الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

سرعة أسامواه ترسم ملامح أداء «الزعيم» في «الكلاسيكو»

سرعة أسامواه ترسم ملامح أداء «الزعيم» في «الكلاسيكو»
17 ابريل 2012
بعد أن تغلق ملاعب “دورينا” أبوابها عقب كل جولة من جولات دوري المحترفين، يفتح “ستاد الاتحاد” أبوابه ليقدم إلى القارئ العاشق لكرة القدم رؤية تحليلية عميقة للمباريات بوجهة نظر فنية بحتة من خلال الخبير الكروي والمحلل الفني والمحاضر الدولي الشهير الدكتور طه إسماعيل، الذي يطل عبر صفحاتنا مرة أسبوعياً ليقلب معنا أوراق الجولة بنظرة هادئة محايدة مجردة من أي انتماء أو هدف سوى تقديم خدمة مميزة لكل الجماهير مهما اختلفت الألوان والانتماءات. دبي (الاتحاد) – خرج العين بأقل الخسائر من موقعة زعبيل، حيث كان الهدف الأول لمتصدر جدول ترتيب الدوري هو تجنب الخسارة أمام طموح الوصل، رغم أن الفوز كان قريباً من “الزعيم” في بعض أوقات المباراة، كما كان قريباً من “الإمبراطور” في أوقات أخرى، وهو ما جعل التعادل بين الفريقين عادلًا ومنطقياً، وهو ما حقق أهداف “العيناوية” في الاقتراب خطوة من اللقب، وأيضاً حقق هدف “الفهود” في رفع الروح المعنوية بأداء قوي ونتيجة جيدة أمام أفضل فرق المسابقة. اعتمد الفريقان في المباراة على سلاح واحد وهو “الكرات الطويلة” مع اختلاف الهدف منها، حيث كان هدف لاعبي الوصل من الكرات العالية، هو توصيل الكرة إلى رأس أوليفيرا، بينما كان الهدف من الكرات الطويلة في العين، هو توصيل الكرة في مساحة خالية، لانطلاقات أسامواه جيان، وكان استخدام الكرات الطويلة يهدف إلى تفادي الزحام وسط الملعب، وتفادي الضغط من لاعبي الفريق المنافس، خاصة أن كل فريق اهتم بتأمين الدفاع بـ7 لاعبين لمواجهة الهجمات المرتدة للفريق الآخر. ووقع مارادونا مدرب الوصل في حيرة شديدة خلال الشوط الأول، بين اللعب بالدفاع المتقدم، الذي قد يتيح للغاني أسامواه المساحات التي يريدها، أو اللعب بطريقة الدفاع المتأخر، الذي يمنح الفرصة للثلاثي هلال سعيد ورادوي وياسر القحطاني في الوسط خلف رأس الحربة لبناء الهجمات بطريقة أكثر تنظيماً، ودفع خط دفاع الوصل ثمن تمركزه على خط واحد في أكثر من موقف في مواجهة الكرات الطويلة التي أرسلها لاعبو العين، خاصة في الشوط الأول، قبل أن يفطن اللاعبون لذلك في الشوط الثاني. وكان تأخر دوندا كثيراً في وسط الملعب وابتعاده عن منطقة الخطورة، لذلك لم يكن الوصل في شكل هجومي جيد خلال الشوط الأول، ولم يشكل خطورة على مرمى العين، خاصة أن تمريرات دوندا إلى أوليفيرا كانت مقروءة، وهو ما سهل مهمة التعامل معها، لكن لاعبي “الإمبراطور” قاموا بتعديل طريقتهم مع تولي دوندا عجلة القيادة الأمامية، حيث لعب على حافة منطقة جزاء العين من الجهة اليسرى التي لعب منها الكرة العرضية مرتين، الأولى إلى عيسى علي لعبها رأسية بجوار القائم، والثانية إلى خلعتبري حولها في الشباك برأسه. وكان الوصل هو الأفضل في الشوط الثاني من خلال طريقة 4-2-3-1، بعد أن ضغط لاعبوه على “بدالة السرعة” لمواجهة تفوق العين فاستطاعوا تحويل التأخر بهدف إلى تقدم 2 - 1 قبل أن يخطئ طارق حسن، ويتسبب في ضربة جزاء لمصلحة أسامواه بسبب