الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

باريس وروما ترسلان مستشارين عسكريين إلى بنغازي

باريس وروما ترسلان مستشارين عسكريين إلى بنغازي
21 ابريل 2011 00:06
أعلنت فرنسا وإيطاليا أمس إرسال ضباط اتصال إلى المجلس الوطني الانتقالي الليبي لدعم المعارضة الليبية في صراعها مع قوات الزعيم الليبي معمر القذافي، وذلك بعد يوم من اتخاذ بريطانيا قراراً مماثلاً. ولدى استقباله رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل في الأليزيه بعد ظهر أمس، أكد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أن باريس “ستساعد” الثوار المناوئين للنظام الحاكم، قائلاً “كما يفعل الإنجليز هناك عناصر عسكريون مع ممثلنا الدبلوماسي لدى بنغازي”، لكنه شدد على أن هذه الخطوة “لا علاقة لها إطلاقاً بإرسال قوات برية”. كما ذكر مكتب الرئاسة الفرنسية أن ساركوزي تعهد لعبدالجليل بأن تكثف بلاده الضربات الجوية على قوات العقيد القذافي. بدوره، أكد وزير الدفاع الإيطالي ايناتسيو لاروسا أمس، أن روما ستضع 10 مدربين عسكريين في تصرف المجلس الانتقالي الليبي مبيناً أن “هذا القرار اتخذ عقب اتصال هاتفي أجراه رئيس الحكومة سيلفيو برلوسكوني مع نظيره البريطاني ديفيد كاميرون”. وتابع الوزير الإيطالي بقوله إن القوات الغربية قد تحتاج إلى تصعيد تدخلها في ليبيا مع بقائها ملتزمة بشروط القرار 1973 الذي أصدره مجلس الأمن بشأن هذه الأزمة. من ناحيته، أفاد متحدث باسم الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس، أن الولايات المتحدة ليس لديها خطط لنشر قوات برية في ليبيا ولكنها تؤيد قرار حلفائها بإرسال مستشارين عسكريين لمساعدة الثوار الليبيين. وجاء ذلك، بعد إعلان نائب الرئيس الأميركي جوزيف بايدن في مقابلة نشرت الليلة قبل الماضية، أن بإمكان حلف شمال الأطلسي “الناتو” معالجة مسألة ليبيا دون مساعدة الولايات المتحدة، مؤكداً أن جهود واشنطن تتركز أكثر على بلدان مثل باكستان أو مصر. لكن المتحدث باسم الخارجية الأميركية مارك تونر قال إن بلاده لا تزال تحتفظ بإمكانية تسليح الثوار في ليبيا الذين يتعرضون لهجوم مكثف من جانب القوات الموالية للقذافي. وفي وقت لاحق مساء أمس، أفاد دبلوماسي أميركي بارز في رسالة إلى أعضاء الكونجرس الأميركي أن الرئيس أوباما يعتزم تقديم مساعدة عاجلة للثوار الليبيين بمبلغ 25 مليون دولار. وأمام خطر انزلاق عسكري للحلف الناتو في المستنقع الليبي واحتدام الجدل حول تدخل غربي على الأرض، أكدت باريس وجود “عدد صغير” من الضباط يقل عن العشرة في بنغازي لإسداء النصح للثوار. كما أعلنت ايطاليا مبادرة مماثلة مع إعلان وزير دفاعها وضع 10 مدربين عسكريين تحت تصرف المجلس الوطني الانتقالي الليبي الذي يمثل الثوار. وكانت لندن قد سبقتهما أمس الأول، بإعلانها إرسال نحو 20 مستشاراً عسكرياً. وقالت كريستين فاج مساعدة المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية إنه “في إطار تعاوننا الثنائي مع المجلس الانتقالي أرسلت فرنسا إلى مبعوثنا الخاص في بنغازي عدداً صغيراً من ضباط الاتصال للتعاون مع المجلس”. وأضافت أن “الهدف يتمثل تحديداً في تقديم النصح إلى المجلس، خاصة في النواحي التقنية واللوجستية والتنظيمية للمساهمة في تعزيز حماية المدنيين وتحسين توزيع المساعدات الإنسانية والطبية”. ومع إعلانها عن هذه المهمة حرصت، باريس أمس على التأكيد من جديد على أنه ليس من الوارد نشر قوات على الأرض لمساعدة الثوار الليبيين. وأكد وزير الدفاع الفرنسي جيرار لونجي مجدداً هذا الموقف أمس، لدى