتعليم الأطفال الإماراتيين لغتهم الأم. وقالت: «أعتقد أن اللغة العربية لم تندثر، بل إن تعليمها للأطفال في المدارس يتم بطريقة خاطئة». وأشارت إلى أن الثقافة العربية وخاصة الثقافة الإماراتية، ليست في طريق الاندثار، بل هي الآن في مرحلة التحوّل. وقالت: «هناك البعض ممن لا يرغبون بهذا التحوّل. بالفعل، وفي المقابل، هناك بعض المتأثرين بالثقافة الغربية إلا أن هذه الظاهرة منتشرة في معظم دول العالم. وأنا أشعر كم يعتزّ طلابي ويفتخرون بكونهم إماراتيين». ويحمل أولئك الذين يعتقدون بأن الثقافة العربية في الإمارات تتجه نحو الانحدار رأياً مفاده أن من واجب الإماراتيين والوافدين العرب أن يمارسوا ثقافتهم بفعالية أكبر من أجل حمايتها من التراجع والاندثار وذلك من خلال إقامة الفعاليات والندوات التي تشجعهم على ذلك. وعبرت المواطنة «سميّة البريكي» عن اقتناعها بقوة تأثير الثقافة الغربية في الإمارات إلا أنها ترى بأن ذلك لا يمثل ظاهرة سيئة. وقال طالب في جامعة أبوظبي: «إن الأمر يتعلق بتحوّل ثقافي قائم الآن، إلا أنه على أي حال تحول نحو الأفضل. ويكون من المهم أن نلتزم ببعض عاداتنا ولكن لا يتحتم علينا الالتزام بها جميعاً. وأعتقد بأن من الضروري أن يتمتع كل منا بهامش أوسع من الحرية الشخصية. وينبغي على العائلات أن تثق ببناتهن أكثر وأن تفسح المجال لهن بالخروج وحدهن لأننا نعيش في بلد يعمّه الأمن والسلام». وقال علاء الدين غزواني: في وقت ينعم فيه الكثيرون بالعيش هنا، يمكن القول إن البيئة ذات الثقافات المتعددة للإمارات تتأثر بشكل قوي بالحضارة الغربية. ويترافق ذلك مع تراجع الثقافة العربية. وليس من قبيل المفاجأة أن يحمل الإماراتيون الاعتقاد القائل بتقهقر الثقافة العربية طالما أن الوافدين أيضاً يلاحظون هذا التحدي الذي تواجهه ثقافتهم العربية في دولة الإمارات». الانفتاح يكسر حواجز العزلة بين الجنسيات والأديان.. ولكن! علاقات الصداقة مهمة، لكنها تحتاج عوامل مشتركة كثيرة، فهل يمكن في مجتمع متعدد الجنسيات والأديان، عقد صداقات بسهولة؟! سؤال صعب وإجابته نعم، لكن العقبات كثيرة يشعر المقيمون في دولة الإمارات بالسعادة عند اختلاطهم بأقرانهم من ذوي الجنسيات المختلفة، ولكن قليلاً ما يكوّنون أصدقاء من ذوي المعتقدات الدينية الأخرى. وتوصّل استطلاع الرأي الذي أجرته «الاتحاد»، إلى أن المنتمين لكل الجنسيات العالمية منفتحون اجتماعياً على الآخرين. وقال 37 بالمئة من المشاركين في الاستطلاع أن ما يزيد على نصف حلقة أصدقائهم ينتمون لجنسيات مختلفة. ويحرص الغربيون بشكل خاص على تكوين صداقات مع جنسيات أخرى. وتبيّن من الاستطلاع أن تسعة من كل عشرة مقيمين، يتفقون في الرأي على أن من المهم بالنسبة للمقيمين، الذين ينتمون لجنسيات مختلفة أن يتعاملوا ويتفاعلوا بعضهم مع بعض أثناء ممارسة نشاطاتهم في الإمارات. وقال مقيمون مشابهون في العدد: إن انفتاحهم على الالتقاء بأناس ينتمون لثقافات مختلفة عن ثقافتهم طوّر نظرتهم إلى العالم. وأظهر الاستطلاع أيضاً أن ثلاثة أرباع المشاركين فيه يعتقدون أن دولة الإمارات تمثل وعاء حقيقياً تنصهر فيه الثقافات العالمية. وقالت سالي أنطون، وهي مصرية في عامها الثاني والثلاثين تعيش في أبوظبي: «تمثل الإمارات العربية مزيجاً من الجنسيات والثقافات