التسرع والالتحام المتهور مع المهاجم الخطير. ولعب العين بطريقة 4-4-1-1 من خلال وجود ياسر القحطاني خلف أسامواه من أجل ملء الفراغ بين رأس الحربة ولاعبي الارتكاز هلال سعيد واردوي وأيضاً بين علي الوهيبي في اليمين وسكوكو في اليسار، ولجأ العين أيضاً إلى الكرات الطويلة، خاصة في الشوط الأول خلف دفاع الوصل لاستغلال سرعة القحطاني وجيان. والحقيقة أن الروماني كوزمين مدرب العين لم يكن موفقا في التبديلات التي أجراها، وذلك تحت ضغط مسؤولية المباراة، وذلك سواء مع بداية اللقاء بوجود إسماعيل أحمد على حساب مهند سالم رغم سرعة إيقاع المباراة، أو اشتراك سكوكو دون اكتمال لياقته، ثم أثناء المباراة بإشراك محمد عبد الرحمن بدلاً من ياسر القحطاني والإبقاء على سكوكو، وإن غطت قدرات أسامواه جيان ومعه علي الوهيبي على بعض الأخطاء، التي ظهرت بعد ذلك بوضوح. اختل توازن أداء العين بعد خروج ياسر القحطاني، الذي تسبب في زيادة سيطرة الوصل على مجريات اللعب من الناحية الهجومية، وهو ما كان سبباً في إحراز أصحاب الأرض لهدفين خلال الدقائق الثلاث التي تلت التبديل، حيث خرج القحطاني في الدقيقة 62 وأحرز الوصل هدفيه في الدقيقتين 65 و66، وهو ما حاول كوزمين تداركه من خلال مشاركة عمر عبد الرحمن في الدقيقة 71 كمحاولة لاستعادة التفوق الهجومي. حاول الع ين بعد ذلك العودة للمباراة من خلال شخصية الفريق، الذي يتماسك دائماً بحثاً عن التعديل، وبالفعل أهدر سكوكو فرصة التعديل، ليأتي بعدها أسامواه ويستغل خبرته في الضغط على المدافع داخل منطقة الجزاء لإجباره على ارتكاب الخطأ، ليحقق الفريق التعادل، الذي خسر معه نقطتين، لكنه لم يخسر المباراة أو يخسر “هيبة” الصدارة. وبصفة عامة كانت المباراة مهمة بدنية صعبة على لاعبي الفريقين، تفوق فيها مارادونا في بعض الفترات على كوزمين، وظهرت شخصية الفريقين المتميزة خلال الشوطين، وكان الشوط الثاني هو الأفضل تكتيكياً، ونجح العين في الحفاظ على الكبرياء رافضاً الخسارة أمام فريق كبير على ملعبه، وأيضا نجح الوصل في التعبير عن نفسه كفريق كبير يستطيع تغيير النتيجة من تأخر إلى تعادل وتقدم، ولو أمام العين، فكانت المباراة مكسبا للفريقين رغم حصول كل منهما على نقطة واحدة. بني ياس أهدر فرصة التفوق «التكتيكي» أمام النصر دبي (الاتحاد) - لم يتمكن فريق بني ياس ومدربه الأرجنتيني كالديرون من استغلال الأخطاء التي وقع فيها مدرب النصر الإيطالي والتر زنجا من خلال التشكيلة الغريبة التي بدأ بها المباراة، التي كانت سبباً في تفوق “السماوي” بوضوح في الجزء الأول من اللقاء، بعد أن أبقى مدرب “العميد” على الثلاثي حبيب الفردان ومارك بريشيانو ويونس أحمد بين البدلاء. ورغم تفوق بني ياس ونجاحه في إنهاء الشوط الأول متقدما بهدف، إلا أن هذا التفوق لم يكن كافياً له لكي يفرض أسلوبه، خاصة أن طرد محمد فوزي في الدقائق الأولى من الشوط الثاني أفسد التنظيم الذي اعتمد عليه كالديرون منذ بداية المباراة، واللعب على تضييق المساحات وعدم الاندفاع الهجومي، وعمل حساب كبير لطريقة النصر وهجماته المرتدة التي اشتهر بها، مع ترك المهام الهجومية لرأس الحربة سانجاهور ومعه أحمد علي ثم يستى، ولكن لاعبي “السماوي” لم يملكوا من الروح والإصرار ما يكفي لاستغلال أخطاء أداء لاعبي النصر لتحقيق الفوز. ولأن أصحاب الأرض أهدروا فرص التفوق في الشوط الأول، كان على الضيوف تعديل الشكل وطريقة اللعب، وهو ما كان زنجا حريصاً على تحقيقه مع بداية الشوط الثاني دون أي تأخير بإشراك يونس أحمد والأسترالي بريشيانو، ومن بعدهما جمال إبراهيم من أجل إعادة التوازن الهجومي لفريقه، وهو ما تحقق بالفعل على عكس تبديلات كالديرون التي أربكها طرد محمد فوزي ليدفع بالعُماني فوزي بشير ثم عامر عبد الرحمن وسلطان الغافري. ويحسب لفريق بني ياس عدم الانهيار، بعد إدراك ليو ليما التعادل للنصر في الدقيقة 55، لينجح سانجاهور هدف تقدم بني ياس مرة أخرى، وهي إحدى المرات القليلة التي استخدم فيها أصحاب الأرض اللعب العرضي، من خلال تمريرة عامر عبد الرحمن على رأس سانجاهور، ويحسب أيضاً لفريق النصر عدم الاستسلام حتى الدقائق الأخيرة من عمر المباراة ليدرك التعادل برأس مدافعه الجديد علي سالم العامري، الذي قد يصبح أحد أبرز لاعبيه لو استمر في الموسم المقبل، وهو المعار من الجزيرة. ويملك العامري قدرات تشبه مدافع العين إسماعيل أحمد من حيث القوة في الأداء الدفاعي والمهارة في ضربات الرأس والتقدم خلف المهاجمين والمساندة والتغطية، وهو يعتبر أحد مكاسب النصر في الفترة الأخيرة، وإن كان وجوده على حساب محمود حسن أمر غريب بعض الشيء لأن محمود حسن كان يشكل ثنائياً جيداً مع هلال سعيد طوال الدور الأول للدوري، بينما يمكن استغلال العامري في أكثر من مركز آخر لأنه يملك هذه المقومات. وقد لعب المدربان كالديرون وزنجا بأكثر من طريقة طوال زمن المباراة وفق ظروفها ومتغيراتها، والسؤال الذي يفرض نفسه، إن كان كل مدرب يملك الأوراق الرابحة في قائمة البدلاء، فلماذا يتم تأخير الدفع بها، خاصة أن زنجا بدأ المباراة بتشكيلة خاطئة باعترافه هو شخصياً، ولو كان الفردان وبريشيانو غير جاهزين فكان يجب عدم وضعها بين البدلاء وإن كانا جاهزين فلماذا لم يلعبا من البداية؟ «المجازفة الكاملة» تحقق هدف «الفرسان» أمام طموح «أسود دبي» دبي (الاتحاد) - لعب الأهلي رافعا شعار “المجازفة الكاملة” أمام دبي، حيث كان التشكيل الذي لعب به الإسباني كيكي فلوريس مدرب الفريق مؤشراً على النزعة الهجومية التي يريدها من البداية، وهو ما جعل الفريق يسجل 4 أهداف في 34 دقيقة، ولعب “الفرسان” بطريقة 4-2-3-1 من خلال وجود عبد العزيز هيكل ويوسف محمد وبشير سعيد وأحمد معضد في الخط الخلفي، وأمامهم ثنائي الارتكاز ماجد حسن وعلي حسين، ثم الثلاثي إسماعيل الحمادي وإيمان وخيمنيز وفي المقدمة جرافيتي، وهو ما يوضح رغبة المدرب الإسباني الهجومية. استغل لاعبو الأهلي المساحات خلف مدافعي دبي، خاصة أن ماجد حسن يميل إلى الهجوم أيضاً من خلال مركز الجناح الأيسر مع رباعي الهجوم الأمامي، ومع هذه النزعة الهجومية الكبيرة لم يكن هناك أي نوع من التوازن وسط الملعب، ومن خلفه خط الدفاع الذي لم يلعب بتمركز صحيح مع ترك مساحات خالية كبيرة في الخلف، وكان من نتيجة ذلك تسجيل دبي لهدف مبكر نتيجة تمريرة رائعة من كمارا إلى نيكولاس، الذي حصل على ضربة جزاء سجل منها حسن عبد الرحمن ليخسر دبي