الذهب يخترق جدار الـ1170 دولاراً للأوقية

واصل الذهب التحليق عند مستوياته العالية ليخترق سقف 1150 دولاراً بمكاسب الجديدة تجاوز فيها سعر الأونصة “الأوقية” 1170 دولاراً أمس. وساعد توجه المستثمرين نحو المعدن النفيس كملاذ آمن المخاوف المتزايدة بشأن التضخم والغموض الاقتصادي العالمي، حيث تواصل ارتفاع عقود الذهب الآجلة لشهر كانون الأول المقبل، الذي قفز في تعاملات الجمعة إلى 1150 دولاراً، مواصلاً بذلك مكاسبه على مدى ست جلسات متتالية. وسجل سعر الذهب مستوى قياسياً عند 1167,35 دولار للأوقية أمس إذ دفع ضعف الدولار المعدن النفيس لتجاوز مستويات مقاومة رئيسية مما أثار موجة شراء بعد ارتفاعه الحاد في وقت سابق هذا الشهر. وسجل الذهب في السوق الفورية 1170,16 دولار للأوقية بالمقارنة مع 1148,20 دولار في نيويورك الجمعة الماضي. وفيما يتعلق بالمعادن النفيسة الأخرى ارتفع سعر البلاتين إلى 1466 دولاراً من 1441 دولاراً يوم الجمعة وزاد سعر البلاديوم إلى 366,50 دولار من 361 دولاراً في نيويورك يوم الجمعة. وصعد سعر الفضة إلى 18,78 دولار من 18,46 دولار. وارتفعت عقود الذهب في تعاملات “جلوبكس” بآسيا في وقت متأخر أمس إلى 1162.50 دولار، قبيل أن يسجل تراجعاً طفيفاً عند 1161.20 دولار، إلا أنه حافظ على مكاسب الجلسة بارتفاع الأونصة 14.40 دولار. والجمعة، اكتسبت الاونصة 4.90 دولار لتستقر عند 1146.80 دولار. وسجلت عقود الذهب الآجلة مكاسب كبيرة خلال النصف الثاني من العام الحالي، بارتفاع فاق 26 في المائة من يوليو، الذي بلغت فيه أسعار الذهب أدنى مستوياتها. يأتي هذا الصعود غير المسبوق لأسعار الذهب وسط تزايد القلق حيال تعافي الاقتصاد العالمي من تداعيات الأزمة المالية، مما يعزز من بريق المعدن الأصفر ويرسخ مكانته كأداة استثمارية آمنة، في وقت تعاني فيه أسواق العملات والأوراق المالية من الاضطراب. واستفادت أسعار الذهب من الطلب المتزايد للاستثمار على المعدن النفيس من جانب صناديق الاستثمار المتخصصة وهو ما انتقل إلى الأفراد الذين ينظرون إليه كوسيلة للادخار عامة، وكملاذ من الأزمات خاصة، مع انخفاض عوائد بدائل الاستثمار الأخرى‏. كما دفع توجه كثير من المصارف المركزية حول العالم، إلى اللجوء للمعدن الأصفر كاحتياطي لها، بدلاً من الدولار، الذي ما زال يسجل مزيداً من التراجعات أمام العملات الأخرى وسعر الذهب لمزيد من الارتفاع، وسط توقعات بأنه قد يواصل الارتفاع خلال الفترة المقبلة. وسجلت أسعار الذهب ارتفاعاً بما نسبته 25 في المائة خلال العام 2009 الجاري، ورجحت تقارير اقتصادية أن تشهد أسعاره المزيد من الارتفاع، قد تصل إلى 1500 دولار للأونصة، بسبب لجوء العديد من البنوك المركزية إلى تخفيض أسعار الفائدة لديها، بالإضافة إلى تزايد الطلب على المعدن النفيس. وكان المجلس التنفيذي لصندوق النقد الدولي قد قرر، في سبتمبر الماضي، بيع ما يقرب من 403,3 طن من مخزونه من الذهب، لتعزيز احتياطياته النقدية، مما يعزز قدراته على إقراض الدول النامية لمواجهة أثار الأزمة المالية العالمية. إلى ذلك، ارتفع سعر النحاس في تعاملات بورصة لنـدن للمعـادن أكثر من اثنين في المئــة متجاوزاً 7000 دولار للطن أمس متجاهلاً انخفاض واردات الصين من النحاس النقي بنسبة 40 في المئة خلال أكتوبر بفعل ضعف الدولار وارتفاع أسواق السلع الأولية الأخرى. وارتفع سعر النحاس لعقود التسليم بعد ثلاثة أشهر 2,4 في المئة إلى 7009,75 دولار للطن مسجلاً أعلى مستوى منذ 14 شهراً في الوقت الذي انخفض فيه الدولار نحو واحد في المئة أمام اليورو الأوروبي