العالمية. وأنا أعمل في شركة توظف بها أكثر من 30 جنسية. ونمارس عملنا معاً كزملاء، وفي بعض الأحيان كأصدقاء». وأضافت: «من الواضح أن العرب أكثر ميلاً لمصادقة بعضهم بعضاً، إلا أن الأمر يعتمد على مدى قدرة المرء لأن يكون منفتحاً على الآخرين». وقالت أنطون إن لها صديقات لبنانيات وسوريات وإيطاليات وأردنيات وأميركيات. وتبيّن من الاستطلاع أيضاً أن سبعة من كل عشرة مشاركين فيه يرون أن المقيمين المنتمين لبعض الجنسيات ينتهجون منهج العزلة الاجتماعية أثناء معيشتهم في الإمارات، ويعتقد ستة من كل عشرة أن المقيمين المنتمين لأديان معيّنة يفضلون الانعزال عن معتنقي الأديان الأخرى أثناء ممارستهم لحياتهم في الدولة. وقالت السيدة أنطون، وهي أم لطفلين أتت إلى الإمارات عام 2008: «لاحظت أن المنتمين لجنسيات أوروبية يفضلون التآلف بين بعضهم بعضا. ويكون من السهل على العرب التواصل من خلال لغتهم المشتركة وأيضاً بسبب تشابه ثقافتهم. ومع ذلك، يمكنك أن تعثر على استثناءات لهذه القواعد». وأظهرت نتائج الاستطلاع أيضاً أن الوافدين الآسيويين أكثر ميلاً لمصادقة أناس ينتمون لجنسياتهم. وفي هذا الصدد، قالت الفلبينية ميليندا بيريمجو (36 عاماً) التي تعمل في قسم المبيعات لشركة يقع مقرّها في المصفّح، إنها تفضل الالتقاء بالوافدين الذين ينتمون إلى جنسيتها. وقال الأميركي نايك عوض (33 عاماً)، الذي يشغل منصب مدير الاستثمار في أحد البنوك، إنه يهوى الاختلاط بالجنسيات الأخرى. وأضاف: «أنا أقيم علاقات اجتماعية مع مواطنين إماراتيين، وأناس من الشرق والغرب أثناء العمل أو في محيط بيتي». ولقد حرصنا في هذا الاستطلاع على توجيه سؤال للمقيمين حول ميلهم للاختلاط بمعتنقي الديانات الأخرى. وقال (47 بالمئة) منهم إن واحداً فقط من كل خمسة من أصدقائهم ينتمي إلى دين مخالف لدينهم. وقالت الدكتورة جين بريستول ريهز- المتخصصة في (الأنثروبولوجيا) إن المقيمين المنتمين لأديان معيّنة يجهلون في معظم الحالات الطريقة التي يُفترض بهم أن يتبعوها للتعامل مع معتنقي الأديان الأخرى. ولهذا السبب، يتجنبون التفاعل معهم. وأضافت: «أعتقد أن الأمر لا يتعلق بانعدام الثقة بمعتنقي الأديان الأخرى ولا بعدم الرغبة في مصادقتهم، بل إنهم يجهلون الأسلوب الصحيح لفعل ذلك. وعندما يتعلق الأمر بالممارسة الاجتماعية، فإننا نجد على سبيل المثال أن الفوارق تكمن في أن غير المسلمين، يميلون لشرب الخمور. وعندما تدعو أصدقاء مسلمين إلى بيتك بوجود أصدقاء مسيحيين، فإنك ستتساءل: هل أقدم لضيوفي المشروبات الكحولية؟». وتقول ديالا رؤوفي (33 عاماً)، وهي مهندسة تركية عاشت معظم حياتها في الإمارات: «أنا لا أرى أي مشكلة في أن يتقابل الناس، ويختلطون ببعضهم بعضاً وهم ينتمون لأديان مختلفة. وأنا مثلاً، لست مسلمة وحصّلت دراستي الإسلامية في المدرسة، ولكنني لا أجد مشكلة في اصطحاب أطفالي إلى كنيسة أندروز للالتقاء بمجموعة من أصدقائهم واللعب معهم. وذلك لأن الإمارات توفّر بيئة عظيمة للناس، لأن يكتشفوا بعضهم وأن يطلع كل منهم على معتقدات الآخرين». الاندماج سريعاً .. ممكن بشروط عبرت الغالبية العظمى من الوافدين عن أنهم يبذلون الجهود القصوى للتأقلم والاندماج مع المجتمع الإماراتي. وعندما أجرينا هذا الاستطلاع تبين لنا أن تسعة من كل عشرة