جهود مارين للإصابة ويخسر الأهلي جهود أحمد معضد للطرد. والغريب أن الأهلي لعب بشكل أفضل من الناحية الدفاعية بعد طرد معضد، حيث نجح لاعبوه في تضييق المساحات وتغيير طريقة اللعب إلى 4-3-1-1 بعد مشاركة عبد الله أحمد بدلًا من ماجد حسن، وكأن الطرد تسبب في زيادة دوافع لاعبي الأهلي، فلعب الفريق بتماسك أكبر وخطوط متقاربة واستخدام جيد للمرتدات السريعة عن طريق إيمانا وجرافيتي والحمادي، لينجح في تحقيق الفوز الكبير في النهاية رغم اهتزاز شباكه ثلاث مرات. ولعب دبي بطريقة 4-2-3-1 التي تحولت إلى 4-4-2 أو 4-4-1-1 في بعض الأوقات، حيث تغيرت طريقة اللعب بعد إصابة مارين وخروجه ومشاركة عبد الله عبد القادر، ولعب الفريق بشكل جيد هجومياً، لكن تباعد الخطوط سمح للاعبي الأهلي باستغلال المساحات، خاصة من العمق ومن الجهة اليمنى، وهو ما كان سبباً في هدفين مبكرين للأهلي. لم يجد “الأسود” الحلول الكافية لاختراق دفاع الأهلي، رغم النقص العددي في صفوف المنافس مع الاعتماد على الهجمات المرتدة في الشوط الأول، لكن الأمر تغير في الشوط الثاني، بعد اهتمام الأهلي بالدفاع، حيث كان يجب على لاعبي دبي ومدربهم أيمن الرمادي استغلال النقص العددي في صفوف المنافس بتنويع طريقة الاختراق من الجانبين لتفادي الزحام في العمق، وكان أيضاً يحتاج إلى بعض التوازن لمنع تلقي أهداف جديدة تصعب مهمة التعويض. ثبات معدل التهديف دبي (الاتحاد) - شهدت الجولة الـ18 تسجيل 24 هدفاً في المباريات الست بواقع 4 أهداف في المباراة الواحدة، وهو معدل الجولة الماضية نفسه والتي وصفنا زيادة أهدافها بغير المنطقي في ظل ضرورة اهتمام الفرق باللعب الدفاعي والحرص على كل نقطة مع اقتراب قطار الدوري من محطاته الأخيرة، لكن استمرت زيادة عدد الأهداف وتفوق المهاجمين على المدافعين. وحظيت معظم المباريات بعدد كبير من الأهداف، حيث فاز الأهلي على دبي 5 - 2، وفاز عجمان على الإمارات 3 - 1، وانتهت مباراتا بني ياس مع النصر والوصل مع العين بالتعادل 2 - 2، والوحدة على الشارقة 2 - 1، والجزيرة على الشباب 2 - صفر دون انتهاء أي مباراة بالتعادل السلبي أو الإيجابي في ظل رغبة كل الفرق في تحقيق الفوز. ولم يحدث أي جديد في ترتيب الفرق الثلاثة في قاع الجدول. الميدالية الذهبية أسامواه جيان كان الغاني أسامواه جيان مهاجم العين النجم الأول لمباراة “الكلاسيكو” بين الوصل والعين، وأثبت اللاعب أن القدرات الفردية تستطيع عمل الكثير في المباريات الكبيرة والصعبة، فقد كان المهاجم الكبير أهم عوامل تفوق فريقه في المباراة بتسجيل الهدف الأول من متابعة وسرعة وقوة في الانقضاض، ثم التسبب في الحصول على ضربة جزاء وتسجيل الهدف الثاني أيضاً. ومع مرور الأيام يزداد الانسجام بين أسامواه ولاعبي العين للدرجة التي تجعله مؤهلاً لتحقيق المزيد في الموسم المقبل، وذلك في ظل الاقتراب من تمديد علاقته عامين جديدين، ويبدو أن اللاعب نفسه يرغب في ذلك تماماً بعد أن اكتشف أن احترافه مع “الزعيم” لا يقل عما كان عليه في الدوري الإنجليزي في شيء، وقد يعيد أسامواه أمجاد من سبقوه من نجوم حفروا أسماءهم في ذاكرة الكرة “العيناوية” ودوري الإمارات. الميدالية الفضية مارادونا تفوق