السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

فدعق يدعو إلى نبذ الغلو والتطرف في المجتمعات الإسلامية

11 سبتمبر 2008 01:59
قلب الفقيه والمفكر الإسلامي السعودي عبدالله بن محمد فدعق الهاشمي مقولة الإمام الغزالي: ''ليس بالإمكان أفضل مما كان''، حينما أكد أنه في الإمكان أبدع مما كان، وذلك في محاضرة له مساء أمس الأول بمسرح أبوظبي بكاسر الأمواج ضمن برنامج المحاضرات والندوات في المهرجان الرمضاني الثالث لنادي تراث الإمارات بالتعاون مع الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف· وأوضح فدعق، وهو من ضيوف صاحب السمو رئيس الدولة ''حفظه الله''، أن مقولة الغزالي طرحت عندما أراد أن يستعرض مسألة القدر في حياة الإنسان، لأن الله إذا قدّر أمرا وقضاه أصبح من الأمور الحتمية، في حين أنه يشير إلى الفكر والاستقصاء بصورة تتوافق مع إنسان اليوم، موضحا أنه ''ليس هناك حجر على الفكر الجديد في مناقشة قضايا الإسلام المعاصر''· وطالب ''بعدم الركون للعجز والاستسلام لثوابت الواقع، حتى نتمكن من الإبداع والانطلاق والتحرر من القيود التي تؤدي إلى قبول كل ما هو موجود في حياتنا''· وركز فدعق في المحور الأول من محاضرته على ''الغلو'' في الحياة، واصفا إياه بأنه صنو التطرف الذي يصنع الإرهاب الذي أصبح بالنسبة للغرب اصطلاحا مرادفا للإسلام· وقال: ''الإرهاب موجود في كل العالم، ولكن ضعفنا هو الذي أسهم في ترسيخ هذا الاصطلاح في عقول الغرب''، لكننا بالمقابل نستطيع قلب وتغيير هذا الاتهام الظالم بالخروج من هذه الدائرة من خلال التعرف على الخلل الذي يحققه الغلو· وأرجع الغلو إلى جملة من الأسباب أهمها التشدد في الفكر، بحيث أصبح هذا العنصر هاجس الدول والشعوب، وإطاعة المولى بجهل ودون معرفة حدود الطاعة الحقيقية، وأيضا البيئة القاسية للأفراد وهي عامل مساعد للتطرف والتعصب· كما سلط الضوء على أسباب عديدة من مثل: ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، إحساس الأفراد بالظلم، والفجوة بين العلماء وجمهرة العامة، والخلل في مناهج التعليم وبخاصة في مجال تكريس التصنيفات المذهبية، وأخيرا مصادرة الحريات· وأكد أن التوازن الشفاف في الفكر والخطاب العقلاني يمكن لها تحقيق طموحاتنا بأن تعيش المجتمعات بدون غلو أو تطرف، بعيدا عما يسود حياتنا من تناحر وانشقاق الصفوف، بما يسهم في تأجيج نار الهجمة الخارجية على الإسلام والمسلمين· وركز فدعق في المحور الثاني من محاضرته التي تابعها عتيق بن قنون الفلاسي رئيس اللجنة العليا المنظمة للمهرجان مساعد المدير العام للأنشطة، وقدم لها وأدارها محمد حسن المرزوقي رئيس قسم العلاقات العامة في النادي - على الأخطار التي يعكسها الغلو على المجتمعات الإسلامية، متمثلة بذلك التنافر بين الناس بما يعمل على خلق الفرقة والتمييز في الصف الإسلامي· انتهى فدعق في المحور الثالث من محاضرته إلى التأكيد على أننا نستطيع أن نعيش بدون غلو، وأن في الإمكان أبدع مما كان بالتخلي عن علاج ظاهرة الغلو بالحلول الأمنية والاقتصادية· وقال ''مطلوب معالجة الأمر في إطار موضوعي وبعقلانية بتحقيق العدالة الاجتماعية أولا، وإطلاق الحريات الفكرية بانضباطية''· كما أقيم على خشبة مسرح أبوظبي بكاسر الأمواج الاثنين الماضي فعاليات الجولة الثانية من مسابقة أفضل مرتل للقرآن الكريم· وشارك في المسابقة ممثلون عن خمس دول عربية هي الاردن وسوريا وفلسطين والسودان واليمن إلى جانب دولة الإمارات· وأثنى عتيق بن قنون الفلاسي رئيس اللجنة العليا المنظمة للمهرجان مساعد المدير العام للأنشطة في كلمة له في افتتاح المسابقة على مشاركة التلاميذ صغار السن في هذه المسابقة التي تستقطب كل يوم أعدادا جديدة من كافة أرجاء الدولة· كما نوه بجهود أعضاء لجنة التحكيم ورعاة المهرجان· وأشاد الفلاسي بجهود سمو رئيس النادي ودعمه الشخصي لمسابقتي المهرجان ''شباب القرآن'' و''أشبال القرآن'' وإسهامهما في تأسيس قاعدة شبابية من حفظة القرآن وتلاوته وتجويده وفق الأسس والأحكام المرعية التي تحرص لجنة التحكيم على ترسيخها بين المتسابقين· يذكر أن إدارة النادي خصصت مبلغ 27 ألف درهم كجوائز للفائزين في المسابقة التي يرعاها مصرف أبوظبي الإسلامي وهيدرا العقارية· من جانب آخر، يتابع الجمهور في العاشرة مساء اليوم وعلى مسرح أبو ظبي بكاسر الأمواج لوحات من المالد لفرقة السيد عبدالله الهاشمي· وفي مسرح النادي بإدارة الأنشطة والسباقات البحرية بجانب جامعة زايد للبنات، يتزامن مع ذلك إقامة مهرجان الألعاب الشعبية للشباب والفتيات تحت شعار ''ألعابنا الشعبية إرث وطني يتجدد''·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©