وافدين قالوا إنهم بذلوا الجهود لتحصيل المزيد من المعارف عن الثقافة والتقاليد الأصيلة السائدة في الإمارات. وتقول ديالا رؤوفي إن الاندماج الاجتماعي ينطلق أساساً من القناعة الذاتية والسعي الشخصي. ويتفق 40 بالمئة من المواطنين الإماراتيين و49 بالمئة من الوافدين على أن الاندماج الاجتماعي في الإمارات يعتمد على الجهود التي تبذلها الأطراف المختلفة التي تجسّد المجتمع التعددي القائم. ونروي هنا قصة الهنود الثلاثة سانوج أساد (27 عاماً) ورامناث كريشنا سوامي (26 عاماً) وأشير بي بي (26 عاماً) الذين أتوا إلى أبوظبي بحثاً عن عمل. ونظراً لأنهم لا يمتلكون إلا القليل من المعارف حول ثقافة وتراث الإمارات، وجد سوامي في حضور احتفالات قصر الحصن في شهر فبراير الماضي، فرصة لاكتساب المعارف حول التطور الاجتماعي والاقتصادي للإمارات وتكوين فكرة عن التاريخ العريق لهذا الوطن. وقال: «نحن نفتقر إلى الكثير من المعارف حول الموروث الحضاري للإمارات. وعندما قصدنا قصر الحصن، ساعدنا ذلك كثيراً على تكوين صورة جديدة عن الثقافة المحلية الأصيلة، وأصبحنا نعي بعض الأشياء عن أسلوب حياة الشعب الإماراتي وطريقته في العيش، وعرفنا الكثير حول التقاليد السائدة في أبوظبي». وقالت الدكتورة جين بريستول- ريهز المتخصصة في علم الأجناس البشرية إن التأقلم والاندماج الاجتماعي يكون أسهل بالنسبة لبعض الناس مما هو عند غيرهم. وأضافت: «عندما يأتي الوافدون إلى هنا، يكون من العسير جداً عليهم اكتساب أصدقاء ما لم يكونوا على معرفة مسبقة ببعض المقيمين قبل مجيئهم. ويكون من المريح أكثر أن تتعامل مع شخص ما ينتمي إلى نفس البلد الذي تنتمي إليه بسبب الخلفية الثقافية المشتركة بينكما، ويضاف إلى ذلك أنك لن تعاني من مشكلة عدم إجادة لغات الآخرين. وهناك البعض ممن يفضلون مصادقة أشخاص مختلفين عنهم كل الاختلاف من حيث مشاربهم الثقافية حتى يستفيدوا قدر الإمكان من التعرف على ميراثهم الثقافي». وترى المقيمة المصرية سالي محسن أنطون إن على المقيم أن يستفيد أيضاً من ظاهرة التعددية الثقافية في بيئة العمل. وقالت: «أثناء فترة العمل، يمكننا أن نحاول التحدث مع أشخاص ما كنّا نتصوّر أن نصادقهم في يوم من الأيام. ويكفيك ألا تتخوّف من الاختلاط أو الاندماج مع معتنقي الثقافات المختلفة عن ثقافتك، وعليك ألا تشعر بالخوف من حكمهم على ضعف أدائك عندما تتحدث لغتهم». ويعترف المقيمون الآسيويون والمواطنون الإماراتيون أنهم ينهجون في بعض الأحيان منهجاً انعزالياً. وتتفق آراء معظم الذين شاركوا في هذا الاستطلاع على أن عزلة بعض المقيمين تعود للاختلاف الثقافي والانتماء الوطني والحالة الاجتماعية والتعصب للعرق أو الدين. ويسود الاعتقاد أن الناس ذوي الأصول الآسيوية هم من أكثر المجموعات ميلاً للعزلة الاجتماعية، وتتفق آراء 50 بالمئة من المُستطلعين على هذا الرأي. راتبك حسب جنسيتك .. صح أم خطأ ؟! يقول 85 ? من المشاركين في الاستطلاع إن تباين الرواتب حسب الجنسية يمثل مشكلة حقيقية. وقال 77 ? من المشاركين إن التفريق بين الجنسيات قائم بأماكن العمل لصالح الغربيين. ويعتقد 73 ? من المقيمين أن جنسية المقيم هي التي تحدد درجته الاجتماعية والمهنية. وقال الهندي فيجاي كومار «هناك اختلاف في الرواتب بين العاملين، إلا أن هذا يعتمد أيضاً على الكفاءة والفعالية وحسن الأداء. ويفضل العديد من أرباب العمل توظيف الشخص الذي لا يحتاج إلى تأشيرة في كل مرة يأتي فيها إلى البلد». ويضيف الباكستاني عكيف حليم (26 عاماً) الموظف بقسم التسويق في شركة تمويل بأبوظبي، على ذلك «حاملو جوازات السفر الغربية فرصتهم أيضاً أفضل عندما يريدون الانتقال إلى وظائف أخرى. في بلدي يعطون لهم الأفضلية بشكل أكثر مما في الإمارات».