الأرجنتيني مارادونا مدرب الوصل على نفسه في مباراة فريقه أمام العين، ونجح في قيادة “الإمبراطور” فنيا بشكل جيد من خلال قراءة جيدة للمباراة من خارج الخطوط والتعامل مع تقلباتها الكثيرة بعد التأخر بهدف ثم إدارك التعادل وتحقيق التقدم 2 - 1 قبل تحقيق منافسه للتعادل من ضربة جزاء، وهو أمر لم يكن سهلاً أمام فريق بحجم العين متصدر الدوري. ويحاول مارادونا أن لا يكون فقط لاعباً أسطورياً، وهو يأمل أن يحقق النجاح نفسه كمدرب بعد الانتقادات الكثيرة التي تعرض لها منذ بداية مسيرته في عالم التدريب، ويبدو أن تعامل المدرب الأرجنتيني مع المباريات قد أصبح أكثر نضجاً بالتخلص التدريجي من الاهتمام بالانفعالات والحركات الغريبة إلى الاهتمام بقراءة المنافس وتحديد نقاط القوة والضعف وإجراء التبديلات المطلوبة، وهو ما تحقق في “الكلاسيكو”. الميدالية البرونزية زنجا كان الإيطالي والتر زنجا مدرب النصر أحد نجوم الجولة رغم أنه لم يتفوق فنياً، كما لم يحقق فريقه الفوز على بني ياس، وسبب اعتباره أحد نجوم الأسبوع هو اعترافه بالخطأ الذي وقع فيه كمدرب بوضع تشكيلة غير مناسبة في بداية المباراة أمام “السماوي” تسببت في عدم ظهور فريقه بالشكل المناسب، ثم اعترافه الثاني بأن حكم المباراة قام بطرد لاعب بني ياس محمد فوزي دون وجه حق. وهذه الاعترافات من الأمور الغريبة على المدربين الأجانب وخصوصاً زنجا، الذي عرف عنه في الفترة الماضية وقوعه في العديد من الأزمات بسبب تصريحاته في المؤتمرات الصحفية وعدم قدرته على ضبط انفعالاته، ولكنه قدم وجهاً مغايراً في هذه الجولة من حيث الواقعية والصدق والاعتراف بالخطأ ومنح المنافس حقه بكل شجاعة. «الجوارح» يفتقد الكثير في غياب سياو وفيلانويفا دياكيه وأوليفييرا أعادا «الروح» إلى الجزيرة دبي (الاتحاد) - غابت القوة الضاربة عن الجزيرة والشباب فكان الشوط الأول من اللقاء خاليا من أي شيء يستحق الذكر، وذلك بسبب ابتعاد أوليفييرا ودياكيه ودلجادو عن “الفورمولا”، وغياب سياو وفيلانويفا عن “الجوارح”، كما غاب التركيز المطلوب في الفريقين بسبب الاهتمام بما هو أهم في هذا التوقيت، حيث ينشغل الجزيرة بمباريات دوري أبطال آسيا ونهائي الكأس، كما ينشغل الشباب أيضاً بالبطولة الآسيوية وأيضاً نهائي كأس اتصالات. ولم يكن الشوط الأول يعبر عن قدرات الفريقين، بسبب افتقادهما للدوافع بعد أن اقتنعا بالابتعاد عن اللقب، الذي يقترب من العين بقوة، ولكن الأمر تغير بعد ذلك في بداية الشوط الثاني من خلال مشاركة دياكيه وأوليفييرا، حيث قاد دياكيه وسط الملعب بالاستحواذ الإيجابي والتمرير السليم وتطوير البناء الهجومي، كما كانت مشاركة أوليفييرا سبباً في استنفار طاقة المهاجمين باري وعلي مبخوت ومعهما كل اللاعبين لتقديم الأفضل وتحقيق الفوز. ولعب الجزيرة من البداية بطريقة 4-2-3-1، لكن هذه الطريقة لم تكن بلا ملامح في ظل غياب دياكيه وأوليفييرا، لكنها أصبحت ذات شكل مختلف بعد مشاركة اللاعبين بدلًا من عبد الله قاسم وسلطان برغش وتحول علي مبخوت للعب في الطرف الأيمن واهتمام أوليفييرا بالجانب الأيسر وتحرك دياكيه خلف باري وأمام علي عباس وعبد السلام جمعة، حيث التزم الثلاثي عباس وجمعة ودياكيه