خروجه من الجلسة الأسبوعية لمجلس الوزراء. لكنه اعتبر أن النقاشات التي تدور حالياً حول تدخل قوات برية في ليبيا “يستحق تفكيراً دولياً”. وإثر اجتماع ساركوزي وعبدالجليل أعلنت الرئاسة الفرنسية أن المجلس الانتقالي “لم يطلب على الإطلاق نشر قوات على الأرض”. وأوضح الأليزيه أن وفد المجلس الانتقالي الذي تم استقباله في باريس طالب بـ”تكثيف” الضربات الجوية لقوات الزعيم الليبي، خاصة في مصراتة حيث “الوضع شديد الخطورة”. وأشار المصدر نفسه إلى أن الثوار “يطالبون باستمرار المساعدة الإنسانية وزيادتها” وأن الرئيس الفرنسي أجابهم “سوف نساعدكم”. وقال رئيس المجلس للصحفيين إنه “دعا الرئيس الفرنسي إلى زيارة بنغازي” معقل التمرد، مضيفاً “اعتقد أن ذلك سيكون له أهمية معنوية كبيرة للثورة”. وفي السياق، قال مكتب الرئيس الفرنسي في بيان إن ساركوزي تعهد لعبد الجليل بأن تكثف فرنسا الضربات الجوية على قوات القذافي. ولم يذكر المزيد من التفاصيل بشأن تكثيف الهجمات. وهذه المرة الثالثة التي يستقبل فيها الرئيس الفرنسي ممثلين للمجلس الوطني الانتقالي، لكنها المرة الأولى التي يستقبل فيها رئيسه عبد الجليل في اللقاء الذي حضره عضوان آخران يمثل أحدهما بنغازي والثاني طبرق إلى جانب علي العيساوي مسؤول العلاقات الدولية في المجلس. في واشنطن، أظهرت رسالة بعث بها نائب وكيل وزارة الخارجية للشؤون التشريعية جوزف ماكمانص إلى لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي أن إدارة أوباما تعزز مساعداتها لقوات المعارضة الليبية. وكتب ماكمانص في الرسالة “أود إبلاغكم أن الرئيس يعتزم ممارسة سلطاته بسحب سلع وخدمات تصل قيمتها إلى 25 مليون دولار من موارد أي جهاز في الحكومة الأميركية”. وأضاف أن “الخطوة التي اقترحها الرئيس ستوفر المساعدة الضرورية جداً والتي لا تشمل الأسلحة لدعم الجهود لحماية المدنيين والمناطق التي يسكنها المدنيون والمعرضة لهجمات في ليبيا”. وجاء في مذكرة مرفقة بالرسالة أن المساعدات يمكن أن تشتمل على عربات وشاحنات وقود وعربات اسعاف ومعدات طبية وسترات واقية ومناظير وأجهزة لاسلكية. وتأتي هذه الرسالة التي تحدثت عنها صحيفة “واشنطن بوست” فيما توجه مصراتة التي يمسك بها الثوار وتحاصرها قوات القذافي، نداءات عاجلة للحصول على المساعدة في مواجهة القوات الحكومية التي تقصف المدينة منذ أكثر من 6 أسابيع. وكان نائب الرئيس الأميركي قال في مقابلة مع صحيفة “فايننشال تايمز” الليلة قبل الماضية إنه “إذا أخرجت الولايات المتحدة بقدرة قادر من الحلف الأطلسي..فمن الغريب القول إن حلف الناتو والعالم لا يمتلك القدرة الكافية لمعالجة ليبيا، والأمر ليس كذلك”. وأضاف بايدن للصحيفة وسط استياء في الرأي العام والمشرعين بشأن العمل العسكري في ليبيا، أن “دولا أخرى تنقصها الرغبة لكن المسألة ليس مسألة قدرة”. وتأتي تصريحات بايدن بعد تصريح وزارة الدفاع الأميركية أن مقاتلاتها قامت بأكثر من 800 طلعة فوق ليبيا منذ نقلها قيادة العمليات في الحملة الجوية على ليبيا إلى الناتو. وقال الكابتن في سلاح البحرية دارين جيمس إن المقاتلات الأميركية ألقت خلال الشهر الحالي قنابل ثماني مرات على الدفاعات الجوية لنظام العقيد القذافي. وذكر بايدن أنه على واشنطن أن تقرر ما إذا كانت ستخصص الموارد “للتركيز على إيران ومصر وكوريا الشمالية وأفغانستان وباكستان”. وأضاف “لا يمكن أن نفعل كل شىء في وقت واحد”، موضحاً أن “السؤال المطروح حالياً هو اين يجب أن تكون مواردنا؟”.
المصدر: عواصم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©