وقالت الفلبينية جيميلين إسكانو (41 عاماً) إنها سمعت أن الأشخاص الذين يحملون جوازات سفر غربية يتمتعون بمزايا أفضل ويتقاضون رواتب أعلى. وقالت: «إنهم يحصلون على فرص أفضل للارتقاء في السلم الوظيفي». وقال الهندي ريجي فيليب (50 عاماً) الموظف بالعين: «إنها الحقيقة.. أولئك الذين يحملون جوازات سفر غربية يكسبون أكثر من غيرهم، وإنه لمن غير العدل والإنصاف أن يحققوا عوائد مالية مرتفعة عن أدائهم للأعمال ذاتها التي ينجزها غيرهم». وقالت المصرية سالي أنطون إنها سمعت عن شركات توظيف ترفض تماماً تعيين موظفين من جنسيات محددة. وأضافت: «في بعض الأحيان، يمكن لجنسيتك أن تحدد نوع وطبيعة كادرك الوظيفي وما إذا كنت ستحصل عليه أم لا. وتحرص بعض الشركات على تعيين الموظفين الغربيين لعدم حاجتهم إلى تأشيرات دخول للبلدان المختلفة. ولذلك لايعد الأمر شكلاً من أشكال العنصرية». تريد أصدقاء .. انظر حولك في أي مكان هناك العديد من المرابع والأماكن التي توفر للمقيمين على أرض الإمارات فرصة الالتقاء والتعارف والتعايش مع الجنسيات الأخرى، مثل الأندية الاجتماعية والرياضية وشبكات التواصل الاجتماعي، وغيرها. وقالت صبا الهماري، وهي طالبة طب عراقية، إنها شكّلت أصدقاء من ذوي الجنسيات المختلفة أثناء دراستها في الإمارات. وقالت: «أنا صديقة مع أشخاص ينتمون للعديد من الجنسيات. منهم الأميركيون والبريطانيون. ومن الواضح أن الإمارات تجمع عدداً كبيراً من الجنسيات العالمية». وقالت عالمة الأجناس البشرية جين بريستول- ريهز: «مع النمو والتطور الحضاري المبهر الذي تشهده الإمارات، وفّرت الدولة العديد من النشاطات الثقافية في الإمارات كلها من أجل تشجيع اللحمة والتكامل الاجتماعي». وأضافت: «هناك الكثير من النشاطات الثقافية في المدن تجتذب الجنسيات المختلفة. ولقد قابلت الكثير من الناس في الفعاليات الاحتفالية التي تُنظّم بشكل متكرر على كورنيش أبوظبي أو جزيرة ياس أو حتى في المطاعم. وأعتقد أن لدينا الكثير من الأماكن التي يجتمع فيها الناس ويشكلون الصداقات. وتتميز معظم مواقع العمل والإنتاج في دولة الإمارات بظاهرة التعددية الثقافية، وهي تهيّئ الفرص السانحة لتحقيق التكامل والاندماج الاجتماعي الناجح. ولا توجد إلا القليل جداً من الشركات في الإمارات من التي لا تحمل صفة التعددية الثقافية. وحيثما ذهبت، سوف تجد نفسك محاطاً بأناس أتوا من أماكن مختلفة من العالم. وهنا، يمكنك أن ترى بائعة فلبينية في دكان، أو سائق تاكسي نيبالياً ينقلك إلى مكان عملك، أو طبيباً من ألمانيا. ويكون في حكم المستحيل ألا تتفاعل مع هؤلاء الناس من ذوي الخلفيات الثقافية المتنوعة في هذا البلد الذي يتميز بتعدده الثقافي والعرقي. ويتحقق هنا مستوى عالٍ من التفاعل بين المجتمعات البشرية المختلفة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©