بالواجبات الدفاعية من وسط الملعب وتشكيل حائط دفاعي أمام رباعي خط الظهر، وهو ما جعل الفريق أكثر تماسكاً بعد تضييق المساحات أمام لاعبي الشباب، وهو ما يحسب للمدرب البرازيلي كايو جونيور. ولعب دياكيه دوراً محورياً من خلال التمريرات الطولية إلى أوليفييرا، وأيضاً التحرك مع المدافعين والمهاجمين، ومن المهم أن يملك كل فريق لاعباً بقدرات دياكيه لديه القدرة على التحرك السليم وتسلم الكرة بين المدافعين والمناورة والتخطي وتطوير الهجمة في الوقت المناسب واستغلال المساحات الخالية، كما أنه يجيد التحرك وأخذ المكان المناسب لمساعدة حامل الكرة على التمرير السليم، وهو أيضاً يساعد على تغيير إيقاع اللعب وتوزيع الجهد على زمن المباراة. وأجاد عبد السلام جمعة في أداء الدور المطلوب وسط الملعب من خلال التمركز السليم، وهو ما ساعد أيضاً في ظهور علي مبخوت بشكل جيد في الشوط الثاني بالاستفادة من تحركات من حوله وتمريرات دياكيه، كما زادت رغبته في إثبات الذات بعد تحسن مستوى الفريق، وكان جمعة عبد الله أيضاً أحد مفاتيح اللعب فهو مدافع ممتاز يملك السرعة والقوة والقدرة على استخلاص الكرة والتغطية على زملائه. وكانت هناك لقطتان من أهم ما قدمه الجزيرة في المباراة، الأولى خلال تمريرة دياكيه إلى أوليفييرا، الذي سدد مباشرة كرة قوية اصطدمت في العارضة، والثانية تمريرة علي مبخوت إلى أوليفييرا أيضاً، التي سجل منها الهدف الثاني بلمسة رائعة بالقدم اليسرى. ولعب الشباب بطريقة 4-3-2-1 التي يطلق عليها الطريقة “الهرمية” نظراً لغياب سباو وفيلانويفا، بعد أن اضطر البرازيلي بوناميجو مدرب الفريق إلى تعديل الشكل القديم، ولم يظهر الفريق في الشوط الأول بالشكل المطلوب. وبعد التبديلات التي حدثت في الشوط الثاني بمشاركة داود علي بدلًا من حيدروف تغيرت طريقة اللعب، فبعد أن لعب داود في الارتكاز بجوار سامي عنبر وعادل عبد الله تغيرت الصورة ولعب بطريقة 4-2-3-1 من خلال وجود داود علي في الطرف وناصر مسعود في الطرف الآخر، وترك لاعبين فقط في الارتكاز مع انتقال عيسى عبيد للعب تحت رأس الحربة. ووضح التأثير الكبير لغياب سياو وفيلانويفا، لن الشباب لم يدافع بالشكل الجيد كما لم يهاجم بالطريقة التي تمكنه من التسجيل بسبب افتقاد صانع الألعاب، واضطرار كييزا للتأخر كثيراً إلى وسط الملعب أو التحرك على الأطراف بعيداً عن مكان الخطورة، ثم كان التبديلين التاليين بمشاركة إبراهيم عبدالله بدلًا من ناصر مسعود وراشد حسن بدلًا من عيسى عبيد، ولكن التبديلين لم يحققا أي جديد في أداء الفريق لتصبح خسارته أمراً منطقياً. «المتابعة» كلمة السر في فوز الوحدة على الشارقة دبي (الاتحاد) - لم يكن في مباراة الشارقة مع الوحدة سوى الأهداف في ظل تواضع مستوى أداء الفريقين، وإن كان “العنابي” لا يملك دوافع التألق أو البحث بقوة عن النقاط في ظل ابتعاده سباق المقدمة أو صراع القاع، فإن “الملك” ليس لديه أي مبرر لعدم الظهور بالمستوى الجيد بحثاً عن هدف كبير بحجم الدفاع عن الاسم والتاريخ من أجل الخروج من الأزمة التي يعيشها. لعب الشارقة بطريقة 4-2-3-1 لكنه افتقد عملية بناء الهجمات بشكل منظم وتطوير الهجمة بعدد من اللاعبين، وذلك مع