السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

من همنجواي إلى أمه: طبيعي أنكِ لم تحبي روايتي!

من همنجواي إلى أمه: طبيعي أنكِ لم تحبي روايتي!
24 يونيو 2017 01:02
محمد نجيم ( الرباط) ينقلنا كتاب «أمي الحبيبة» من بودلير إلى سانت ايكزوبيري، رسائل أدباء» للباحث والمترجم المغربي سعيد بوخليط، لنتعرف على تفاصيل دقيقة وأسرار ملغزة ربما لم تكن معروفة من قبل عن علاقة عدد من كبار أدباء العالم، ممن تركوا للإنسانية أثاراً أدبية خالدة، ومن بين هؤلاء شارل بودلير، غوستاف فلوبير، هنري جيمس، أندريه جيد، مارسيل بروست، جان كوكتو، ويليام فولكنر، إرنست همنغواي، سانت إيكزوبيري.. عبر صفحات هذه الكتاب ندخل عوامل الطفولة والشباب والتي عاشها هؤلاء مع أمهاتهم. نتعرف على مواقف وأحداث صنعت الظروف والأرضية التي أعطت الإرهاصات الأولى والومضات السحرية لإبداعات وأفكار هؤلاء العظام اللذين أناروا ظلمة العالم بكتاباتهم ورواياتهم وأشعارهم الطافحة بالإنسانية والجمال. فنحن ندرك أن هؤلاء العظام لم تكن أيامهم كلها فرح، وإن الكثير من هؤلاء عاش المحن التي ربما جسدوها في أعمالهم، ومن هؤلاء نختار تجربة إرنست همنغواي، ففي رسالة يعود تاريخها إلى « 15 فبراير 1927 يكتب إرنست همنغواي لوالدته قائلًا: عزيزتي أمي: شكراً لانهائيا فقد توصلت منك بجدول معرض مارشال فيلد والذي يتضمن إعادة إنتاج للوحتكِ «دكان الحداد»، تبدو جميلة جدا وتمنيت كثيراً لو رأيت النسخة الأصلية. مضيفاً في رسالته «لم أكتب لك جواباً عندما تلقيت منك رسالة بخصوص موضوع رواية الشمس تشرق أيضاً،إلخ.. لأني لم أستطع كبت نفسي عن الغضب ومن الغباء الشديد أن تكتب رسائل وأنت في حالة انفعال، ثم يزداد الموقف حمقاً إذا توخيت الكتابة إلى أمك. طبيعي جدا أنكِ لم تحبي روايتي وأتأسف لأنك تقرئين أي كتاب يحدث لديك الحزن والاشمئزاز. من جهة ثانية لست خجلًا مطلقاً من هذا العمل، اللهم في نطاق عجزي على أن أصور بالألفاظ وبدقة الشخصيات التي أصفها أو أبتغي جعلها حقا تتمتع بالحياة لدى القارئ. وفي رسالة أخرى يعود تاريخها إلى سنة 1949 يقول إرنست همنغواي موجها الكلام لوالدته «شكراً جزيلاً عن رسالتك. لقد سعدت كثيراً لحظتها وأنا أحصل على الكتب مثلما فعلت معنا ونحن أطفال. تسلمتها في مدينة ‹›كي ويست›› التي لم أزرها منذ سنوات طويلة.اسمحي لي أن أهنئك على اهتماماتك الرائعة ومحبتك لنا جميعا فترة شبابنا مع أننا مثّلنا لك مصدراً كبيراً للإزعاج. كان ممتعاً قراءة الإشارة التي وقعتيها على الكتاب أما الصور الملتقطة من طرف أبي فجلها تقريباً آسرة. أتمنى لك دوام الهناء، وأن تظل جميع أمورك على ما يرام وأيضاً بالنسبة لروث أرنولد،الذي أبعث له تذكاراً ودوداً جداً».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©