الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الإنتر وميلان.. «ديربي الغضب» بذكريات زمان

الإنتر وميلان.. «ديربي الغضب» بذكريات زمان
18 ابريل 2015 23:20
محمد حامد (دبي) لا يهم أن يكون ميلان تاسعاً برصيد 42 نقطة، والإنتر عاشراً بـ41 نقطة بعد مرور 30 جولة من منافسات الدوري الإيطالي للموسم الجاري «2014 – 2015»، لكن المهم أن الديربي الميلاني لازال يحتفظ ببريقه الجماهيري والتاريخي على الأقل، حتى وإن كانت المنافسة بينهما على ألقاب البطولات قد تراجعت في السنوات الأخيرة، لأسباب متشابهة تتعلق بمشاكل إدارية وغياب الدعم المالي الذي يليق بعملاقين من عمالقة الكرة الأوروبية، سبق لهما منح إيطاليا دوري الأبطال الأوروبي 10 مرات. وعلى الرغم من استقرار الإنتر وميلان في منتصف جدول الترتيب، إلا أن أنظار الملايين تتجه إلى سان سيرو الليلة لمتابعة «قمة الوسط» بحكم الحاضر، و«القمة المطلقة» بحكم التاريخ بين الفريقين، حيث يسعى كل منهما لحفظ ماء الوجه ومنح جماهيره انتصارا معنويا على الغريم الأزلي، يعيد له بعضاً من البريق والكبرياء، في ظل انتهاء فرص كل منهما في إنهاء الموسم بلقب كبير، أو في ترتيب يليق بتاريخ كل منهما، وهناك عدة أسباب تجعل الديربي يحتفظ ببريقه على المستوى الجماهيري والإعلامي. الاهتمام العالمي وفقاً لتقارير نشرتها صحيفة «لا جازيتا ديللو سبورت» الإيطالية قبل ديربي اليوم، أشارت إلى أن الاهتمام العالمي بالديربي لازال حاضراً بقوة، حيث من المتوقع بث المباراة إلى 200 دولة حول العالم، وهو ما يفوق عدد الدول التي تتمتع بعضوية مجلس الأمن الدولي، والبالغ عددها 194 دولة، مما يؤكد أن القمة الإيطالية حتى وإن جاءت الموسم الجاري بين الإنتر والميلان وهما أبعد ما يكون عن حسابات التنافس على اللقب، إلا أنها لازالت تتمتع باهتمام عالمي لافت. ومن المتوقع أن يقوم بتغطية المباراة ميدانياً 250 صحفيا، منهم 50 من الأجانب، و60 مصوراً، وهو مؤشر آخر يؤكد أهمية المباراة من الناحية الإعلامية، والذي يأتي استجابة للاهتمام الجماهيري بطبيعة الحال، ومن الناحية الجماهيرية فقد تم بيع 71 ألف تذكرة، أي أن الجماهير لازالت حريصة على الحضور إلى سان سيرو لاستعادة ذكريات المنافسة المثيرة بين الفريقين. التاريخ والعراقة تأسس الإنتر قبل 107 أعوام، فيما كان ظهور الميلان قبل 115 عاماً، وطوال هذه السنوات نجحا في الحصول على العدد الأكبر من البطولات على المستوى القاري، مقارنة بأندية إيطاليا الأخرى، وخاصة الميلان الذي حصد دوري الأبطال 7 مرات، فيما عانقه الإنتر 7 مرات، وعلى مستوى بطولة الدوري حصلا على اللقب معاً 36 مرة، بواقع 18 مرة لكل منهما. فضلاً عن حصولهما على كأس إيطاليا 13 مرة، وسوبر إيطاليا 11 مرة، وغيرها من البطولات المحلية والقارية والعالمية، فقد حظي كل منهما بشرف الحصول على لقب مونديال الأندية مرة واحدة في العهد الجديد، فضلاً عن جلبها لإيطاليا في السابق أكثر من مرة حينما كان يطلق عليها كأس الإنتركونتننتال. القيمة المالية بعد أن أصبحت كرة القدم صناعة تتمتع بقوة اقتصادية هائلة، لم يعد خافياً على أحد أن تقييم الأندية من الناحية المالية يعد أحد أهم مؤشرات مكانتهان ومن هذه الزاية يتمتع الإنتر والميلان بحضور لافت على الساحة العالمية في هذا الجانب، فالقيمة المالية للناديين معاً تصل إلى مليار و345 مليون دولار وفقاً لتقديرات مجلة فوربس الأميركية لعام 2014، يحظى الميلان منها بـ 945 مليوناً، والإنتر بـ 235 مليوناً. أما عن القيمة السوقية لنجوم الفريقين معاً، فتصل إلى 440 مليون يورو، منها 228 مليوناً لفريق الإنتر، و210 ملايين للميلان، مما يؤكد أننا لا نتحدث عن مباراة بين فريقين في منتصف جدول الترتيب فحسب، بل هي قمة من العيار الثقيل حتى بالمفاهيم المالية والاقتصادية، سواء فيما يخص قيمة النادي أو قيمة الفريق كأفراد ينشطون في صفوفه في الوقت الراهن. «شعبية التواصل» يبلغ مجموع الجماهير التي تتابع الميلان وإنتر ميلان عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وخاصة فيسبوك وتويتر حوالي 33 مليوناً، ولا يمكن القول إنه عدد صغير مقارنة بالبارسا والريال مثلاً، ولكنه يظل كبيراً مقارنة مع كثير من الأندية الأخرى على الساحتين الإيطالية والعالمية. واللافت في الأمر، أن شعبية الميلان تبدو أكبر من الإنتر، وفق مقياس مواقع التواصل الاجتماعي على الأقل، حيث يصل عدد جمهور «الروسونيري» عبر الفيسبوك إلى 24 مليوناً، ومن خلال تويتر يصل إلى 2.5 مليون تقريباً، أما منافسة في ديربي الليلة «الإنتر» فيتابعه عبر تويتر ما يقرب من 800 ألف، ويصل عدد عشاقه على فيبسوك إلى ما يقرب من 5 ملايين متابع. طموحات باقية لم يفقد عشاق الإنتر، وأنصار الميلان الأمل في عودتهما إلى القمة من جديد، سواء على المستوى المحلي أو القاري، حيث يتمتع كل منهما بالتاريخ والقاعدة الجماهيرية، ولا يمكن أن يظل العائق المالي أو الإداري عقبة في طريق كل منهما للعودة إلى المنافسة على البطولات من جديد، حيث من المتوقع أن يتم التغلب على هذه العقبات بطريقة أو بأخرى في المستقبل القريب. ولعل ذلك ما يجعل الملايين حول العالم يستمرون في متابعة مباريات الإنتر والميلان، كما أن فريق اليوفي لم يتمكن من الظهور على الساحة القارية بالطريقة التي يحلم بها عشاق الكرة الإيطالية، فقد سيطر على بطولة الدوري، ولكنه لم يتمكن خلال السنوات الماضية من الذهاب بعيداً في دوري الأبطال، مما يجعل الآمال معلقة على الإنتر والميلان بالإضافة إلى اليوفي ليكون للكرة الإيطالية ثقلها وحضورها القوي على الساحة القارية في السنوات القادمة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©