الاعتماد على الكرات الطولية المرسلة إلى مارسلينهو المهاجم الوحيد في الأمام في ظل تأخر إدينهو كثيراً إلى الوسط بسبب ضعف المساندة من الدفاع والوسط، وهو ما أبعده عن منطقة الخطورة وجعل دفاع الوحدة وحارس مرماه في أمان طوال الوقت، باستثناء المرة التي اقترب فيها إدينهو من منطقة الخطورة ومرر إلى مارسلينهو ليسجل الهدف الوحيد، لكن ذلك كان في الوقت بدل الضائع. غابت المساندة الحقيقية من ظهيري الجنب في الشارقة علي السعدي وعبد العزيز صنقور، وبذل سانج هو لي مجهوداً كبيراً، لكن ذلك كان بلا تأثير كبير ، ولم يكن عبد المجيد النمر موفقاً في استبدال هذا اللاعب، وكان من الممكن توظيفه في الارتكاز وسط الملعب وإخراج البطئ كابادزي إن أراد إشراك حميد أحمد في الجناح الأيسر. وكانت عملية “المتابعة” الصحيحة هي سر فوز الوحدة بنقاط المباراة، وهو ما يقوم به المهاجم من أجل استكمال الهجمة بعد أن ترتد الكرة من الحارس أو القائمين أو العارضة، وهو ما فعله عامر عمر من متابعة تسديدة بيانو التي ارتدت من يد حسن الشريف، وهو الأمر الذي لم يطبقه مدافعو الشارقة بسرعة إيقاع لاعب “العنابي” نفسه، كما لم تجد تسديدة بيانو المرتدة من القائم سوى سعيد الكثيري متابعاً لها ليحرز الهدف الثاني في ظل فشل لاعبي الشارقة في “تشتيت” الكرة على أقل تقدير. «البرتقالي» يتألق بعد التخلص من الضغوط عجمان بدأ رحلة «الإبداع» أمام انهيار «الصقور» دبي (الاتحاد) - يبدو أن تحرر فريق عجمان من “ضغوط” صراع النقاط والبحث عن الأمان، ونجاحه في تخطي هذه المرحلة قد يجعله أحد أكثر فرق الدوري إمتاعاً في الجولات الأخيرة، لأنه لا يخشى على نفسه من أي شيء، فهو حقق هدفه بالبقاء ليبدأ مسيرة محاولة تحسين الترتيب فقط دون أن يكون مطالباً من جماهيره أو إدارة النادي بتحقيق هدف محدد آخر. لعب “البرتقالي” مباراة كبيرة أمام الإمارت، الفريق الذي يملك الدوافع الأكبر في البحث عن الفوز، ولم يرهب الضيوف حماس “الصقور” على ملعبهم وأمام جماهيرهم، وفي هذه الأجواء استطاع العراقي عبد الوهاب عبد القادر مدرب عجمان في التفوق على التونسي لطفي البنرزتي مدرب الإمارات في تحفيظ لاعبيه الطريقة التي تمكنهم من تحقيق هدفهم. وتفوق أوليفييه وبوريس كابي وحسن معتوق في تنفيذ الطريقة التي اعتمد عليها المدرب، وهو ما نتج عنه التقدم بثلاثة أهداف حتى الدقيقة 70 رغم محاولات أصحاب الأرض الهجومية، التي لم تسفر سوى عن هدف واحد للمهاجم ديارا، الذي لم يجد المعاونة الكاملة من بقية اللاعبين ليتمكن من تسجيل المزيد، خاصة في ظل اهتزاز خط دفاع “الصقور”، الذي كان السبب الأول في ضعف قدراته الهجومية لأن لاعبي الوسط انشغلوا بكيفية دعم الجوانب الدفاعية على حساب الهجومية. ولم يملك لاعبو الإمارات في هذه المباراة الروح التي لعبوا بها بعض المباريات الماضية، وهو الأمر الذي تسبب في الوقوع بالأخطاء الفنية الكثيرة في التمركز والتغطية ومحاولة مواجهة التفوق الواضح للاعبي عجمان على مدار الشوطين، ليصبح فوز “البرتقالي” أمراً مقبولًا، وتصبح خسارة “الصقور” منطقية”، لتزداد مهمة الفريق الخاسر صعوبة في الجولات المقبلة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©