السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

شكاوى تربوية من ضعف التحصيل الدراسي للطلبة خلال رمضان

شكاوى تربوية من ضعف التحصيل الدراسي للطلبة خلال رمضان
11 سبتمبر 2008 01:54
تشهد أروقة الميدان التربوي في الدولة نقاشا حول أثر الصيام على صحة الطلبة واستيعابهم للمحتوى الدراسي، خصوصا في مرحلتي رياض الأطفال والابتدائية، بحسب تربويين يؤكدون أن معدلات استيعاب هؤلاء الطلبة ''تنخفض'' في شهر رمضان المبارك، ويعاني معظمهم من مشاكل صحية وجسدية مرتبطة بالصيام وكيفية قضاء الطالب لليل رمضان''· ويرى عدد من مديري ومديرات المدارس أن بعض الطلبة الذين تتراوح أعمارهم بين 4 و 12 عاماً يأتون إلى مدارسهم ''وهم نيام''، خصوصا صغار السن منهم، في حين تصر نسبة كبيرة من طلبة ''الابتدائية'' على التمسك بالصوم على الرغم من المشاكل الصحية التي يعانون منها نتيجة العطش والجوع· وتجد صالحة إبراهيم جاسم، وهو طالبة في الصف الخامس الابتدائي، صعوبة في استجماع قواها الذهنية داخل الفصل الدراسي، حيث تشعر بأنها ''بعيدة تماما'' عن دائرة الفهم خلال شرح المعلمة للمادة الدراسية بدءا من الحصة الثانية، مشيرة إلى أنها تعاني طوال اليوم الدراسي من دوار شديد، خصوصا في هذه الفترة التي يبلغ متوسط درجات الحرارة فيها 40 درجة مئوية· ورغم اعتياد يعقوب سعيد، في الصف الرابع الابتدائي، على الصيام منذ كان في السادسة من عمره، إلا أنه يشعر بتعب مضاعف في رمضان الحالي، لا يجد منه مفرا إلا بالنوم في الحافلة المدرسية أثناء العودة إلى المنزل، ''وبمجرد نزولي من الحافلة، أقصد المنزل سريعاً وأنام حتى لحظة أذان المغرب وتناول طعام الإفطار''· وكثيرا ما تقترن حالة عدم التركيز في شهر رمضان، بأسباب لا تتعلق بالصيام بقدر ارتباطها بنظام الحياة ''الرمضانية''· فجاسم محمد الهرمودي، وهو طالب في الصف الثامن، يرى أن عدم حصول الطالب على قسط كاف من النوم، لارتباط الشهر الكريم بالمظاهر الاجتماعية من زيارات الأهل والأصدقاء إلى الزخم الإعلامي والدرامي الذي تعج به الفضائيات· يقول جاسم ''عندما نركب حافلة المدرسة في الثامنة صباحا، يخيل إليّ أننا في غرفة نوم· فمعظم زملائي يرقدون على المقاعد، وبالطبع هناك من يواصل النوم منهم حتى أثناء شرح المعلم''· وترى أمل الجنيبي رئيسة قسم ذوي الاحتياجات الخاصة في منطقة أبوظبي التعليمية أن مسألة انخفاض معدلات استيعاب الطلبة للمحتوى الدراسي خلال شهر رمضان ''لا تستند إلى أسس علمية دقيقة· فلا توجد حتى الآن دراسة علمية تؤكد أو تنفي هذه الفرضية''· وتضيف أن ما يردده الطلبة من انخفاض مستوى استيعابهم في رمضان ''يرتبط بالحالة النفسية لكل منهم، كما أن هذا الشعور مرتبط بدرجة أكبر بحالة الإعياء الناتجة عن السهر معظم ساعات الليل''· وتلقي الجنيبي بالمسؤولية على الأسرة التي لا ''تبذل جهودا كافية لتوعية الأبناء بكيفية استثمار الوقت في شهر رمضان خصوصا خلال الليل''· وتتابع أن هناك كثيرا من الأسر تترك أبناءها ''دون رقابة''، حيث يذهب الأبناء بعد صلاة العشاء والتراويح إلى مقاهي الانترنت، لقضاء الوقت في الألعاب الإلكترونية، ثم يعودون منتصف الليل، وكثير منهم يتابع المسلسلات التلفزيونية إلى وقت السحور، لتستقبلهم المدرسة ''وعيونهم مؤرقة من طول السهر''· وشددت الجنيبي على دور الأسرة في مساعدة الطالب في أداء واجبه الديني والعلمي خلال الشهر الفضيل، عبر مساعدته في ''تنظيم وقته بطريقة تتيح له أن يأخذ قسطاً وافراً من الراحة والنوم بما يمكنه من النهوض في الصباح الباكر والذهاب إلى مدرسته في كامل حيويته ونشاطه''· وتؤكد صفية محمد مديرة مدرسة الآفاق النموذجية في أبوظبي أن المدرسة ترصد حالات إعياء بين الطلبة قبل وصولهم إليها، بسبب طول السهر في الليل، كما أنها تتابع الحالة الصحية لطلبتها خلال نهار رمضان، مشيرة إلى أن المدرسة توفر رعاية طبية لهذه الحالات ''وأحيانا يستدعي الأمر الاستعانة بالطبيب أو الممرضة في عيادة المدرسة، أو الاتصال بأولياء الأمور لاصطحاب الطالب من المدرسة إلى البيت''· وتهيب المديرة بأولياء الأمور وخاصة الأمهات ضرورة توضيح مقاصد الصيام ومعانيه السامية للأبناء، بحيث يتمكن كل منهم من أداء هذه الفريضة، بما لا يؤثر على مستواه الدراسي أو يسبب له متاعب صحية· وتشير إلى أن هذه المشاكل ظاهرة متكررة سنويا في رمضان، لكن معدلاتها زادت هذا الشهر لاعتبارات تتعلق بارتفاع درجات الحرارة· وقالت ماجدة نعيم المشرفة الصحية بمدرسة الآفاق النموذجية إنها تستقبل يومياً طلبة يعانون من مشاكل صحية بسبب الصيام، تتعلق معظمها بالصداع النصفي والشعور بالغثيان والرغبة في القيء، عازية هذه المشاكل إلى السهر وعدم الحصول على قسطٍ وافر من النوم، إضافة إلى حاجة الجسم إلى الماء والسوائل
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©